السياسة البحرينية تتحدث

| د.حورية الديري

عندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬الانتماء‭ ‬والمواطنة‭ ‬فإننا‭ ‬حتمًا‭ ‬نتعمق‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الأرض‭ ‬وثوابتها‭ ‬ومنهجية‭ ‬قيادتها‭ ‬والعلاقة‭ ‬بين‭ ‬الحاكم‭ ‬والشعب،‭ ‬باعتبارها‭ ‬ترجمة‭ ‬لأسس‭ ‬الروابط‭ ‬والقيم‭ ‬والمبادئ،‭ ‬التي‭ ‬تصنع‭ ‬دولة‭ ‬الأنظمة‭ ‬والقانون،‭ ‬حيث‭ ‬تبدو‭ ‬معالمها‭ ‬واضحة‭ ‬فيما‭ ‬يبذله‭ ‬شركاء‭ ‬تلك‭ ‬العلاقة‭ ‬من‭ ‬أنشطة‭ ‬لترسيخ‭ ‬تلك‭ ‬الثوابت‭ ‬وتعزيزها‭ ‬وفق‭ ‬استراتيجية‭ ‬واضحة‭ ‬للجميع،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تجسده‭ ‬روح‭ ‬حكومتنا‭ ‬التي‭ ‬تضع‭ ‬هيكلية‭ ‬محددة‭ ‬المسؤوليات‭ ‬والمهمات‭ ‬لوضع‭ ‬الأطر‭ ‬والصلاحيات‭. ‬ومما‭ ‬تجسده‭ ‬الصورة‭ ‬التاريخية‭ ‬والحضارية‭ ‬التي‭ ‬بنيت‭ ‬عليها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬انعكاس‭ ‬حقيقي‭ ‬لما‭ ‬نشهده‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬نهضة‭ ‬معاصرة‭ ‬جديرة‭ ‬بأن‭ ‬يرصدها‭ ‬التاريخ‭ ‬الأممي،‭ ‬لما‭ ‬تعكسه‭ ‬من‭ ‬ترجمة‭ ‬حقيقية‭ ‬لمعالم‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬بكل‭ ‬المقومات‭ ‬التي‭ ‬تسير‭ ‬وفق‭ ‬منهجية‭ ‬تنموية‭ ‬تحقق‭ ‬استدامة‭ ‬التطوير‭ ‬والبناء،‭ ‬ولنا‭ ‬الفخر‭ ‬كمواطنين‭ ‬بأن‭ ‬تتصدر‭ ‬البحرين‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المراكز‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭.‬

فحينما‭ ‬تتحدث‭ ‬السياسة‭ ‬البحرينية،‭ ‬فإننا‭ ‬نجدها‭ ‬تتجه‭ ‬بخطوات‭ ‬ريادية‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬بقدرات‭ ‬قائقة‭ ‬التميز،‭ ‬وهي‭ ‬تحكي‭ ‬أروع‭ ‬قصص‭ ‬النجاح‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬الدور‭ ‬الرائد‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬ومصالح‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والتنمية‭ ‬وترسيخ‭ ‬العدل‭ ‬والسلام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بناء‭ ‬العلاقات‭ ‬وتطويرها‭ ‬والعمل‭ ‬بمبادئ‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬والاتفاقات‭ ‬والمعاهدات‭ ‬والمواثيق‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمملكة‭.‬

لذلك‭ ‬والجدير‭ ‬بنا‭ ‬كأصحاب‭ ‬أقلام‭ ‬وأعمدة‭ ‬صحافية‭ ‬أن‭ ‬نتطرق‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يوليه‭ ‬ذلك‭ ‬القطاع‭ ‬باعتباره‭ ‬أكبر‭ ‬الدعائم‭ ‬الأساسية‭ ‬لدعم‭ ‬الاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬والأمن،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الاحترام‭ ‬والالتزام‭ ‬بمبادئ‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية،‭ ‬بهدف‭ ‬تعميق‭ ‬أواصر‭ ‬التقدير‭ ‬والاعتزاز‭ ‬الشعبي‭ ‬نحو‭ ‬الثوابت‭ ‬الحكومية‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تمتين‭ ‬العلاقات‭ ‬والمصالح‭ ‬المشتركة‭. ‬أعزائي‭ ‬القراء،‭ ‬رسالة‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬عمودنا‭ ‬“عالم‭ ‬متغير”‭ ‬هي‭ ‬ترجمة‭ ‬لما‭ ‬ينبغي‭ ‬علينا‭ ‬جميعًا‭ ‬إداركه،‭ ‬أنقلها‭ ‬لكم‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬مقالات‭ ‬متصلة،‭ ‬تتعلق‭ ‬بمضامين‭ ‬الإيجاز‭ ‬الإعلامي‭ ‬الذي‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬الزياني،‭ ‬خلال‭ ‬اللقاء‭ ‬الذي‭ ‬نظمه‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬مركز‭ ‬الاتصال‭ ‬الوطني‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬حيث‭ ‬تناول‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬المرتكزات‭ ‬الأساسية‭ ‬لاستراتيجية‭ ‬الوزارة‭ ‬تتضمن‭ ‬السلام‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬لنكون‭ ‬شركاء‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬تلك‭ ‬التوجهات‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬ما‭ ‬نستشعره‭ ‬من‭ ‬ولاء‭ ‬وتقدير‭ ‬مستمر‭ ‬لثوابتنا‭ ‬التاريخية‭ ‬الأصيلة‭ ‬ونحن‭ ‬نعمق‭ ‬وطنيتنا‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تضاهى‭.‬