العمل واجب وشرف

| عبدعلي الغسرة

أكد‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬لقائه‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المدراء‭ ‬أن‭ ‬“خدمة‭ ‬الوطن‭ ‬واجب‭ ‬وشرف‭ ‬وحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬يُحتم‭ ‬مواصلة‭ ‬العمل”،‭ ‬فالعمل‭ ‬أساس‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬وأداة‭ ‬لصنع‭ ‬الإنسان،‭ ‬ما‭ ‬يجعله‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬العطاء‭ ‬والحياة،‭ ‬ولا‭ ‬تكمن‭ ‬مسؤولية‭ ‬الفرد‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬بل‭ ‬بتحمل‭ ‬أدائه‭ ‬وتطويره‭ ‬بدون‭ ‬ملل‭ ‬وعجز‭ ‬وكسل،‭ ‬ومِن‭ ‬ينجز‭ ‬أكثر‭ ‬يشعر‭ ‬بالسعادة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬ينجزون،‭ ‬فالذين‭ ‬ينجزون‭ ‬يكونون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيرهم‭ ‬بخدمة‭ ‬وطنهم،‭ ‬لأنهم‭ ‬يؤمنون‭ ‬بأن‭ ‬العمل‭ ‬عبادة‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬حاجة‭ ‬حيوية‭ ‬للإنسان‭.‬

وقد‭ ‬ناقش‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬اجتماعه‭ ‬برئاسة‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ (‬مذكرة‭ ‬اللجنة‭ ‬التنسيقية‭ ‬بشأن‭ ‬الخطة‭ ‬السنوية‭ ‬لسوق‭ ‬العمل‭ ‬2021م‭ ‬ـ‭ ‬2023م،‭ ‬والتي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬النوعية‭ ‬أمام‭ ‬المواطنين‭ ‬وجعلهم‭ ‬الخيار‭ ‬الأفضل‭ ‬للتوظيف‭)‬،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬أساسًا‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية،‭ ‬فهو‭ ‬هدفها‭ ‬وأداتها،‭ ‬وعلى‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتوفير‭ ‬العمل‭ ‬للبحرينيين،‭ ‬فهم‭ ‬جديرون‭ ‬بتحمل‭ ‬عبء‭ ‬المسؤولية‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬أكتافهم‭.‬

إن‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬مواطنيه‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬وتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬أدائه‭ ‬وإدارته‭ ‬يكون‭ ‬مجتمعًا‭ ‬فاعلًا‭ ‬ومنتجًا‭ ‬ومعتمدًا‭ ‬على‭ ‬ذاته،‭ ‬وتتطلب‭ ‬مسؤولية‭ ‬أداء‭ ‬العمل‭ ‬وإدارته‭ ‬حِسًا‭ ‬وطنيًا‭ ‬وإتقانًا‭ ‬يرضي‭ ‬به‭ ‬خالقه‭ ‬أولًا‭ ‬وضميره‭ ‬ثانيًا‭ ‬وينال‭ ‬به‭ ‬ثقة‭ ‬الآخرين‭ ‬ثالثًا،‭ ‬وهذا‭ ‬يجعل‭ ‬المواطن‭ ‬أكثر‭ ‬قدرة‭ ‬وقوة‭ ‬وصلابة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬التي‭ ‬يتعلم‭ ‬منها‭ ‬التصرف‭ ‬الرشيد‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المواقف‭ ‬والظروف،‭ ‬ويتعلم‭ ‬منها‭ ‬أيضًا‭ ‬فنون‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬الأسرة‭ ‬والمجتمع،‭ ‬والتدريب‭ ‬المستمر‭ ‬يرفع‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬التطوير‭ ‬ويُغذي‭ ‬مهارة‭ ‬الأداء‭ ‬ويوفر‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد‭ ‬في‭ ‬العمل‭. ‬من‭ ‬أهم‭ ‬سمات‭ ‬العمل‭ ‬أنه‭ ‬يُساهم‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن‭ ‬وبنائه،‭ ‬والوطن‭ ‬المُنتج‭ ‬يجني‭ ‬ثمرات‭ ‬الإنجاز‭ ‬والمكاسب،‭ ‬وبه‭ ‬تصبح‭ ‬الحياة‭ ‬أكثر‭ ‬رفاهية‭ ‬ورخاءً،‭ ‬ويُحقق‭ ‬أداء‭ ‬الخدمات‭ ‬وإدارتها‭ ‬الأمن‭ ‬المجتمعي‭ ‬والتطور‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والنماء‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمعيشي،‭ ‬فالعمل‭ ‬وتحمل‭ ‬مسؤوليته‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬استدامة‭ ‬النِعَم‭ ‬ويجتث‭ ‬البطالة‭ ‬ويشبع‭ ‬الحاجات‭ ‬ويُحقق‭ ‬الأمان‭ ‬للإنسان‭ ‬والازدهار‭ ‬للمجتمع،‭ ‬فقد‭ ‬حث‭ ‬الإسلام‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬وتحمل‭ ‬مسؤوليته،‭ ‬فهو‭ ‬واجبٌ‭ ‬وشرف‭ ‬للإنسان‭.‬