مُلتقطات

حيواناتٌ مُفترسةٌ في البيوت!

| د. جاسم المحاري

ذات‭ ‬مساء،‭ ‬تعرّض‭ ‬طفل‭ ‬لإصابات‭ ‬متفرقة‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬جسده‭ ‬بعد‭ ‬هجومٍ‭ ‬مُباغت‭ ‬من‭ ‬كلب‭ ‬شرس‭ ‬تعودُ‭ ‬ملكيته‭ ‬لبحريني‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الحظائر‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬سكن‭ ‬ذلك‭ ‬الطفل‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتجاوز‭ ‬عمره‭ ‬عشرة‭ ‬أعوام‭ ‬بإحدى‭ ‬المحافظات‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬يلعب‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬أصدقاء‭ ‬الحيّ‭ ‬الذين‭ ‬تفاجأوا‭ ‬بكلب‭ ‬هائج‭ ‬يلحقهم‭ ‬بنباحه‭ ‬مسرعاً‭ ‬حتى‭ ‬استطاع‭ ‬أنْ‭ ‬يمسكه‭ ‬من‭ ‬ثيابه‭ ‬وبعدها‭ ‬من‭ ‬يده‭ ‬وبدأ‭ ‬بجره‭ ‬بضعة‭ ‬أمتار؛‭ ‬ما‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬جرح‭ ‬غائر‭ ‬وانتفاخ‭ ‬فيها‭ ‬اضطره‭ ‬أنْ‭ ‬يبقى‭ ‬تحت‭ ‬الملاحظة‭ ‬الطبية‭ ‬لأيام‭! ‬فيما‭ ‬انقضّت‭ ‬مجموعة‭ ‬كلاب‭ ‬حراسة‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬المجمعات‭ ‬السكنية‭ ‬القريبة‭ ‬على‭ ‬فتاة‭ ‬بحرينية‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬هجموا‭ ‬عليها‭ ‬أثناء‭ ‬جلوسها‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الظهيرة‭ ‬مع‭ ‬قريبة‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬السواحل؛‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬عاهة‭ ‬مستديمة‭! ‬وفي‭ ‬حادثة‭ ‬مغايرة‭ ‬أُصيب‭ ‬صبي‭ ‬بجرحٍ‭ ‬نازف‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬كتفي‭ ‬يديه‭ ‬بإحدى‭ ‬المتنزهات‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬كلبٍ‭ ‬يُعتبر‭ ‬من‭ ‬السلالات‭ ‬الشرسة‭ ‬التي‭ ‬تعرف‭ ‬بحجمها‭ ‬الكبير‭! ‬هذا‭ ‬والحوادث‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬تتكرر‭ ‬لما‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭.‬

الأسد‭ ‬والفهد‭ ‬والضبع‭ ‬والذئب‭ ‬والتمساح‭ ‬والثعبان‭ ‬وبعض‭ ‬أنواع‭ ‬الشمبانزي‭ ‬والوشق‭ ‬والعقرب‭ ‬والكنكاجوس‭ ‬والببغاوات‭ ‬القرمزية‭ ‬والكلاب‭ ‬وغيرها،‭ ‬تعدّ‭ ‬من‭ ‬الحيوانات‭ ‬المفترسة‭ ‬التي‭ ‬تعتاش‭ ‬على‭ ‬مطاردة‭ ‬الحيوانات‭ ‬الضعيفة‭ ‬التي‭ ‬تتغذى‭ ‬بدورها‭ ‬على‭ ‬الأعشاب‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬الأولى‭ ‬بالانقضاض‭ ‬عليها،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أنّ‭ ‬أغلبها‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬جماعات‭ ‬وتتعاون‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬افتراس‭ ‬الحيوانات‭ ‬الثدية‭ ‬والزواحف‭ ‬والإنسان‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬سواء‭. ‬وعليه‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬المُستهجن‭ ‬–‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الإطلاق‭ - ‬رؤية‭ ‬مشهد‭ ‬إنسان‭ ‬يلهو‭ ‬ويلعب‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬هذه‭ ‬الحيوانات‭ ‬بحرية‭ ‬وأمان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الفرجة،‭ ‬بل‭ ‬ويتباهى‭ ‬بعضهم‭ ‬أمام‭ ‬أصدقائه‭ ‬ومتابعيه‭ ‬عندما‭ ‬يُوثّق‭ ‬تجربته‭ ‬عبر‭ ‬فيديوهات‭ ‬بهلوانية‭ ‬مُضحكة‭ ‬ينشرها‭ ‬على‭ ‬منصّات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬يضجّ‭ ‬به‭ ‬–‭ ‬بين‭ ‬الفينة‭ ‬والأخرى‭ ‬–‭ ‬بعض‭ ‬الأهالي‭ ‬في‭ ‬متنوع‭ ‬بقاع‭ ‬الأرض‭ ‬بعد‭ ‬موت‭ ‬شباب‭ ‬في‭ ‬مقتبل‭ ‬العمر‭ ‬متأثرين‭ ‬بإصابات‭ ‬تعرّضوا‭ ‬لها‭ ‬إثرَ‭ ‬هجوم‭ ‬حيوان‭ ‬مفترس‭ ‬كانوا‭ ‬يقومون‭ ‬بتربيته‭ ‬في‭ ‬بيوتهم‭ ‬أو‭ ‬مزارعهم‭! ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعدّ‭ ‬–‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ - ‬تجاوزاً‭ ‬لقانون‭ ‬الطبيعة‭ ‬التي‭ ‬تعتاز‭ ‬فيها‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحيوانات‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬البراري‭ ‬والغابات‭ ‬وحقّها‭ ‬التواجد‭ ‬في‭ ‬بيئاتها‭ ‬الطبيعية‭.‬

نافلة‭:‬

تتضاعف‭ ‬خطورة‭ ‬اقتناء‭ ‬الحيوانات‭ ‬المفترسة‭ ‬في‭ ‬البيوت،‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬انقضاضها‭ ‬على‭ ‬أصحابها‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬عندما‭ ‬تهرب‭ ‬من‭ ‬المنازل‭ ‬معرضة‭ ‬حياة‭ ‬الجيران‭ ‬والمارة‭ ‬للخطر،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬تأتي‭ ‬مساعي‭ ‬بعض‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬المحلية‭ ‬كالمجلس‭ ‬البلدي‭ ‬بمحافظة‭ ‬المحرق‭ ‬والجنوبية‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬اقتناء‭ ‬الحيوانات‭ ‬المفترسة،‭ ‬خطوة‭ ‬رائدة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تأمين‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬وتقليل‭ ‬معدلات‭ ‬الحوادث‭ ‬والإصابات‭ ‬والأمراض‭ ‬الناتجة‭ ‬من‭ ‬اقتناء‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحيوانات‭ ‬المُضرة،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬توعية‭ ‬الأفراد‭ ‬والجماعات‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬حيازتها‭ ‬في‭ ‬المنازل‭ ‬أو‭ ‬المزارع‭ ‬تفادياً‭ ‬لإيذاء‭ ‬الغير‭ ‬أو‭ ‬ترويعهم‭.‬