ذكرى 23 يوليو.. والرئيس عبدالفتاح السيسي

| عبدالنبي الشعلة

قبل‭ ‬يومين‭ ‬مرت‭ ‬ذكرى‭ ‬23‭ ‬يوليو‭ ‬التي‭ ‬تستنهض‭ ‬في‭ ‬عميق‭ ‬وجداننا‭ ‬وجوارحنا‭ ‬مشاعر‭ ‬وأحاسيس‭ ‬المودة‭ ‬والتقدير‭ ‬والإكبار‭ ‬للشقيقة‭ ‬مصر‭ ‬العظيمة‭ ‬ولشعبها‭ ‬الوفي‭ ‬الكريم‭.. ‬مصر‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬وستبقى‭ ‬درعًا‭ ‬وحصنا‭ ‬منيعا،‭ ‬ومدافعًا‭ ‬صلبًا،‭ ‬وحارسًا‭ ‬أمينًا‭ ‬يقظا‭ ‬غيورا‭ ‬يهب‭ ‬وينتفض‭ ‬عندما‭ ‬يرى‭ ‬التهديد‭ ‬أو‭ ‬الخطر‭ ‬يداهم‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

وننتهز‭ ‬هذه‭ ‬الذكرى‭ ‬لنُذكر‭ ‬ونعيد‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬وقفة‭ ‬مصر‭ ‬الحاسمة‭ ‬والموقف‭ ‬الشجاع‭ ‬للرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬عندما‭ ‬بادر‭ ‬وتحرك‭ ‬في‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬2013‭ ‬لإنقاذ‭ ‬مصر‭ ‬وباقي‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

في‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم،‭ ‬وفي‭ ‬لحظة‭ ‬فارقة،‭ ‬ضرب‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬موعدًا‭ ‬مع‭ ‬التاريخ،‭ ‬وقام‭ ‬بإحباط‭ ‬وإجهاض‭ ‬خطة‭ ‬أميركية‭ ‬مؤكدة‭ ‬وموثقة‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬وقعها‭ ‬الرئيس‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2010‭  ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬PSD11‭ ‬أو‭ ‬“وثيقة‭ ‬القرار‭ ‬التنفيذي‭ ‬السري‭ ‬11”،‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬أساسًا‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭ ‬باستخدام‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬وحزب‭ ‬“العدالة‭ ‬والتنمية”‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬تركيا،‭ ‬وقد‭ ‬تسربت‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقة‭ ‬إلى‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العالمي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نشرت‭ ‬تفاصيلها‭ ‬جريدة‭ ‬“نيويورك‭ ‬تايمز”‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2011‭.‬

الخطة‭ ‬كانت‭ ‬تهدف‭ ‬أولًا‭ ‬إلى‭ ‬إشعال‭ ‬المنطقة‭ ‬وزجها،‭ ‬ضمن‭ ‬مفهوم‭ ‬“الفوضى‭ ‬الخلاقة”،‭ ‬في‭ ‬أتون‭ ‬ما‭ ‬سمي‭ ‬بالربيع‭ ‬العربي؛‭ ‬تمهيدًا‭ ‬للإطاحة‭ ‬بالأنظمة‭ ‬الشرعية‭ ‬لهذه‭ ‬الدول‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الصديقة‭ ‬والحليفة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وتسليم‭ ‬السلطة‭ ‬إلى‭ ‬الجماعات‭ ‬الأصولية‭ ‬الراديكالية،‭ ‬ثم‭ ‬تقسيم‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬طائفي‭ ‬إلى‭ ‬كيانين،‭ ‬واحد‭ ‬سني‭ ‬والآخر‭ ‬شيعي،‭ ‬بحجة‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬بحيث‭ ‬تتولى‭ ‬جماعة‭ ‬أو‭ ‬أحزاب‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬وتونس‭ ‬وليبيا‭ ‬والجزائر‭ ‬والمغرب‭ ‬والسودان،‭ ‬وبعدها‭ ‬تندمج‭ ‬هذه‭ ‬الأحزاب‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬حزب‭ ‬العدالة‭ ‬والتنمية‭ ‬التركي،‭ ‬فتدار‭ ‬عواصم‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬أنقرة،‭ ‬وتصبح‭ ‬تركيا‭ ‬هي‭ ‬الدولة‭ ‬المهيمنة‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬أفريقيا،‭ ‬وقد‭ ‬اعتبرت‭ ‬إدارة‭ ‬أوباما‭ ‬حزب‭ ‬العدالة‭ ‬والتنمية‭ ‬نموذجا‭ ‬ناجحًا‭ ‬للحزب‭ ‬الإسلامي‭ ‬الحاكم‭ ‬لدولة‭ ‬مدنية‭ ‬علمانية‭ ‬وصديق‭ ‬لأميركا‭ ‬وإسرائيل‭.‬

وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬يتم‭ ‬تمكين‭ ‬طهران‭ ‬من‭ ‬الهيمنة‭ ‬الكاملة‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الخليجية،‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬قلب‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دول‭ ‬شمال‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية؛‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان،‭ ‬وذلك‭ ‬كله‭ ‬ضمن‭ ‬ما‭ ‬سمي‭ ‬في‭ ‬الخطة‭ ‬بـ‭ ‬“مشروع‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الكبير”‭.‬

