فجر جديد

احذروا هذه الثعابين

| إبراهيم النهام

بالرغم‭ ‬من‭ ‬المساعي‭ ‬الصادقة‭ ‬لبعض‭ ‬النواب‭ ‬والبلديين‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬دوائرهم،‭ ‬نرى‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ ‬بعض‭ ‬“النطاطه”‭ ‬الذين‭ ‬يحاولون‭ ‬فرملة‭ ‬هذه‭ ‬الجهود،‭ ‬وتمريغها‭ ‬بالوحل،‭ ‬لأسباب‭ ‬ونوايا‭ ‬شخصية‭ ‬بحتة‭.‬

وقد‭ ‬ساعدت‭ ‬المنصات‭ ‬الإعلامية‭ ‬الحديثة‭ ‬هؤلاء‭ ‬“الإمعة”‭ ‬على‭ ‬تصدر‭ ‬المشهد‭ ‬ببعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬عبر‭ ‬تطرقهم‭ ‬الخبيث‭ ‬لمواضيع‭ ‬مثيرة،‭ ‬ثم‭ ‬تسميمها‭ ‬وحرف‭ ‬مسارها‭ ‬الحقيقي،‭ ‬وتقديمها‭ ‬للمجتمع‭ ‬بخلاف‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬عليه،‭ ‬لمنافعهم،‭ ‬ومصالحهم،‭ ‬وأهوائهم‭ ‬هم،‭ ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬يتركون‭ ‬المواطن‭ ‬وشأنه؟‭ ‬لقد‭ ‬أصبحت‭ ‬احتياجات‭ ‬الناس‭ - ‬وأقولها‭ ‬آسفا‭ - ‬أداة‭ ‬وشماعة،‭ ‬ووسيلة‭ ‬للتكسب‭ ‬الشخصي،‭ ‬ولإفساد‭ ‬عمل‭ ‬هذا‭ ‬النائب‭ ‬المجتهد‭ ‬وذاك‭ ‬البلدي‭ ‬الأمين،‭ ‬مهما‭ ‬بذلوا‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬مرضية‭ ‬وصادقة‭ ‬لخدمة‭ ‬الناس‭.‬

إن‭ ‬تجميع‭ ‬بعض‭ ‬أهالي‭ ‬الدائرة‭ ‬والزج‭ ‬بهم‭ ‬–‭ ‬على‭ ‬غفلة‭ ‬منهم‭ - ‬بهذه‭ ‬القضية‭ ‬وتلك،‭ ‬لهو‭ ‬أمر‭ ‬مرفوض‭ ‬وغير‭ ‬مقبول،‭ ‬ويتطلب‭ ‬المتابعة‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬ومن‭ ‬أجهزتها‭ ‬المختصة‭ ‬لأن‭ ‬بذلك‭ ‬فتنة،‭ ‬والفتنة‭ ‬أشد‭ ‬من‭ ‬القتل‭.‬

وعلى‭ ‬المواطن‭ ‬–‭ ‬بالمقابل‭ - ‬الوعي‭ ‬جيدا‭ ‬لما‭ ‬يحاك‭ ‬حوله‭ ‬من‭ ‬تمثيليات‭ ‬وأفلام‭ ‬رخيصة،‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬المعلومات‭ ‬من‭ ‬مصادرها‭ ‬الرسمية،‭ ‬والموثوقة،‭ ‬والحذر‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الثعابين‭ ‬الرقطاء‭ ‬التي‭ ‬تزحف‭ ‬بحماس‭ ‬لكي‭ ‬تنثر‭ ‬سمومها‭ ‬بربوع‭ ‬الوطن‭.‬

ويفترض،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬واجب،‭ ‬أن‭ ‬يساند‭ ‬الناخبون‭ ‬ممثليهم‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬تلمسوا‭ ‬منهم‭ ‬الوفاء‭ ‬والصدق‭ ‬بالعمل،‭ ‬وأن‭ ‬يشيحوا‭ ‬بوجوههم‭ ‬عن‭ ‬متصدري‭ ‬المشهد‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المنافع‭ ‬الشخصية‭ ‬المريضة،‭ ‬فالوطن‭ ‬يسمو‭ ‬دائماً‭ ‬فوق‭ ‬أية‭ ‬اعتبارات‭ ‬أو‭ ‬مصالح‭ ‬خاصة‭.‬