فجر جديد

خير الناس أنفعهم للناس

| إبراهيم النهام

تشرفت‭ ‬بزيارة‭ ‬فضيلة‭ ‬الشيخ‭ ‬جاسم‭ ‬السعيدي‭ ‬في‭ ‬مجلسه‭ ‬بالرفاع،‭ ‬بمعية‭ ‬أبنائه‭ ‬الكرام،‭ ‬بحديث‭ ‬مستمر‭ ‬عن‭ ‬البحرين‭ ‬ومستجدات‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي،‭ ‬واحتياجات‭ ‬الناس‭ ‬وأولوياتهم‭.‬

والشيخ‭ ‬جاسم،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬خروجه‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬التشريعي‭ ‬قبل‭ ‬سنوات،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬قط‭ ‬عن‭ ‬ممارسة‭ ‬دوره‭ ‬الدعوي‭ ‬والخدمي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬للناس،‭ ‬فلا‭ ‬حساباته‭ ‬بالتواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬جمدت،‭ ‬ولا‭ ‬أبواب‭ ‬مجلسه‭ ‬أوصدت،‭ ‬ولا‭ ‬هاتفه،‭ ‬ولا‭ ‬استقباله‭ ‬المواطنين،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬دائرته‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬الأخرى،‭ ‬وهي‭ ‬كلمة‭ ‬حق‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تذكر‭ ‬وتقال‭. ‬

الإنصات،‭ ‬ووصل‭ ‬الناس،‭ ‬واستقبالهم‭ ‬والسعي‭ ‬الممكن‭ ‬لخدمتهم،‭ ‬من‭ ‬السمات‭ ‬العظيمة‭ ‬التي‭ ‬يمن‭ ‬بها‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬على‭ ‬عباده‭ ‬الذين‭ ‬يحبهم،‭ ‬فـ‭ ‬“خير‭ ‬الناس‭ ‬أنفعهم‭ ‬للناس”،‭ ‬وتقودني‭ ‬مواقفه‭ ‬فضيلته‭ ‬هذه،‭ ‬والتي‭ ‬تعكس‭ ‬الوفاء‭ ‬للمواطن،‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬والبلديين‭ ‬والذين‭ ‬كانوا‭ ‬يتشدقون‭ ‬بحب‭ ‬المواطن‭ ‬حينها،‭ ‬لكنه‭ ‬واقع‭ ‬تغير‭ ‬تماماً‭ ‬بعد‭ ‬خروجهم‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬التشريعي‭ ‬والبلدي‭ ‬مباشرة،‭ ‬حيث‭ ‬قطعوا‭ ‬الوصل‭ ‬بالناس،‭ ‬شراء‭ ‬لراحة‭ ‬الدماغ،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬أوصد‭ ‬أبواب‭ ‬مجلسه،‭ ‬وآخرون‭ ‬غيروا‭ ‬أرقامهم،‭ ‬وحجبوا‭ ‬الجديدة‭ ‬وأخفوها،‭ ‬هكذا‭ ‬بكل‭ ‬بساطة‭.‬

خدمة‭ ‬البحرين‭ ‬وأهلها‭ ‬الطيبين،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تحتكر‭ ‬بوظيفة‭ ‬أو‭ ‬منصب،‭ ‬أو‭ ‬جاه‭ ‬أو‭ ‬مال،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬سمة‭ ‬مغروسة‭ ‬في‭ ‬النفس،‭ ‬وفي‭ ‬الجينات،‭ ‬والروح‭ ‬نفسها،‭ ‬تلازم‭ ‬المرء‭ ‬حتى‭ ‬الممات،‭ ‬وربما‭ ‬بعده،‭ ‬فكم‭ ‬من‭ ‬أحياء‭ ‬يبنون‭ ‬مستقبلهم‭ - ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ - ‬اعتماداً‭ ‬على‭ ‬سمعة‭ ‬ومواقف‭ ‬ومآثر‭ ‬آبائهم‭ ‬الطيبة‭ ‬والمُشرفة‭.‬

خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬شاهدنا‭ ‬وسمعنا،‭ ‬وقرأنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشعارات‭ ‬الرنانة‭ ‬لهذا‭ ‬وذاك،‭ ‬واطلعنا‭ ‬على‭ ‬برامج‭ ‬انتخابية،‭ ‬وتصريحات‭ ‬لم‭ ‬يحقق‭ ‬العشر‭ ‬منها،‭ ‬لكنها‭ ‬سمة‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يرون‭ ‬إلا‭ ‬مصالحهم‭ ‬وأهدافهم‭ ‬الضيقة‭.‬