كان‭ ‬السيسي‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬المدركين‭ ‬لأبعاد‭ ‬وخطورة‭ ‬هذه‭ ‬الخطة،‭ ‬وأول‭ ‬من‭ ‬تحرك‭ ‬لإنقاذ‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬التفكيك‭ ‬والتقسيم،‭ ‬وحماية‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬وسيطرة‭ ‬المتطرفين‭ ‬والإرهابيين،‭ ‬ومن‭ ‬الخضوع‭ ‬لهيمنة‭ ‬تركيا‭ ‬وإيران‭.‬

ولكن‭ ‬لماذا،‭ ‬وما‭ ‬هدف‭ ‬ومصلحة‭ ‬أميركا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الخطة؟

قبل‭ ‬الإجابة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬اسمحوا‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أقحم‭ ‬أو‭ ‬أشير‭ ‬باقتضاب‭ ‬شديد‭ ‬إلى‭ ‬تجربتي‭ ‬الشخصية‭ ‬المتواضعة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بهذا‭ ‬الموضوع؛‭ ‬فمنذ‭ ‬انتخابي‭ ‬بمجلس‭ ‬إدارة‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الثمانينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬ومشاركتي‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬اجتماعات‭ ‬الغرفة‭ ‬العربية‭ ‬الأميركية،‭ ‬ثم‭ ‬اختياري‭ ‬لعضوية‭ ‬اللجنة‭ ‬البحرينية‭ ‬الأميركية‭ ‬برئاسة‭ ‬المرحوم‭ ‬يوسف‭ ‬أحمد‭ ‬الشيراوي‭ ‬وزير‭ ‬التنمية‭ ‬والصناعة‭ ‬وقتها،‭ ‬تلتها‭ ‬عضويتي‭ ‬بمجلس‭ ‬الشورى‭ ‬ثم‭ ‬تعييني‭ ‬وزيرًا،‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬والمناصب‭ ‬أتاحت‭ ‬لي‭ ‬فرصة‭ ‬اللقاء‭ ‬والاجتماع‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬السياسيين‭ ‬والسفراء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬الأميركيين‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬الرئيس‭ ‬جورج‭ ‬بوش‭ ‬الأب‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬على‭ ‬يديه‭ ‬تحرير‭ ‬الكويت‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭ ‬العراقى‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1991؛‭ ‬فقد‭ ‬كنت‭ ‬الوزير‭ ‬المرافق‭ ‬له‭ ‬أثناء‭ ‬زيارته‭ ‬الخاصة‭ ‬للبحرين،‭ ‬لمدة‭ ‬يومين،‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1999،‭ ‬لإلقاء‭ ‬الكلمة‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬نظمه‭ ‬مصرف‭ ‬انفستكورب،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬انتهاء‭ ‬فترة‭ ‬ولايته‭.‬

منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬كنا‭ ‬نسمع‭ ‬تأفف‭ ‬الساسة‭ ‬الأميركان‭ ‬وتذمرهم‭ ‬من‭ ‬ثقل‭ ‬الالتزامات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬غير‭ ‬الصراعات‭ ‬والمواجهات‭ ‬والحروب،

وأن‭ ‬الأنظمة‭ ‬فيها‭ ‬دائمة‭ ‬النزاع‭ ‬والاختلاف‭ ‬فيما‭ ‬بينها،‭ ‬ولكل‭ ‬واحد‭ ‬منها‭ ‬رأي‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬الآخرين،‭ ‬ولا‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬سلمي‭ ‬للصراع‭ ‬العربي‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وإن‭ ‬البعض‭ ‬منها‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬بقاءه‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬بقاء‭ ‬واستمرار‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭.‬

بالنسبة‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬فقد‭ ‬بدأنا‭ ‬نسمع،‭ ‬بعد‭ ‬تحرير‭ ‬الكويت،‭ ‬أن‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬سئم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬اتفاقها‭ ‬وتوحد‭ ‬كلمتها،‭ ‬وأن‭ ‬الساسة‭ ‬الأميركان‭ ‬محتارون‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬التي‭ ‬تختلف‭ ‬وتتباين‭ ‬وجهات‭ ‬نظرها‭ ‬ومواقف‭ ‬أعضائها‭ ‬حول‭ ‬التحديات‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬تواجهها؛‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬إيران‭. ‬فكل‭ ‬دولة‭ ‬لها‭ ‬موقف‭ ‬مختلف‭ ‬وأحيانا‭ ‬متناقض‭ ‬لمواقف‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬المجموعة،‭ ‬والأدهى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬أعضائها‭ ‬يعمل‭ ‬ضد‭ ‬الآخرين‭ ‬وفي‭ ‬تيار‭ ‬معاكس،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬التعامل‭ ‬والتعاون‭ ‬معهم‭ ‬صعبًا،‭ ‬وقالوا‭ ‬إنهم‭ ‬وجدوا‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الإيرانيين‭ ‬أسهل‭ ‬لأن‭ ‬لهم‭ ‬رأسا‭ ‬واحدا‭ ‬ورأيا‭ ‬موحدا‭. ‬ثم‭ ‬بدأ‭ ‬اهتمامهم‭ ‬يتوجه‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬أسموه‭ ‬بـ‭ ‬“المسألة‭ ‬الشيعية‭ ‬السنية”‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬هذا‭ ‬الهاجس‭ ‬الطائفي‭ ‬يسيطر‭ ‬على‭ ‬فكرهم‭ ‬ومخيلتهم‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬أن‭ ‬للدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬دورا‭ ‬مؤثرا‭ ‬ومسيطرا‭ ‬على‭ ‬توجيه‭ ‬الحراك‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بحيث‭ ‬يمكن‭ ‬استغلاله‭ ‬واستعماله‭ ‬لتنفيذ‭ ‬خططهم‭ ‬فيها‭.‬

