ما وراء الحقيقة

التكاتف العربي.. مجتمعا وحكومات

| د. طارق آل شيخان الشمري

في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تعرضنا‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬مجازر‭ ‬بالتاريخ‭ ‬الحديث،‭ ‬وأكبر‭ ‬موجات‭ ‬نزوح‭ ‬من‭ ‬الديار‭ ‬والأوطان‭ ‬بالعصر‭ ‬الحديث،‭ ‬وأكبر‭ ‬عمليات‭ ‬تدمير‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬أمة‭ ‬بهذا‭ ‬العصر،‭ ‬فلابد‭ ‬من‭ ‬القول‭ ‬مرارا‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬سبيل‭ ‬أمام‭ ‬الأمة‭ ‬العربية،‭ ‬كحكومات‭ ‬ومجتمعات،‭ ‬إلا‭ ‬التكاتف‭ ‬والتصدي‭ ‬للمؤامرات‭ ‬التي‭ ‬أدارها‭ ‬ونفذها‭ ‬تحالف‭ ‬الشعوبيين‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬السياسات‭ ‬الغربية‭ ‬لتدمير‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬سياسيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬وتنمويا،‭ ‬تحت‭ ‬حجج‭ ‬تصدير‭ ‬الثورة‭ ‬وإعادة‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية‭ ‬وتصدير‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬وقد‭ ‬انجرفت‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬جماهير‭ ‬عربية‭ ‬وراءها،‭ ‬وكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬تدميرا‭ ‬كاملا‭ ‬لـ‭ ‬6‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬وعدم‭ ‬استقرار‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وتوسعا‭ ‬كاملا‭ ‬للجماعات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬وغيابا‭ ‬شبه‭ ‬كامل‭ ‬لمفهوم‭ ‬الهوية‭ ‬العربية‭ ‬وبداية‭ ‬تسويق‭ ‬للهوية‭ ‬الصفوية‭ ‬والعثمانية‭ ‬والغربية،‭ ‬وكلها‭ ‬أدت‭ ‬لغياب‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬الإعلامي‭ ‬والسياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والمجتمعي‭ ‬العربي‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬قيام‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬والسعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬بمسؤولياتها‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لمؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬ومخططات‭ ‬الشعوبيين‭ ‬الجدد،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬تصدي‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬واليمن‭ ‬وليبيا‭ ‬ولبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬للتدخل‭ ‬الإيراني‭ ‬والعثماني،‭ ‬فإن‭ ‬على‭ ‬الحكومات‭ ‬العربية‭ ‬وكل‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي،‭ ‬باستثناء‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬ودعاة‭ ‬الصفوية‭ ‬والعثمانية،‭ ‬التصدي‭ ‬لهذه‭ ‬المؤامرات‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬وتعميق‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬والوحدة‭ ‬العربية،‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بالهوية‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الهويات‭ ‬الشعوبية،‭ ‬وعدم‭ ‬تسخير‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬وتاريخه‭ ‬وحضارته‭ ‬ومستقبله‭ ‬لصالح‭ ‬الصفويين‭ ‬والعثمانيين‭.‬

لهذا‭ ‬يجب‭ ‬تكاتف‭ ‬الحكومات‭ ‬العربية‭ ‬وكل‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬العربي‭ ‬القومي،‭ ‬فما‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬مآس‭ ‬وقتل‭ ‬وتشريد‭ ‬كان‭ ‬نتيجة‭ ‬تآمر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الشعوبيين‭ ‬الجدد‭ ‬الصفويين‭ ‬والعثمانيين‭ ‬وبعض‭ ‬السياسات‭ ‬الغربية،‭ ‬لاستمرار‭ ‬سقوط‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬مستنقع‭ ‬الدمار‭ ‬والتخلف‭ ‬والإرهاب،‭ ‬ليصعد‭ ‬الإسلام‭ ‬الشعوبي‭ ‬العنصري‭ ‬الفارسي‭ ‬والعثماني‭ ‬وترتفع‭ ‬رايات‭ ‬هرمز‭ ‬وأنوشهر‭ ‬وأوثان‭ ‬العثمانيين،‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الإسلام‭ ‬المحمدي‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬سطره‭ ‬آل‭ ‬البيت‭ ‬وصحابة‭ ‬الرسول‭ ‬وقادة‭ ‬الفتوحات‭ ‬العرب‭.‬