الدراسة بالخارج والبعثات من البدايات إلى الآن (4)

| د. حسين المهدي

عرفت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬برامج‭ ‬البعثات‭ ‬الدراسية‭ ‬للخارج‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬ثم‭ ‬نما‭ ‬معدل‭ ‬الابتعاث‭ ‬الحكومي‭ ‬والخاص‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬العام‭ (‬1928م‭) ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إرسال‭ ‬أول‭ ‬بعثة‭ ‬رسمية‭ ‬للجامعة‭ ‬الأميركية‭ ‬ببيروت‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ (‬9‭) ‬طلاب،‭ ‬منهم‭ ‬طالب‭ ‬واحد‭ ‬على‭ ‬حسابه‭ ‬الخاص،‭ ‬وتواصل‭ ‬الابتعاث‭ ‬ليبلغ‭ (‬108‭)‬،‭ ‬منهم‭ ‬45‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬المعارف‭ (‬آنذاك‭) ‬في‭ (‬1954م‭). ‬وبينت‭ ‬الإحصائيات‭ ‬التقديرية‭ ‬التي‭ ‬رصدناها‭ ‬لمجموع‭ ‬الطلبة‭ ‬والطالبات‭ ‬للفترة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬البعثات‭ ‬الدراسية‭ (‬1908‭ - ‬1964م‭) ‬زهاء‭ (‬168‭)‬،‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الجامعات‭ ‬والمعاهد‭ ‬الهندية‭ ‬والعربية‭ ‬والبريطانية،‭ ‬منهم‭ (‬79‭) ‬مبتعثاً‭ ‬حكومياً‭ ‬و‭(‬42‭) ‬من‭ ‬شركة‭ ‬نفط‭ ‬البحرين‭ (‬بابكو‭) ‬والباقي‭ ‬على‭ ‬حسابهم‭ ‬الخاص‭.‬

وشهدت‭ ‬الفترة‭ ‬الثانية‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬منتصف‭ ‬الستينات‭ ‬حتى‭ ‬بداية‭ ‬سبعينات‭ ‬الاستقلال‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬تطوراً‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬الفترة‭ ‬السابقة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬القفزات‭ ‬المتتالية‭ ‬خلال‭ ‬العشرة‭ ‬أعوام‭ ‬حتى‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ (‬1981‭ - ‬1982م‭) ‬قدرت‭ ‬بنحو‭ (‬2943‭) ‬لإجمالي‭ ‬الحاصلين‭ ‬على‭ ‬البعثات‭ ‬والمنح‭ ‬الحكومية‭ ‬وشملت‭ ‬تخصصات‭ ‬علمية‭ ‬ومهنية‭ ‬ومستويات‭ ‬أكاديمية‭ ‬عليا‭ ‬مختلفة‭ ‬تحتاجها‭ ‬مرحلة‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬النشط‭ ‬عموماً،‭ ‬ولإتمام‭ ‬بناء‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬خصوصاً،‭ ‬منهم‭ (‬1299‭) ‬على‭ ‬حسابهم،‭ ‬وكانت‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬مجاميع‭ ‬الدارسين‭ ‬بالخارج‭ ‬زهاء‭ (‬17.5‭) ‬مرة‭ ‬مقارنة‭ ‬بالفترة‭ ‬الأولى‭ (‬1908‭ - ‬1964م‭).‬

في‭ (‬2009م‭) ‬كان‭ ‬هناك‭ (‬1864‭) ‬من‭ ‬“البعثات‭ ‬والمنح‭ ‬الدراسية‭ ‬والمالية،‭ ‬لخريجي‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬وتبلغ‭ (‬921‭)‬،‭ ‬ثم‭ (‬121‭) ‬للمدارس‭ ‬الخاصة،‭ ‬و‭(‬800‭) ‬من‭ ‬المنح‭ ‬المالية‭ ‬للطلبة‭ ‬المتفوقين‭ ‬و‭(‬11‭) ‬منحة‭ ‬دراسية،‭ ‬ولطلبة‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ (‬11‭) ‬بعثة‭ ‬دراسية”،‭ ‬وبعدها‭ ‬بستة‭ ‬أعوام‭ ‬ارتفعت‭ ‬البعثات‭ ‬قرابة‭ (‬60‭ %) ‬لتبلغ‭ ‬“‭(‬2944‭) ‬بعثة‭ ‬ومنحة‭ ‬للعام‭ ‬الدراسي‭ (‬2015‭ - ‬2016م‭)‬،‭ ‬موجهة‭ ‬للطلبة‭ ‬المتفوقين‭ ‬للتخصصات‭ ‬التي‭ ‬تلبي‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬البشرية،‭ ‬منها‭ (‬1601‭) ‬لخريجي‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية،‭ ‬و‭(‬393‭) ‬للمدارس‭ ‬الخاصة،‭ ‬و‭(‬800‭) ‬منح‭ ‬المساعدة‭ ‬المالية‭ ‬و‭(‬150‭) ‬لذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة”‭.‬

وفي‭ (‬14/7/2021م‭) ‬اعتمدت‭ (‬4000‭) ‬بعثة‭ ‬ومنحة‭ ‬للعام‭ ‬الدراسي‭ ‬الجامعي‭ (‬2021‭ - ‬2022م‭)‬،‭ ‬وفقاً‭ ‬لـ‭ ‬“الحاجة‭ ‬المستقبلية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬التخصصات‭ ‬العلمية‭ ‬والفنية‭ ‬والإدارية”‭ ‬حسب‭ ‬شروط‭ ‬اللجنة‭ ‬المختصة،‭ ‬و”التي‭ ‬تقتصر‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬المعدل‭ ‬التراكمي‭ ‬للطالب،‭ ‬فقط،‭ ‬نتيجة‭ ‬تعذر‭ ‬تنظيم‭ ‬اختبار‭ ‬القدرات‭ ‬والمقابلات‭ ‬الشخصية‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬معتاداً‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭ ‬19‭) ‬وما‭ ‬يتطلبه‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬احترازية”‭.‬