الدراسة بالخارج والبعثات من البدايات إلى الآن (3)

| د. حسين المهدي

بينا‭ ‬في‭ ‬المقالين‭ ‬الماضيين‭ ‬أن‭ ‬بدايات‭ ‬الدراسة‭ ‬بالخارج‭ ‬ربما‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ (‬1850م‭) ‬وفقاً‭ ‬للدكتور‭ ‬يوسف‭ ‬إسماعيل،‭ ‬وإلى‭ (‬1883م‭) - ‬وفقاً‭ ‬للأخ‭ ‬يوسف‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ (‬“البلاد”‭: ‬9/7/2021م‭) ‬عن‭ ‬عمودنا‭ (‬1-‭ ‬بـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬6/7/2021م‭) ‬مضيفاً‭: ‬“أول‭ ‬من‭ ‬درس‭ ‬من‭ ‬طلبة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬كليات‭ ‬الهند‭ ‬وهي‭ ‬جامعة‭ ‬عليكرة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬ذويهم‭ ‬وهم‭: ‬علي‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬يتيم‭ ‬وخليل‭ ‬بن‭ ‬إبراهيم‭ ‬كانو‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1908‭ ‬لمدة‭ ‬سنتين‭ ‬وأحمد‭ ‬بن‭ ‬حسن‭ ‬إبراهيم‭ ‬وجاسم‭ ‬وأخوه‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬كانو‭ ‬في‭ ‬عام‭ (‬1910‭/‬‏1911م‭) ‬لمدة‭ ‬أربع‭ ‬سنوات”،‭ ‬و”درس‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬يتيم‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأميركية‭ ‬ببيروت‭ ‬عام‭ (‬1914م‭).. ‬هناك‭ ‬فتيات‭ ‬بحرينيات‭ ‬درسن‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬العقد‭ ‬الأول‭ ‬وبداية‭ ‬العقد‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬وهن‭ ‬بنات‭ ‬تجار‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬المعروفين‭ ‬والمقيمين‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬مثل‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬هجرس‭ ‬ومحمد‭ ‬علي‭ ‬إبراهيم‭ ‬الزياني،‭ ‬ودرس‭ ‬أولاد‭ ‬وأحفاد‭ ‬العوائل‭ ‬المقيمة‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬مثل‭ ‬مصطفى‭ ‬بن‭ ‬عبداللطيف،‭ ‬منديل،‭ ‬العريض،‭ ‬التاجر‭ ‬والعلوي‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬العشرينيات‭ ‬والثلاثينيات‭ ‬والأربعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي”،‭ ‬وعن‭ ‬أول‭ ‬بعثة‭ (‬1928م‭) ‬لـ‭ ‬“الجامعة‭ ‬الأميركية‭ ‬ببيروت،‭ ‬ورافق‭ ‬البعثة‭ ‬الطالب‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬الباكر‭ ‬مبتعثا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬والده،‭ ‬وأعادها‭ ‬بلجريف‭ ‬عام‭ (‬1930م‭) ‬لأسباب‭ ‬سياسية‭ ‬وكذلك‭ ‬لأسباب‭ ‬إدارية‭ ‬ومالية‭ ‬واجهت‭ ‬مجلس‭ ‬المعارف‭ ‬مما‭ ‬حتّم‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬تولي‭ ‬مسؤولية‭ ‬المدارس‭ ‬ووضعها‭ ‬تحت‭ ‬إشرافها‭ ‬المباشر”‭.‬

وتواصلت‭ ‬البعثات،‭ ‬حكوميةً‭ ‬وخاصةً‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الثلاثينات‭ ‬وخلال‭ (‬1937‭ - ‬1939م‭) ‬ليصل‭ ‬إجمالي‭ ‬المبتعثين‭ ‬في‭ (‬8‭) ‬أعوام‭ (‬1946‭ - ‬1954م‭) (‬108‭)‬،‭ (‬45‭) ‬مبتعثا‭ ‬و‭(‬63‭) ‬على‭ ‬حسابهم‭. ‬ويذكر‭ ‬أستاذنا‭ ‬الدكتور‭ ‬عبدالحميد‭ ‬المحادين‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬“الخروج‭ ‬من‭ ‬العتمة‭ (‬2003م‭) ‬المبتعثين‭ ‬من‭ ‬معارف‭ ‬البحرين‭ (‬آنذاك‭) ‬بالجامعة‭ ‬الأميركية‭ ‬ببيروت‭: ‬عبدالرحمن‭ ‬أحمد‭ ‬فخرو‭ ‬ومحمود‭ ‬بهلول‭ ‬وسيف‭ ‬جبر‭ ‬المسلم‭ ‬وعلي‭ ‬فخرو‭ ‬وإبراهيم‭ ‬يعقوب‭ ‬ورسول‭ ‬الجشي‭ ‬والسيد‭ ‬رضي‭ ‬الموسوي‭ ‬وميرزا‭ ‬علي‭ ‬الخزاعي‭ ‬والشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬والشيخ‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وحسين‭ ‬منديل‭ ‬وعبدالرحمن‭ ‬حسن‭ ‬تقي‭ ‬وأحمد‭ ‬قاسم‭ ‬محمود‭ ‬وأحمد‭ ‬العبسي‭ ‬وأحمد‭ ‬الشوملي‭ ‬والسيد‭ ‬آدم‭ ‬عيد‭ ‬وكريم‭ ‬الصفار‭ ‬وراشد‭ ‬عبدالله‭ ‬راشد‭ ‬وراشد‭ ‬فليفل‭ ‬وجاسم‭ ‬فخرو‭ ‬وإبراهيم‭ ‬كانو‭ ‬ويعقوب‭ ‬القوز‭ ‬وحسين‭ ‬محمد‭ ‬حسين‭.‬

في‭ (‬1964م‭) ‬التقى‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬البحرين‭ (‬آنذاك‭) ‬بنحو‭ ‬42‭ ‬من‭ ‬مبتعثي‭ ‬شركة‭ ‬نفط‭ ‬البحرين‭ (‬بابكو‭) ‬بمختلف‭ ‬الجامعات‭ ‬والمعاهد‭ ‬بلندن‭ ‬ببريطانيا،‭ ‬تعرفت‭ ‬على‭ (‬3‭) ‬منهم‭ ‬ممن‭ ‬عملوا‭ ‬بحكومة‭ ‬البحرين‭ ‬والقطاع‭ ‬المصرفي‭. ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬أنجيلا‭ ‬كلارك‭ ‬“البحرين‭ - ‬النفط‭ ‬والتنمية‭ (‬1989‭ - ‬1929م‭)‬”،‭ ‬ونكمل‭.‬