ضرورة الشراكة بين القطاعين العام والخاص في البحرين

| د. عبدالقادر ورسمه

لتجنب‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الإنفاق‭ ‬الحكومي‭ ‬وحده‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬مشروعات‭ ‬الخدمات‭ ‬العامة‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬والمرافق‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬تلاحظ‭ ‬وجود‭ ‬دعم‭ ‬وتشجيع‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬لمشاركة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬وتشعيل‭ ‬البنية‭ ‬الأساسية‭ ‬وفق‭ ‬كفاءة‭ ‬مهنية‭ ‬أكبر‭ ‬وتكلفة‭ ‬أقل‭. ‬وأيضا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تسريع‭ ‬النهوض‭ ‬بالتنمية‭ ‬وإنجاز‭ ‬المشروعات‭ ‬بما‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬وتحقيق‭ ‬معدلات‭ ‬التنمية‭ ‬المنشودة‭. ‬وتلعب‭ ‬البنوك‭ ‬دورا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬بتقديم‭ ‬التسهيلات‭ ‬المصرفية‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروعات‭ ‬الحيوية‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬في‭ ‬العادة‭ ‬لأموال‭ ‬طائلة‭. ‬ويجب‭ ‬مساعدة‭ ‬البنوك‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭ ‬وتوفير‭ ‬الدعم‭ ‬لها‭. ‬ومن‭ ‬الملاحظ،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشاريع‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬بالمشاركة‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭. ‬والسؤال،‭ ‬ما‭ ‬المكاسب‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬دعم‭ ‬وترويج‭ ‬وجذب‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬مشروعات‭ ‬الخدمات‭ ‬العامة‭ ‬والتنمية‭ ‬والبنية‭ ‬الأساسية‭ ‬والمشروعات‭ ‬القومية؟‭ ‬وهل‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬مؤهل‭ ‬لهذا‭ ‬العمل؟‭ ‬

استنادا‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬التجارب،‭ ‬نجح‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬دوره‭ ‬ولدينا‭ ‬بعض‭ ‬الأمثلة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬ومن‭ ‬المكاسب‭ ‬المتحققة‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬دعم‭ ‬وترويج‭ ‬الاستثمار‭ ‬الخاص‭ (‬القطاع‭ ‬الخاص‭) ‬العمل‭ ‬على‭ ‬سد‭ ‬عدم‭ ‬كفاية‭ ‬التمويل‭ ‬الحكومي‭ ‬لتغطية‭ ‬كل‭ ‬مشروعات‭ ‬الخدمات‭ ‬العامة‭ ‬وفي‭ ‬الأوقات‭ ‬المطلوبة‭. ‬وللإسراع‭ ‬بمعدل‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬ظهرت‭ ‬الحاجة‭ ‬لمنافذ‭ ‬جديدة‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬الذي‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬بصورة‭ ‬فعلية‭ ‬ومفيدة،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت،‭ ‬يعمل‭ ‬علي‭ ‬تحقيق‭ ‬بعض‭ ‬الفوائد‭ ‬لمصلحته،‭ ‬إضافة‭ ‬لاكتساب‭ ‬مهارات‭ ‬عمل‭ ‬جديدة‭ ‬تقوي‭ ‬من‭ ‬وضعه‭ ‬التنافسي‭. ‬ومن‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬يقوم‭ ‬بمتابعة‭ ‬أعماله‭ ‬بصورة‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية‭ ‬خصوصا‭ ‬لأن‭ ‬تبعية‭ ‬المخاطر‭ ‬التجارية‭ ‬تنتقل‭ ‬بشكل‭ ‬أساس‭ ‬للمستثمر‭ ‬الخاص‭ ‬وهو‭ ‬أدرى‭ ‬بكيفية‭ ‬مقابلة‭ ‬أو‭ ‬تقليل‭ ‬آثار‭ ‬هذه‭ ‬المخاطر،‭ ‬“وما‭ ‬حك‭ ‬جلدك‭ ‬مثل‭ ‬ظفرك”‭. ‬ومن‭ ‬المكاسب‭ ‬الأخرى‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تتحقق‭ ‬للبلد،‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬يستخدمها‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬مع‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬اقتصاديات‭ ‬السوق‭ ‬وتوسيع‭ ‬الملكية‭ ‬الخاصة‭. ‬وهناك‭ ‬محور‭ ‬مهم‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬العام‭ ‬بأهمية‭ ‬مشاركة‭ ‬الاستثمار‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬المشروعات‭ ‬وتحديد‭ ‬الأشكال‭ ‬المختلفة‭ ‬لهذه‭ ‬المشاركة،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬نجاح‭ ‬تجربة‭ ‬الاستثمار‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬يتطلب‭ ‬وجود‭ ‬تأييد‭ ‬لهذه‭ ‬الفكرة،‭ ‬ما‭ ‬يستلزم‭ ‬إعداد‭ ‬إستراتيجية‭ ‬متكاملة‭ ‬للتوعية‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬موجهة‭ ‬لكافة‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬قيادات‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬توفير‭ ‬الخدمات‭ ‬العامة‭ ‬والعاملين‭ ‬الذين‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬سيتم‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمار‭ ‬الخاص‭ ‬إليها‭. ‬والأهداف‭ ‬الرئيسة‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الإستراتيجية،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬توعية‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬المحلي‭ ‬والدولي‭ ‬لإعلام‭ ‬الشركات‭ ‬والأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬وإمكانية‭ ‬تطبيق‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬الشراكات‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭. ‬ونقترح،‭ ‬إعداد‭ ‬برنامج‭ ‬ترويجي‭ ‬لكافة‭ ‬الجهات‭ ‬عن‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬الحكومي‭ ‬والخاص،‭ ‬وعقد‭ ‬ندوات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬توضح‭ ‬الفرص‭ ‬المتاحة‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬للاستثمار‭ ‬فيها‭. ‬وبهذا‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬تستفيد‭ ‬الدولة‭ ‬وكافة‭ ‬مؤسساتها‭ ‬وقطاعها‭ ‬الخاص،‭ ‬والجميع‭ ‬كسبان‭.‬