مجزرة المواطنين وإنكارها وجهان لعملة سياسة النظام الإيراني (1)

| عبدالرحمن مهابادي

كشفت‭ ‬انتفاضة‭ ‬خوزستان‭ ‬اضمحلال‭ ‬وتفكك‭ ‬الاستبداد‭ ‬الديني‭ ‬للجميع،‭ ‬واتضح‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬السقوط‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لهذه‭ ‬الحكومة‭ ‬جواب‭ ‬سوى‭ ‬الرصاص‭ ‬والعنف‭ ‬السافر‭ ‬على‭ ‬الانتفاضة‭ ‬العطشى‭ ‬ومن‭ ‬فقد‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬وبحسب‭ ‬إحدى‭ ‬الصحف‭ ‬الحكومية،‭ ‬فإن‭ ‬“صورة‭ ‬خوزستان‭ ‬المتأزمة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬الصورة‭ ‬الأكثر‭ ‬وضوحا‭ ‬لواقع‭ ‬عدم‭ ‬الرضا‭ ‬في‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المجتمع،‭ ‬لكن‭ ‬يمكن‭ ‬رؤية‭ ‬أثرها‭ ‬في‭ ‬أزمات‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬الإسكان‭ ‬والعمل،‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬أجزاء‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬المجتمع”‭ (‬صحيفة‭ ‬“وطن‭ ‬إمروز”،‭ ‬19‭ ‬يوليو‭ ‬2021‭). ‬الآن‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬التسونامي‭ ‬أظهر‭ ‬الاستياء‭ ‬في‭ ‬خوزستان‭.‬

يدرك‭ ‬نظام‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه‭ ‬جيداً‭ ‬أن‭ ‬الانتفاضة‭ ‬في‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬تعني‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬أجزاء‭ ‬أخرى،‭ ‬لذلك‭ ‬اتبع‭ ‬سياستين‭ ‬متوازيتين‭ ‬لمواجهتها‭ ‬“القتل‭ ‬والإنكار”،‭ ‬فبينما‭ ‬تنتشر‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬صور‭ ‬وفيديوهات‭ ‬وأخبار‭ ‬عن‭ ‬الانتفاضة‭ ‬وشهدائها‭ ‬جرحت‭ ‬ضمير‭ ‬البشرية‭ ‬المعاصرة،‭ ‬تزعم‭ ‬الحكومة‭ ‬كالعادة‭ ‬أن‭ ‬الأخبار‭ ‬المنشورة‭ ‬عن‭ ‬خوزستان‭ ‬كاذبة‭ ‬ويسود‭ ‬هناك‭ ‬هدوء‭!‬

يزعم‭ ‬نائب‭ ‬محافظ‭ ‬خوزستان‭ ‬للشؤون‭ ‬الأمنية‭ ‬أن‭ ‬معارضي‭ ‬النظام‭ ‬يعملون‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬القتلى،‭ ‬وأضاف‭ ‬بوقاحة‭ ‬“آخر‭ ‬الأخبار‭ ‬المنشورة‭ ‬هي‭ ‬صورة‭ ‬لشاب‭ ‬من‭ ‬سوسنكرد‭ ‬قتل‭ ‬في‭ ‬نزاع‭ ‬محلي‭ ‬قبل‭ ‬بضع‭ ‬سنوات،‭ ‬ونسب‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬الشرطة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تشهد‭ ‬اشتباكات‭ ‬مع‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬سوسنكرد‭ ‬أو‭ ‬أجزاء‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬المحافظة‭ ‬قتل‭ ‬فيها‭ ‬أي‭ ‬شخص”‭!‬

حسنًا،‭ ‬لم‭ ‬يُقتل‭ ‬أحد‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬الانتفاضة،‭ ‬وبعد‭ ‬بضعة‭ ‬أسطر،‭ ‬يعترف‭ ‬هذا‭ ‬العنصر‭ ‬الكذاب‭ ‬بوجود‭ ‬قتيل؛‭ ‬لكن‭ ‬بسبب‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬من‭ ‬الهواء؛‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬رشاشات‭ ‬آلية‭ ‬للحكومة‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬المنتفضين‭ ‬أنفسهم،‭ ‬وكيف‭ ‬تم‭ ‬قتل‭ ‬شاب‭ ‬منتفض‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬الهواء؟‭ ‬وجد‭ ‬جهاز‭ ‬الدعاية‭ ‬للنظام‭ ‬حلًا‭ ‬له‭. ‬“مجاهدين”‭.‬