إنجاز العيد.. عيد

| د. عبدالله الحواج

ما‭ ‬حققته‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك‭ ‬من‭ ‬سيطرة‭ ‬شبه‭ ‬متكاملة‭ ‬على‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬يستحق‭ ‬التوقف‭ ‬طويلا،‭ ‬وليس‭ ‬الإشادة‭ ‬ورفع‭ ‬القبعات‭ ‬فقط،‭ ‬وعي‭ ‬وإدراك‭ ‬وخبرة‭ ‬وعلوم‭ ‬اللجنة‭ ‬التنسيقية‭ ‬برئاسة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬وفريقه‭ ‬الوطني‭ ‬يستحق‭ ‬التوقف‭ ‬طويلا،‭ ‬الدراسة‭ ‬والبحث‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬بروتوكولات‭ ‬الجوائح‭ ‬والأوبئة،‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬أدار‭ ‬بها‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬مفترق‭ ‬الطرق‭ ‬عندما‭ ‬كنا‭ ‬نعاني‭ ‬مما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬ب‭ ‬“شبه‭ ‬التفشي”،،‭ ‬وشبه‭ ‬التمادي‭ ‬وشبه‭ ‬والانتشار،‭ ‬هنا‭ ‬قالت‭ ‬اللجنة‭ ‬التنسيقية‭ ‬كلمتها،‭ ‬وهنا‭ ‬قررت‭ ‬تطبيق‭ ‬فلسفة‭ ‬الصرامة‭ ‬مثلما‭ ‬يقول‭ ‬كتاب‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭.‬

ولحسن‭ ‬الطالع‭ ‬كان‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي،‭ ‬والتجاوب‭ ‬الشعبي،‭ ‬والإدراك‭ ‬الوطني‭ ‬بضرورة‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬شبه‭ ‬التمادي،‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬أخرجتنا‭ ‬من‭ ‬الدائرة‭ ‬الحمراء‭ ‬للتفشي‭ ‬إلى‭ ‬البرتقالية‭ ‬ثم‭ ‬الخضراء،‭ ‬وها‭ ‬نحن‭ ‬اليوم‭ ‬نقضي‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك‭ ‬وأرقام‭ ‬الإصابات‭ ‬هي‭ ‬الأقل‭ ‬عالميًا‭ ‬نظرًا‭ ‬لدقة‭ ‬الفحوصات‭ ‬ومجانية‭ ‬التعاطي‭ ‬الشعبي‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة،‭ ‬وسهولة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مواقع‭ ‬الفحص‭ ‬والتطعيم،‭ ‬وتوفر‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬التطعيمات‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يطلبها‭ ‬ووفقًا‭ ‬للتعليمات‭ ‬الصحية‭ ‬والطبية‭ ‬المرعية‭.‬

إنني‭ ‬لفخور‭ ‬ببلادي‭ ‬التي‭ ‬تقدمت‭ ‬الأمم،‭ ‬ورسخت‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬وتمكنت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المفترقات‭ ‬أنها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التحدي،‭ ‬أيًا‭ ‬كان‭ ‬مصدره،‭ ‬ومهما‭ ‬بلغت‭ ‬درجة‭ ‬خطورته‭.‬

عفارم‭ ‬بالبحرين‭ ‬قيادة‭ ‬وحكومة‭ ‬وشعبا،‭ ‬عفارم‭ ‬يا‭ ‬لجنتنا‭ ‬التنسيقية‭ ‬وفريقنا‭ ‬الوطني،‭ ‬وعفارم‭ ‬على‭ ‬بطولات‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬بلادنا‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬الترقي‭ ‬العالمية،‭ ‬ولكل‭ ‬من‭ ‬لعب‭ ‬دورًا‭ ‬وطنيًا‭ ‬في‭ ‬ازكاء‭ ‬الروح‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتعميق‭ ‬الإحساس‭ ‬بالمسئولية،‭ ‬شكرا‭ ‬لك‭ ‬يا‭ ‬وطني،‭ ‬شكرا‭ ‬لك‭ ‬يا‭ ‬بلادي،‭ ‬نحن‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬مأمن‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شر،‭ ‬رغم‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬انتقالنا‭ ‬للون‭ ‬الأخضر‭ ‬يحملنا‭ ‬مسئولية‭ ‬اكبر،‭ ‬حملا‭ ‬ثقيلا‭ ‬بألا‭ ‬نعود‭ ‬أبدا‭ ‬الى‭ ‬الوراء،‭ ‬وألا‭ ‬نتراجع‭ ‬عن‭ ‬الإنجاز،‭ ‬وان‭ ‬نواصل‭ ‬عطاءنا‭ ‬وبذلنا‭ ‬وإصرارنا‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬المقدمة،‭ ‬وان‭ ‬يكون‭ ‬الاحتراز‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة،‭ ‬والتأني‭ ‬طريقا‭ ‬للنجاة،‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض‭ ‬منهجا‭ ‬وطنيا‭ ‬يضرب‭ ‬به‭ ‬المثل‭. ‬الأيام‭ ‬القادمة‭ ‬خير‭ ‬اختبار‭ ‬لنا،‭ ‬بل‭ ‬أصعب‭ ‬اختبار‭ ‬لإرادتنا‭ ‬في‭ ‬الصمود‭ ‬والتصدي،‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬التحدي،‭ ‬فالجائحة‭ ‬مازالت‭ ‬جاثمة‭ ‬على‭ ‬الصدور،‭ ‬ولا‭ ‬احد‭ ‬يستطيع‭ ‬التكهن‭ ‬عن‭ ‬الكيفية‭ ‬الدامغة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬بها‭ ‬درء‭ ‬الخطر‭ ‬وإقصاء‭ ‬التداعي،‭ ‬وضرب‭ ‬المثل،‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يستطيع‭ ‬التنبؤ‭ ‬بالقادم‭ ‬حيث‭ ‬الكون‭ ‬كله‭ ‬والمعمورة‭ ‬بأسرها‭ ‬أمام‭ ‬الخطر‭ ‬الأخطر‭ ‬في‭ ‬تاريخها،‭ ‬جائحة‭ ‬تداهم‭ ‬البشرية‭ ‬جمعاء،‭ ‬لا‭ ‬تفرق‭ ‬بين‭ ‬هذا‭ ‬وذاك،‭ ‬بين‭ ‬كبير‭ ‬وصغير‭ ‬أو‭ ‬غني‭ ‬وفقير،‭ ‬فيروس‭ ‬يتحور‭ ‬كلما‭ ‬حاصرناه،‭ ‬وتهرب‭ ‬كلما‭ ‬واجهناه،‭ ‬وأفلت‭ ‬من‭ ‬اللقاح‭ ‬كلما‭ ‬ضيقنا‭ ‬عليه‭ ‬الخناق،‭ ‬لكن‭ ‬ماذا‭ ‬نقول‭ ‬ليس‭ ‬أمامنا‭ ‬سوى‭ ‬الصبر‭ ‬والدعاء،‭ ‬سوى‭ ‬الالتزام‭ ‬والتعاون‭ ‬والانضباط،‭ ‬وأن‭ ‬نواصل‭ ‬مشوار‭ ‬المواجهة‭ ‬شاء‭ ‬من‭ ‬شاء‭ ‬وأبى‭ ‬من‭ ‬أبى‭.‬