سوالف

القبول والاستسلام والتعايش مرفوض مع الملالي

| أسامة الماجد

الانقلاب‭ ‬على‭ ‬ملالي‭ ‬إيران‭ ‬والنظام‭ ‬الديكتاتوري‭ ‬قادم‭ ‬لا‭ ‬محالة،‭ ‬وكل‭ ‬المؤشرات‭ ‬تبين‭ ‬بوضوح‭ ‬اندلاع‭ ‬شرارة‭ ‬الانقلاب‭ ‬والتحولات‭ ‬الحقيقية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الإيراني،‭ ‬ومنها‭ ‬وجود‭ ‬سخط‭ ‬شعبي‭ ‬عارم‭ ‬على‭ ‬النخبة‭ ‬السياسية‭ ‬الحاكمة‭ ‬“الملالي”‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ترغب‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬القيام‭ ‬بالإصلاحات‭ ‬اللازمة،‭ ‬ونشاط‭ ‬المعارضة‭ ‬المنظمة‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬والداخل،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬العامل‭ ‬الرئيسي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬وراء‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الانقلابات‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬التاريخ،‭ ‬وكذلك‭ ‬سلسلة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬السياسية‭ ‬الداخلية‭ ‬بسبب‭ ‬عجز‭ ‬الملالي‭ ‬الإرهابيين‭ ‬عن‭ ‬حل‭ ‬القضايا‭ ‬الداخلية‭ ‬والخروج‭ ‬بالبلاد‭ ‬من‭ ‬النهاية‭ ‬المظلمة‭. ‬

ومن‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬ستؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الانقلاب‭ ‬على‭ ‬الملالي‭ ‬أيضا،‭ ‬سخط‭ ‬النخبة‭ ‬المثقفة‭ ‬من‭ ‬أدباء‭ ‬وكتاب‭ ‬وصناع‭ ‬السينما‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬الاستبدادي‭ ‬المتحجر‭ ‬والجامد،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬كفاءة‭ ‬الحكومة‭ ‬وفسادها‭ ‬وتبذيرها‭ ‬أموال‭ ‬الشعب‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لوجود‭ ‬إدارة‭ ‬متعفنة‭ ‬ظالمة‭ ‬وعدم‭ ‬مبالاة‭ ‬بالشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وخيبة‭ ‬آماله،‭ ‬وسحقه‭ ‬بعمليات‭ ‬القمع‭ ‬العسكري‭ ‬وتهميش‭ ‬الأقليات‭ ‬كالأحواز‭ ‬وغيرهم‭ ‬وحرمانهم‭ ‬من‭ ‬أبسط‭ ‬حقوقهم‭ ‬الإنسانية‭.‬

هناك‭ ‬منهج‭ ‬صارم‭ ‬تعلمته‭ ‬البشرية‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الأنظمة‭ ‬الديكتاتورية‭ ‬مهما‭ ‬بلغت‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬البطش‭ ‬والتنكيل‭ ‬والقسوة،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تعيش‭ ‬لوقت‭ ‬طويل،‭ ‬مهما‭ ‬سعت‭ ‬إلى‭ ‬تعبئة‭ ‬الجماهير‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خلق‭ ‬قاعدة‭ ‬واسعة،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬مع‭ ‬نظام‭ ‬الديكتاتور‭ ‬الأوغندي‭ ‬عيدي‭ ‬أمين‭ ‬الذي‭ ‬حكم‭ ‬أوغندا‭ ‬في‭ ‬السبعينات‭ ‬بقبضة‭ ‬من‭ ‬حديد،‭ ‬لكنه‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬صراع‭ ‬مع‭ ‬أعداء‭ ‬خارجيين‭ ‬وداخليين‭ ‬وسقط‭ ‬وجرفته‭ ‬صخور‭ ‬النسيان‭ ‬إلى‭ ‬الأبد،‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬أحد‭ ‬معارضيه‭ ‬إن‭ ‬الجيش‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭ ‬القوة‭ ‬القائدة‭ ‬للأنظمة‭ ‬الديكتاتورية‭ ‬أو‭ ‬الطليعة‭ ‬السياسية‭.‬

ما‭ ‬يحدث‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬ليس‭ ‬شيئا‭ ‬غامضا‭ ‬وغير‭ ‬واضح‭ ‬المعالم،‭ ‬إنما‭ ‬شعب‭ ‬ثائر‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬إرهابي‭ ‬ديكتاتوري‭ ‬سيقوم‭ ‬في‭ ‬القريب‭ ‬العاجل‭ ‬باتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬التأديبية‭ ‬ضده‭ ‬لأن‭ ‬القبول‭ ‬والاستسلام‭ ‬والتعايش‭ ‬مرفوض‭ ‬مع‭ ‬الملالي‭.‬