البحرين تواصل تألقها.. والأصوات المفلسة “تتخبط”!

| عادل عيسى المرزوق

لا‭ ‬شأن‭ ‬لنا‭ ‬كمواطنين‭ ‬بحرينيين‭ ‬مخلصين‭ ‬نتابع‭ ‬بشغف‭ ‬وحب‭ ‬واعتزاز‭ ‬ما‭ ‬تحققه‭ ‬بلادنا‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الغالية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيادة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬لا‭ ‬شأن‭ ‬لنا‭ ‬بالمعكرات‭ ‬والترهات‭ ‬والأصوات‭ ‬المفلسة‭ ‬التي‭ ‬تتخبط‭ ‬وتترنح‭ ‬تارة‭ ‬يمنى‭ ‬وتارة‭ ‬شمالًا،‭ ‬مما‭ ‬يصدر‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الفضائيات‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والقنوات‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬عادت،‭ ‬أي‭ ‬الأصوات‭ ‬المفلسة،‭ ‬تغري‭ ‬أو‭ ‬تجذب‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬كانوا‭ ‬يصفقون‭ ‬لها،‭ ‬فبضاعتهم‭ ‬كاسدة‭ ‬والحق‭ ‬أحق‭ ‬بالاتباع‭.‬

وقد‭ ‬يسأل‭ ‬سائل‭ :‬”فلماذا‭ ‬إذن‭ ‬تتابعون‭ ‬تلك‭ ‬الأصوات‭ ‬وتكتبون‭ ‬عنها‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬معنى‭ ‬للتأثر؟”،‭ ‬والجواب‭ ‬له‭ ‬شكل‭ ‬آخر‭.. ‬فلا‭ ‬مانع‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬نتابع‭ ‬ونقرأ‭ ‬ونسمع‭ ‬ونشاهد،‭ ‬ليس‭ ‬ككتاب‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬كعامة‭ ‬المواطنين،‭ ‬فعالم‭ ‬اليوم‭ ‬بإعلامه‭ ‬الرقمي‭ ‬مفتوح‭ ‬ومتاح‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬زمنية‭ ‬أو‭ ‬مكانية،‭ ‬إنما‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر،‭ ‬فأنت‭ ‬حين‭ ‬تقرأ‭ ‬وتفهم‭ ‬وتحلل‭ ‬مستوى‭ ‬الهجمات‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬فضائية‭ ‬هنا‭ ‬أو‭ ‬موقع‭ ‬هنا‭ ‬أو‭ ‬شخص‭ ‬عدة‭ ‬أشخاص‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عاصمة،‭ ‬يتجلى‭ ‬لك‭ ‬مدى‭ ‬الخواء‭ ‬والأهم،‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬تلك‭ ‬العقليات‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬صنعوها‭ ‬لأنفسهم،‭ ‬وشعارات‭ ‬كتبوها‭ ‬بأنفسهم،‭ ‬ومناقشات‭ ‬ومداولات‭ ‬وحوارات‭ ‬في‭ ‬واد،‭ ‬وما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬واد‭ ‬آخر‭ ‬مختلف‭.. ‬وأقوى‭ ‬صورة‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬حالة‭ ‬الوئام‭ ‬والاتفاق‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬النجاح‭ ‬بين‭ ‬القيادة‭ ‬الشعب،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬الظروف‭ ‬والمراحل‭ ‬الصعبة،‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬تطرحه‭ ‬تلك‭ ‬الأصوات‭ ‬المفلسة،‭ ‬لذلك،‭ ‬تفرق‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬يصدقها‭.. ‬بالإمكان‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬رؤية‭ ‬آلاف‭ ‬المتابعين‭ ‬لتغريدة‭ ‬على‭ ‬تويتر‭ ‬أو‭ ‬مقطع‭ ‬فيديو‭ ‬على‭ ‬انستغرام،‭ ‬ولكن‭ ‬اليوم،‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬إلا‭ ‬“همل‭ ‬النعم”‭.. ‬أعداد‭ ‬ضئيلة‭ ‬هي‭ ‬ذاتها‭ ‬“جوقة‭ ‬التأييد”،‭ ‬فما‭ ‬عاد‭ ‬الناس‭ ‬اليوم‭ ‬يريدون‭ ‬الوقع‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬عكرة‭ ‬لا‭ ‬طائل‭ ‬من‭ ‬ورائها،‭ ‬فيما‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬يعمل‭ ‬بجد‭ ‬واجتهاد‭ ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الأصوات‭ ‬المفلسة‭ ‬أيًا‭ ‬كان‭ ‬اتجاهها‭ ‬وانتماؤها‭ ‬وأيديولوجياتها‭.‬

وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬أحترم‭ ‬كثيرًا‭ ‬نماذج‭ ‬من‭ ‬الشجعان‭ ‬الذين‭ ‬عبروا‭ ‬عن‭ ‬مواقفهم‭ ‬وآرائهم‭ ‬بصراحة،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬معارض‭ ‬للدولة،‭ ‬بل‭ ‬ونجد‭ ‬أن‭ ‬بعضهم‭ ‬آثر‭ ‬على‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬نقاش‭ ‬وحوار‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ليشرح‭ ‬موقفه‭ ‬ويعيد‭ ‬قراءة‭ ‬المشهد‭ ‬ويعلن‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬عدم‭ ‬تكرار‭ ‬أخطاء‭ ‬أو‭ ‬ممارسات‭ ‬لا‭ ‬نتيجة‭ ‬لها‭ ‬سوى‭ ‬الفشل،‭ ‬ولو‭ ‬تساءلنا‭ :‬”لماذا‭ ‬يستمر‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬الإساءة‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬رغم‭ ‬إفلاسه؟‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬وجهت‭ ‬السؤال‭ ‬له‭ ‬مباشرة،‭ ‬فستجد‭ ‬الجواب‭ ‬وكأنه‭ ‬كلمات‭ ‬متقاطعة‭ ‬تضرب‭ ‬بعضها‭ ‬بعضًا،‭ ‬ثم‭ ‬يضعونها‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬“مصلحة‭ ‬الوطن”‭.. ‬إن‭ ‬أعلى‭ ‬مصلحة‭ ‬للوطن،‭ ‬إن‭ ‬كانوا‭ ‬يدركون‭ ‬ويؤمنون‭ ‬معناها،‭ ‬ألا‭ ‬تسيء‭ ‬إلى‭ ‬وطن‭ ‬يضم‭ ‬الجميع‭ ‬تحت‭ ‬جناحيه،‭ ‬وتصبح‭ ‬سلعة‭ ‬تستغلها‭ ‬هذه‭ ‬القناة‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬الفضائية‭ ‬لتكرر‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭.. ‬إفلاسًا‭ ‬لا‭ ‬طائل‭ ‬من‭ ‬ورائه‭.‬