لمحات

تونس تستغيث

| د.علي الصايغ

بات‭ ‬من‭ ‬المألوف‭ ‬السماع‭ ‬بانهيار‭ ‬الأنظمة‭ ‬الصحية‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭ ‬19‭) ‬عالمياً،‭ ‬وكيف‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أعلنت‭ ‬إيطاليا‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬انهيار‭ ‬نظامها‭ ‬الصحي،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬كانت‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أعتى‭ ‬الأنظمة‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

وتعاني‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬ظروفاً‭ ‬مماثلة،‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬نظامها‭ ‬الصحي،‭ ‬فقد‭ ‬أعلنت‭ ‬عن‭ ‬انهيار‭ ‬نظامها‭ ‬الصحي‭ ‬هي‭ ‬كذلك‭ ‬بسبب‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬ما‭ ‬حدا‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬طلب‭ ‬المساعدة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬إمدادات‭ ‬مالية‭ ‬وصحية‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬وغيرها،‭ ‬لتتمكن‭ ‬من‭ ‬احتواء‭ ‬الأزمة‭ ‬الصحية‭ ‬الحرجة،‭ ‬ومكافحة‭ ‬التزايد‭ ‬السريع‭ ‬لحالات‭ ‬الإصابة‭ ‬بالفيروس،‭ ‬وإنقاذ‭ ‬مرضى‭ ‬الحالات‭ ‬الخطرة،‭ ‬الذين‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬عناية‭ ‬فائقة،‭ ‬بسبب‭ ‬تمكن‭ ‬الفيروس‭ ‬من‭ ‬أجسامهم‭.‬

وهنا‭ ‬نقف‭ ‬وقفة‭ ‬تعظيم‭ ‬وإجلال‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬وعزمت‭ ‬على‭ ‬الإسهام‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬التونسيين‭ ‬لتخطي‭ ‬الأزمة‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬بلادهم،‭ ‬خصوصا‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬يحتم‭ ‬عليها‭ ‬الواجب‭ ‬العربي‭ ‬مد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬إلى‭ ‬الأشقاء،‭ ‬ومساندتهم،‭ ‬ومساعدتهم‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الرديئة‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وقفة‭ ‬عربية‭ ‬موحدة،‭ ‬وعليه،‭ ‬نشد‭ ‬على‭ ‬أيادي‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬ومنها‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬وجمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية،‭ ‬التي‭ ‬أكدت‭ ‬دعمها‭ ‬الكامل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إرسال‭ ‬المساعدات‭ ‬وتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬اللازم‭ ‬إلى‭ ‬الأشقاء‭ ‬في‭ ‬تونس‭.‬

إنَّ‭ ‬بلوغ‭ ‬الوفيات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مئة‭ ‬وفاة‭ ‬يوميا،‭ ‬جعل‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬الأعلى‭ ‬عربياً‭ ‬وأفريقياً‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬عدد‭ ‬الوفيات‭ ‬بسبب‭ ‬كورونا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إعلان‭ ‬انهيار‭ ‬النظام‭ ‬الصحي،‭ ‬وإطلاق‭ ‬وسم‭ ‬“تونس‭ ‬تستغيث”‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مساعدة‭ ‬تونس‭ ‬على‭ ‬تخطي‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬الجلل،‭ ‬ويحتم‭ ‬الواجب‭ ‬الإنساني‭ ‬قبل‭ ‬العربي‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬أدائه‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تأخير‭ ‬أو‭ ‬تقصير،‭ ‬كل‭ ‬وفق‭ ‬ظروفه‭ ‬وإمكانياته‭ ‬المتاحة‭ ‬حتى‭ ‬تنقشع‭ ‬الغمة‭ ‬عن‭ ‬تونس‭ ‬الخضراء‭.‬