باللون البرتقالي

| د.حورية الديري

هي‭ ‬دائرة‭ ‬جاءت‭ ‬مزيجًا‭ ‬بين‭ ‬الأصفر‭ ‬والأحمر،‭ ‬لتعطي‭ ‬لونًا‭ ‬مختلفًا‭ ‬بمعناه‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬طاقة‭ ‬الفرح‭ ‬والسعادة،‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬اتحاد‭ ‬اللونين‭ ‬ليعطيا‭ ‬تأثيرًا‭ ‬عميقًا‭ ‬وراحة‭ ‬مهيمنة‭ ‬لتعزيز‭ ‬قدرة‭ ‬الإنسان‭ ‬نحو‭ ‬الحركة‭ ‬والنشاط،‭ ‬وبث‭ ‬الحماس‭ ‬والدافعية‭ ‬نحو‭ ‬التعمق‭ ‬بجمال‭ ‬الطبيعة،‭ ‬وما‭ ‬يحيط‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬خير‭ ‬ونعمة‭.‬

هكذا‭ ‬بإمكاننا‭ ‬استقبال‭ ‬العيد‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬يومه‭ ‬الأول‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬المباركة‭ ‬من‭ ‬العام،‭ ‬إذ‭ ‬أستغلها‭ ‬فرصة‭ ‬لدعوة‭ ‬الجميع‭ ‬للتأمل‭ ‬في‭ ‬مغزى‭ ‬اتباع‭ ‬منهجية‭ ‬الإشارة‭ ‬الضوئية‭ ‬التي‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬استراتيجية‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الذكاء‭ ‬والإبداع‭ ‬لفريقنا‭ ‬الوطني‭ ‬المميز،‭ ‬حيث‭ ‬الاقتراب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬انعكاسات‭ ‬تلك‭ ‬الدوائر‭ ‬وما‭ ‬في‭ ‬ألوانها‭ ‬وامتزاجها‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬تعبر‭ ‬مدلولاتها‭ ‬عن‭ ‬الحالة‭ ‬الصحية‭ ‬ذاتها‭ ‬التي‭ ‬تعطي‭ ‬انبعاثات‭ ‬شعورية‭ ‬تبث‭ ‬في‭ ‬مضمونها‭ ‬رسائل‭ ‬واعية‭ ‬محددة‭ ‬حيث‭ ‬تستقبلها‭ ‬العين‭ ‬البشرية‭ ‬بما‭ ‬تحمل‭ ‬من‭ ‬دلالات‭ ‬ومعنى،‭ ‬وتبعث‭ ‬إحساسًا‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تنقية‭ ‬مشاعرنا‭ ‬مما‭ ‬مررنا‭ ‬فيه‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الماضية،‭ ‬وكأننا‭ ‬عبر‭ ‬تلك‭ ‬الألوان‭ ‬نصنع‭ ‬عملية‭ ‬فلترة‭ ‬لتجديد‭ ‬طاقة‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬نفوسنا‭. ‬

بهذا‭ ‬اللون‭ ‬البرتقالي‭ ‬التحفيزي‭ ‬الذي‭ ‬يؤطر‭ ‬حياتنا‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬نبقى‭ ‬مع‭ ‬الأمل‭ ‬والصحة‭ ‬متصاحبين،‭ ‬آملين‭ ‬استمرار‭ ‬تلك‭ ‬الفرحة‭ ‬التي‭ ‬تحتوينا‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬وأرى‭ ‬لزامًا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬أسرة‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬الدائرة‭ ‬ذاتها‭ ‬وتلوينها‭ ‬باللون‭ ‬البرتقالي‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬اجتزاز‭ ‬ما‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬طاقة‭ ‬والتشبع‭ ‬منها‭ ‬لصناعة‭ ‬منطقة‭ ‬أكبر‭ ‬شمولية‭ ‬تنقلنا‭ ‬لدائرة‭ ‬أكثر‭ ‬استدامة‭ ‬بلونها‭ ‬الأخضر‭ ‬اليانع‭ ‬المزهر‭. ‬

وهذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬تلك‭ ‬الطاقة‭ ‬التي‭ ‬تنقلنا‭ ‬كسرعة‭ ‬القطار‭ ‬للوصول‭ ‬نحو‭ ‬وجهته،‭ ‬فنحن‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬سفينة‭ ‬مع‭ ‬ربان‭ ‬ماهر‭ ‬يقتنص‭ ‬الراحة‭ ‬والهدوء‭ ‬كي‭ ‬يصل‭ ‬لبر‭ ‬الأمان‭ ‬بكل‭ ‬حكمة‭ ‬واقتدار‭ ‬متصادقًا‭ ‬مع‭ ‬الأمواج‭ ‬العاتية‭ ‬التي‭ ‬ترتفع‭ ‬وتنخفض،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬مؤشرات‭ ‬أحوالنا‭ ‬اليومية‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تهم‭ ‬الجميع،‭ ‬باعتبارنا‭ ‬شركاء‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬الإبحار‭. ‬

ومن‭ ‬هنا‭ ‬أدعوكم‭ ‬أعزائي‭ ‬القراء‭ ‬للتأمل‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬الألوان‭ ‬وتأثيرها،‭ ‬فهي‭ ‬كما‭ ‬تحمل‭ ‬ظاهرة‭ ‬الإشارة‭ ‬الضوئية‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬تبث‭ ‬مضامين‭ ‬جديرة‭ ‬بالتمعن‭ ‬والدراسة،‭ ‬وبها‭ ‬رسالة‭ ‬تحفيزية‭ ‬وضعت‭ ‬بكل‭ ‬احترافية،‭ ‬كي‭ ‬تعزز‭ ‬في‭ ‬نفوسنا‭ ‬استشعار‭ ‬نعمة‭ ‬الصحة‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬الهاجس‭ ‬المسيطر‭ ‬علينا،‭ ‬ونبقى‭ ‬ملتزمين‭ ‬مع‭ ‬الحدث‭ ‬كي‭ ‬نبلغ‭ ‬الغاية‭ ‬والهدف‭ ‬كما‭ ‬وصلنا‭ ‬للون‭ ‬الأخضر‭ ‬وهي‭ ‬المساحة‭ ‬الواسعة‭ ‬من‭ ‬الفرح‭ ‬الذي‭ ‬نستحق،‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وأنتم‭ ‬بخير‭.‬