وبعد‭ ‬أن‭ ‬فاز‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬العام‭ ‬2008‭ ‬ودخل‭ ‬الرئيس‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬بدأت‭ ‬النبرة‭ ‬تزداد‭ ‬حدة‭ ‬وارتفاعًا‭ ‬حول‭ ‬ضرورة‭ ‬وحتمية‭ ‬تغيير‭ ‬سياسة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تجاه‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬نتيجة‭ ‬لتغير‭ ‬أولويات‭ ‬مصالحها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬وانتقال‭ ‬ثقل‭ ‬اهتماماتها‭ ‬وتركيزها‭ ‬إلى‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭ ‬لمواجهة‭ ‬توسع‭ ‬وتمدد‭ ‬النفوذ‭ ‬الصيني‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اكتشفت‭ ‬مدى‭ ‬القفزات‭ ‬الواسعة‭ ‬والتقدم‭ ‬العلمي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬المهول‭ ‬الذي‭ ‬تحققه‭ ‬الصين،‭ ‬والحجم‭ ‬الحقيقي‭ ‬لمستوى‭ ‬التحدي‭ ‬الذي‭ ‬يمثله‭ ‬هذا‭ ‬العملاق‭ ‬الناهض‭.‬

وبالنتيجة‭ ‬فإن‭ ‬إدارة‭ ‬أوباما‭ ‬توصلت‭ ‬إلى‭ ‬قناعة‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬خطة‭ ‬وبرنامج‭ ‬عمل‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تقليص‭ ‬تواجد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والتزاماتها‭ ‬تجاه‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بعد‭ ‬إنهاء‭ ‬كل‭ ‬الانقسامات‭ ‬والصراعات‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعادة‭ ‬ترسيمها‭ ‬وتوحيدها‭ ‬ضمن‭ ‬محورين‭ ‬رئيسين‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬تركيا‭ ‬وإيران‭ ‬مما‭ ‬سيسهل‭ ‬على‭ ‬واشنطن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬طرفين‭ ‬فقط‭ ‬هما‭ ‬أنقرة‭ ‬وطهران‭. ‬كما‭ ‬هو‭ ‬مفصل‭ ‬في‭ ‬خطة‭ ‬PSD11‭.‬

إن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تدرك‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬وقعت‭ ‬مصر‭ ‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬فإن‭ ‬باقي‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ستنهار‭ ‬وتتساقط‭ ‬بعدها‭ ‬بكل‭ ‬سهولة،‭ ‬فكانت‭ ‬مصر‭ ‬هي‭ ‬الهدف‭ ‬الأول؛‭ ‬فتسلم‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمون‭ ‬السلطة‭ ‬فيها،‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬انكشفت‭ ‬واتضحت‭ ‬النوايا‭ ‬والاتجاهات‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬قاومها‭ ‬ورفضها‭ ‬الشعب‭ ‬المصري؛‭ ‬فثار‭ ‬ضدها،‭ ‬وخرج‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬يونيو‭ ‬2013‭ ‬بكل‭ ‬كثافة‭ ‬إلى‭ ‬الشوارع‭ ‬بالملايين،‭ ‬قدرتها‭ ‬بعض‭ ‬المصادر‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬مليون‭ ‬يوميًا،‭ ‬وكادت‭ ‬مصر‭ ‬تنزلق‭ ‬إلى‭ ‬هاوية‭ ‬الفوضى‭ ‬والانقسام‭ ‬مما‭ ‬لم‭ ‬يترك‭ ‬مجالًا‭ ‬للجيش‭ ‬المصري‭ ‬وقائده‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬سوى‭ ‬الاستجابة‭ ‬لنداء‭ ‬الشعب‭ ‬وإسقاط‭ ‬حكومة‭ ‬الإخوان،‭ ‬وإنقاذ‭ ‬مصر‭ ‬وباقي‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

وبفضل‭ ‬شجاعة‭ ‬وإقدام‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬فقد‭ ‬فشلت‭ ‬خطة‭ ‬أوباما،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬رؤية‭ ‬انعكاسات‭ ‬وتبعات‭ ‬تلك‭ ‬الخطة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬مآس‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭. ‬

فتحية‭ ‬للرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬وشكرًا‭ ‬له‭.‬