البديل الشعبي الديمقراطي هو رأسمال وثروة الشعب الإيراني اليوم

| عباس صنوبري

لم‭ ‬تعد‭ ‬القضايا‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬المتعددة‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬مطروحة‭ ‬بخصوصيتها‭ ‬ومشخصاتها‭ ‬الحقيقية،‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬وصل‭ ‬التنافر‭ ‬بين‭ ‬السلطة‭ ‬والشعب‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬اللعب‭ ‬بورقتي‭ ‬ما‭ ‬يسمونه‭ ‬بالإصلاحيين‭ ‬والمتشددين‭ ‬إلى‭ ‬مرحلته‭ ‬النهائية‭ ‬القاضية‭ ‬برفض‭ ‬ومقاطعة‭ ‬العصابتين،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬دفع‭ ‬لعب‭ ‬العصابات‭ ‬داخل‭ ‬السلطة‭ ‬إلى‭ ‬تثبيت‭ ‬فردية‭ ‬السلطة‭ ‬وشموليتها‭.‬

وكانت‭ ‬نتيجة‭ ‬لعب‭ ‬هذين‭ ‬المكونين‭ ‬حصر‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬السلطة‭ ‬والشعب‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬واحد‭ ‬وعلى‭ ‬أرضية‭ ‬الشارع،‭ ‬ومن‭ ‬الآن‭ ‬فصاعدا‭ ‬لا‭ ‬مكان‭ ‬لخطط‭ ‬مجلس‭ ‬الملالي،‭ ‬ولا‭ ‬لصندوق‭ ‬عرض‭ ‬انتخاباتهم‭ ‬ولا‭ ‬لأجهزتهم‭ ‬ومؤسساتهم‭ ‬السلطوية،‭ ‬وسيتم‭ ‬حل‭ ‬المشكلة‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬ونظام‭ ‬الملالي‭ ‬على‭ ‬أرضية‭ ‬الشارع‭ .‬

أما‭ ‬خارج‭ ‬سلطة‭ ‬الملالي،‭ ‬فقد‭ ‬اجتاز‭ ‬المعارضون‭ ‬بكل‭ ‬أطيافهم‭ ‬الامتحان‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنين،‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬أصبحت‭ ‬أولوية‭ ‬أية‭ ‬قوة‭ ‬أو‭ ‬معارضة‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬وأيا‭ ‬كان‭ ‬الثمن‭ ‬الذي‭ ‬دفعته‭ ‬مقابل‭ ‬ذلك‭ ‬هي‭ ‬مقدار‭ ‬ومستوى‭ ‬أصولها‭ ‬ورأس‭ ‬مالها‭ ‬في‭ ‬محاربة‭ ‬نظام‭ ‬الملالي،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الأصل‭ ‬ورأس‭ ‬المال‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬تلبية‭ ‬الحاجة‭ ‬الفعلية‭ ‬للإطاحة‭ ‬بسلطة‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه‭.‬

ويمكن‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬المسألتين‭ ‬السابقتين‭ ‬بالنتيجة‭ ‬التالية‭ :‬أولا‭: ‬مع‭ ‬تحديد‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬الشعب‭ ‬والنظام‭ ‬ككل‭ (‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬مقاطعة‭ ‬90‭ % ‬انتخابات‭ ‬النظام‭) ‬تم‭ ‬تهيئة‭ ‬الظروف‭ ‬الموضوعية‭ ‬للانتفاضة‭ ‬والثورة‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭. ‬ثانيا‭: ‬أصبح‭ ‬تحديد‭ ‬وتثبيت‭ ‬الظروف‭ ‬الموضوعية‭ ‬المحققة‭ ‬للظروف‭ ‬العقلية‭ ‬متمثلا‭ ‬في‭ (‬التنظيم‭ ‬والقيادة‭) ‬قضية‭ ‬أساسية‭ ‬ملحة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لإيران‭ ‬كرد‭ ‬فعل‭ ‬يمثل‭ ‬الاستجابة‭ ‬الملبية‭ ‬لمصالح‭ ‬إيران‭ ‬الوطنية‭.‬

واستنادا‭ ‬للسياق‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬وصفه‭ ‬يأتي‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬ليطرح‭ ‬نفسه‭ ‬وهو‭: ‬ما‭ ‬هو‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬العيني‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الإيرانية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الظروف‭ ‬الذهنية‭ (‬عنصري‭ ‬القيادة‭ ‬والتنظيم‭) ‬بعد‭ ‬الآن‭.‬

يُلاحظ‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الطرق‭ ‬ممهدة‭ ‬ولا‭ ‬وجود‭ ‬لبعض‭ ‬المشاكل‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الإيرانية،‭ ‬هناك‭ ‬وجود‭ ‬لضرورة‭ ‬ملحة‭ ‬ونقيض‭ ‬حقيقي‭ ‬كبير،‭ ‬أما‭ ‬الضرورة‭ ‬الملحة‭ ‬فهي‭ ‬البديل‭ ‬القائم‭ ‬كثروة‭ ‬مادية‭ ‬ملموسة‭ ‬وباليد،‭ ‬أما‭ ‬النقيض‭ ‬الأساسي‭ ‬فهو‭ ‬سلطة‭ ‬الولي‭ ‬الفقيه،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬مشهد‭ ‬المقارنة‭ ‬بين‭ ‬الحرية‭ ‬والاستبداد‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬تحديد‭ ‬مصير‭ ‬إيران‭ ‬المستقبل‭. ‬“مجاهدين”‭.‬