إلى عمي الغالي عبدالله بن رجب

| منال منصور بن رجب

إليك أبا حسن إلى روحك التي أُنتزعتْ من بين جوارح قلوبنا فأدمتها حزناً وهماً ولوعةً، إليك يامن لك في كل زاوية ذكرى، ومكانة، أنت الآن أمام عيني بين أعمامي في ساحة البيت الكبير بروحك المرحة المحبة تبّثُ البهجة، تسأل عن الصغير قبل الكبير لحضورك نسمة الربيع في بدايته وحنانك كحفيف أوراق الشجر في غابة نائية. عمي الغالي عبدالله، هل هي صدفة ان تختار هذا اليوم للرحيل ؟ أتعلم ماذا يعني لنا هذا اليوم بتاريخه؟ أنه ذات اليوم الذي انطفأت فيه شمعة الشباب وزهوة القلب أخي حمد بن رجب، يبدو أن اشتياقك إليه ووجدك عليه تخطى أفق الكون فاتفقتما معاً على لقاء السّماء لتعيدا نسج الشجن ولوعة الحزن وألم الفراق ووجع الجرح إلينا مرة أخرى ضعفين مضاعفين. الغالي أبا حسن، ستبقى سجاياك السمحة وروحك المرحة وحبك للخير، وتفانيك في رعاية أسرتك ذكرى وسلوى لقلوبنا المتوجعة لهذا الفراق الأليم، ستبقى خطواتك في  المواكب الحسينية مشرفاً ومتابعاً وراعياً لها صورة لا تنطفئ لكل مرتادي مأتم بن رجب. ستكون بين أعمامي حاضراً وهم يعدون العدة لإحياء ذكرى عاشوراء، فكيف لك أن تغيب و بصماتك مرسومة في جدران المأتم الذي تفانيت في خدمته تأسياً بأجدادك وكنت الوفي المخلص المعطي بلا حدود. عمي الغالي، أتعلم ما ترك فراقك على نفوسنا؟! أنّ الحزن على أكتافنا كثقل الجبال الراسخة، وعمق الجرح لا تداويه سنون تمر بنا ، إنّ فراق الأحبة غربة وكم هي غربة موحشة كوحشة السكون في ليل بهيم، ولكن ذلك حكم الأقدار فما لنا الأّ الصبر دواء والذكريات بلسماً وداعاً عمي الغالي فأنت الآن بين يد رب رحيم وفي دنيا الملكوت بجنات الخلد   منعماً راضياً. رحمك الله برحمته الواسعة وغفر لك وحشرك مع محمد وآل بيته الطيبيين الطاهرين، وإنّ لله وإنّ إليه راجعون.