أضحى مبارك

| عبدعلي الغسرة

يهلُ‭ ‬علينا‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬ومازالت‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬تلازمنا‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬بمقدار‭ ‬أخف‭ ‬بفضل‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬رعاية‭ ‬صحية‭ ‬والتزام‭ ‬مجتمعي‭ ‬بإجراءات‭ ‬الدولة‭ ‬الاحترازية‭... ‬إنه‭ ‬العيد،‭ ‬يوم‭ ‬فرحة‭ ‬ومناسبة‭ ‬سعيدة‭ ‬يتبادل‭ ‬فيها‭ ‬الناس‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬التزامًا‭ ‬بمبدأ‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وحفاظا‭ ‬على‭ ‬السلامة‭ ‬العامة‭.‬

وقبل‭ ‬نزول‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬كان‭ ‬الناس‭ ‬يلتقون‭ ‬في‭ ‬الأحياء‭ ‬وبالمجالس‭ ‬في‭ ‬البيوت‭ ‬فيتبادلون‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬بالتصافح‭ ‬والقُبلات،‭ ‬ويردح‭ ‬الأطفال‭ ‬بطرقات‭ ‬الأحياء‭ ‬ويتنقلون‭ ‬من‭ ‬بيتٍ‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬لاستلام‭ ‬العيدية‭ ‬ويفرحون‭ ‬بها‭ ‬أيما‭ ‬فرح،‭ ‬ويطوف‭ ‬الكبار‭ ‬البيوت‭ ‬للاستئناس‭ ‬بأهلها‭ ‬وتهنئتهم‭ ‬بالعيد،‭ ‬إنه‭ ‬يوم‭ ‬التسامح‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬والتآلف‭ ‬بين‭ ‬القلوب‭.‬

عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬هو‭ ‬العيد‭ ‬الثاني‭ ‬بعد‭ ‬عيد‭ ‬الفطر،‭ ‬ويُحتفل‭ ‬فيه‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬ذي‭ ‬الحجة،‭ ‬ويكون‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬ليوم‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬جبل‭ ‬عرفات‭ ‬وينتهي‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الثالث‭ ‬عشر‭ ‬منه،‭ ‬وسُميَ‭ ‬بالأضحى‭ ‬إحياء‭ ‬لذكرى‭ ‬تصديق‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬“إبراهيم‭ ‬ــ‭ ‬عليه‭ ‬السلام”‭ ‬لرؤيا‭ ‬ذبح‭ ‬ابنه‭ ‬“إسماعيل‭ ‬ــ‭ ‬عليه‭ ‬السلام”‭ ‬طاعة‭ ‬لأمر‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الذي‭ ‬فداه‭ ‬بذبح‭ ‬أضحية‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬ابنه،‭ ‬وقد‭ ‬أصبح‭ ‬ذبح‭ ‬الأضحية‭ ‬سُنة‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬المسلمون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العيد‭ ‬وتوزيع‭ ‬لحمها‭ ‬على‭ ‬الأهل‭ ‬والفقراء‭.‬

يجب‭ ‬علينا‭ ‬الالتزام‭ ‬بالتعليمات‭ ‬الصحية‭ ‬ونحن‭ ‬نحتفل‭ ‬بعيد‭ ‬الأضحى‭ ‬كمنع‭ ‬التجمعات‭ ‬الأسرية‭ ‬والتصافح،‭ ‬وتقديم‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬والعيدية‭ ‬للأطفال‭ ‬والأهل‭ ‬بالوسائل‭ ‬الإلكترونية‭ ‬لسلامتنا‭.‬

يقف‭ ‬الحجاج‭ ‬لأداء‭ ‬شعائر‭ ‬الحج‭ ‬بزي‭ ‬واحد‭ ‬ونداء‭ ‬واحد،‭ ‬وعلينا‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالعيد‭ ‬بقلبٍ‭ ‬واحد،‭ ‬فالعيد‭ ‬منهج‭ ‬مليء‭ ‬بالدروس‭ ‬والعِبَر،‭ ‬فهو‭ ‬أولًا‭ ‬عيد‭ ‬إنساني‭ ‬للمسلمين‭ ‬وغيرهم،‭ ‬فالاحتفال‭ ‬به‭ ‬يكون‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬البشر،‭ ‬وثانيًا‭ ‬هو‭ ‬يوم‭ ‬تسامح‭ ‬ولقاء‭ ‬بين‭ ‬الأسرة‭ ‬والأهل‭ ‬والأصدقاء‭ ‬قريبهم‭ ‬وبعيدهم‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬إلكترونيًا،‭ ‬وثالثًا‭ ‬يوم‭ ‬عطف‭ ‬واهتمام‭ ‬على‭ ‬الفقراء‭ ‬واليتامى‭ ‬بكسوتهم‭ ‬وإطعامهم،‭ ‬ورابعًا‭ ‬هو‭ ‬يوم‭ ‬لا‭ ‬فرق‭ ‬فيه‭ ‬بين‭ ‬غنيٍ‭ ‬وفقير‭ ‬وصغيرٍ‭ ‬وكبير،‭ ‬إنه‭ ‬يوم‭ ‬فرح‭ ‬للجميع‭.‬

ولنتذكر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬المبارك‭ ‬إخوةً‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬العروبة‭ ‬والدين‭ ‬والإنسانية‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬آلام‭ ‬الطرد‭ ‬من‭ ‬منازلهم‭ ‬وهدمها،‭ ‬والغربة‭ ‬والجوع‭ ‬والمرض‭ ‬في‭ ‬الملاجئ،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬الإغاثة‭ ‬والإعانة‭ ‬والنصرة‭. ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وجميعنا‭ ‬بخير‭.‬