ياسمينيات

المشكلة أنه “بحريني”!

| ياسمين خلف

يدعي‭ ‬جميع‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬أن‭ ‬خيارهم‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬التوظيف‭ ‬هو‭ ‬البحريني‭! ‬وأنهم‭ ‬كغيرهم‭ ‬تؤرقهم‭ ‬مشكلة‭ ‬البطالة‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬الشباب‭! ‬وأنهم‭ ‬لو‭ ‬يملكون‭ ‬شواغر‭ ‬تسع‭ ‬كل‭ ‬العاطلين‭ ‬البحرينيين‭ ‬لما‭ ‬ترددوا‭ ‬لحظةً‭ ‬في‭ ‬توظيفهم‭.. ‬هكذا‭ ‬هم‭ ‬يدعون‭ ‬وهكذا‭ ‬يقولونها‭ ‬في‭ ‬العلن،‭ ‬لكنهم‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬وعندما‭ ‬يملكون‭ ‬تلك‭ ‬الشواغر‭ ‬فإن‭ ‬خيارهم‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬الأجنبي‭!‬

مشكلتنا‭ ‬الحقيقية‭ ‬هي‭ ‬أننا‭ ‬كمواطنين‭ ‬لا‭ ‬نساعد‭ ‬بعضنا،‭ ‬وإن‭ ‬ادعينا‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭! ‬نعم،‭ ‬قد‭ ‬يفضل‭ ‬التاجر‭ ‬الصغير،‭ ‬أو‭ ‬رائد‭ ‬العمل‭ ‬الناشئ‭ ‬توظيف‭ ‬الأجنبي‭ ‬على‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬مشروعه‭ ‬البسيط‭ ‬حيث‭ ‬الراتب‭ ‬الأقل،‭ ‬لكن‭ ‬المصيبة‭ ‬إن‭ ‬جرى‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬والشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الكبرى،‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬يوظفون‭ ‬الأجانب‭ ‬بدلاً‭ ‬عن‭ ‬البحرينيين‭! ‬وتوظيف‭ ‬البعض‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬مضض‭ ‬مع‭ ‬قوانين‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬التي‭ ‬أرغمتهم‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬عبر‭ ‬توظيف‭ ‬نسب‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬مقابل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تأشيرات‭ ‬لموظفين‭ ‬أجانب‭.‬

وليت‭ ‬المشكلة‭ ‬تقف‭ ‬عند‭ ‬التوظيف،‭ ‬بل‭ ‬تتعداها‭ ‬إلى‭ ‬الحقوق‭ ‬الوظيفية‭ ‬التي‭ ‬يتنصل‭ ‬منها‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬الموظف‭ ‬بحرينياً،‭ ‬ولا‭ ‬يخجل‭ ‬من‭ ‬نفسه‭ ‬لو‭ ‬وظف‭ ‬الأجنبي‭ ‬براتبٍ‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬المواطن،‭ ‬بل‭ ‬وجعل‭ ‬الأجنبي‭ ‬مسؤولا‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬رغم‭ ‬امتلاك‭ ‬البحريني‭ ‬المؤهلات‭ ‬التي‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬تبوء‭ ‬هذا‭ ‬المنصب‭.‬

وعلى‭ ‬النقيض،‭ ‬ترى‭ ‬الأجانب‭ ‬يوظفون‭ ‬بني‭ ‬جلدتهم‭ ‬إن‭ ‬كانوا‭ ‬أرباب‭ ‬عمل،‭ ‬بل‭ ‬وتجدهم‭ ‬كموظفين‭ ‬يقف‭ ‬الواحد‭ ‬منهم‭ ‬كتفاً‭ ‬بكتف‭ ‬يدفع‭ ‬بمصالح‭ ‬زميله‭ ‬الموظف‭ ‬الأجنبي،‭ ‬وما‭ ‬يؤلم‭ ‬أكثر‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬قد‭ ‬يجري‭ ‬أمام‭ ‬أعين‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬البحريني،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يحرك‭ ‬ساكناً،‭ ‬ويترك‭ ‬لـ‭ ‬“شللية‭ ‬الأجانب‭ ‬تتفنن‭ ‬في‭ ‬تطفيش”‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬عمله،‭ ‬ليتجدد‭ ‬الشاغر‭ ‬لموظف‭ ‬أجنبي‭ ‬آخر‭.‬

لن‭ ‬نقضي،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬لن‭ ‬نقلل‭ ‬من‭ ‬مشكلة‭ ‬البطالة‭ ‬التي‭ ‬نعاني‭ ‬الأمرين‭ ‬منها‭ ‬منذ‭ ‬زمن،‭ ‬إلا‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬نية‭ ‬صادقة‭ ‬وفعل‭ ‬جاد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أرباب‭ ‬العمل،‭ ‬فالبحريني‭ ‬يملك‭ ‬الشهادات‭ ‬والمهارات‭ ‬التي‭ ‬تؤهله‭ ‬للعمل،‭ ‬ولا‭ ‬تنقصه‭ ‬سوى‭ ‬ثقة‭ ‬أصحاب‭ ‬العمل‭ ‬وفرصة‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬إثبات‭ ‬نفسه‭.‬

 

ياسمينة‭:

‬إن‭ ‬لم‭ ‬يشعر‭ ‬البحريني‭ ‬بالبحريني،‭ ‬فلن‭ ‬نخرج‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المتاهة‭.‬