سوالف

الحسابات التافهة والسطحية زادت أكثر من الطعام

| أسامة الماجد

تهنئة‭ ‬

“بمناسبة‭ ‬حلول‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك‭ ‬أتقدم‭ ‬بخالص‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬إلى‭ ‬سيدي‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وإلى‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬داعياً‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬السعيدة‭ ‬على‭ ‬وطننا‭ ‬الغالي‭ ‬البحرين‭ ‬وعلى‭ ‬الأمتين‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬بالخير‭ ‬واليمن‭ ‬والبركات”‭.‬

هناك‭ ‬شخصيات‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬قدرت‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬تستحق‭ ‬فعلا،‭ ‬ولا‭ ‬ينبغي‭ ‬الدفاع‭ ‬عنها‭ ‬بحماس‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬وحجة‭ ‬حرية‭ ‬الاختيار‭ ‬والمزاج،‭ ‬لأن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬هؤلاء‭ ‬المهرجين‭ ‬لا‭ ‬يثير‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬العاقل‭ ‬أي‭ ‬حماس‭ ‬عميق،‭ ‬ولو‭ ‬ضربنا‭ ‬مثالا‭ ‬التركي‭ ‬“غوكسال‭ ‬بابا”‭ ‬الشخصية‭ ‬الأكثر‭ ‬شهرة‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والذي‭ ‬وصل‭ ‬عدد‭ ‬متابعيه‭ ‬على‭ ‬“الإنستغرام”‭ ‬إلى‭ ‬مليونين،‭ ‬وكذلك‭ ‬الفيسبوك،‭ ‬ومليون‭ ‬متابع‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬“اليوتوب”،‭ ‬للاحظنا‭ ‬بشكل‭ ‬قوي‭ ‬قيام‭ ‬أصحابه‭ ‬بنشر‭ ‬مقاطع‭ ‬الفيديو‭ ‬دون‭ ‬علمه‭ ‬كونه‭ ‬معاقا‭ ‬وليس‭ ‬مثل‭ ‬الأشخاص‭ ‬الطبيعيين،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬“غوكسال‭ ‬بابا”‭ ‬معذور،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تصنيفه‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬المهرجين،‭ ‬وهو‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬قفص‭ ‬الاتهام،‭ ‬لكننا‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬المشاهير‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والرؤية‭ ‬المحصورة‭ ‬الغبية‭ ‬التي‭ ‬يتصف‭ ‬بها‭ ‬المتابعون‭.‬

نقول‭ ‬لهؤلاء‭ ‬المتابعين،‭ ‬إذا‭ ‬كنتم‭ ‬مؤمنين‭ ‬بأن‭ ‬تلك‭ ‬الشخصيات‭ ‬والمهرجين‭ ‬ينتجون‭ ‬فيديوهات‭ ‬وبوستات‭ ‬ذات‭ ‬وعي‭ ‬وفائدة،‭ ‬أو‭ ‬أنكم‭ ‬متيقنون‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬حساباتهم‭ ‬هي‭ ‬حسابات‭ ‬فيها‭ ‬أدق‭ ‬المعلومات‭ ‬والمعارف‭ ‬أو‭ ‬التسلية‭ ‬الهادفة،‭ ‬فأنتم‭ ‬إذا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬القراءة‭ ‬والاطلاع‭ ‬وتثقيف‭ ‬النفس،‭ ‬لأنكم‭ ‬تسيرون‭ ‬باتجاهات‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تخطر‭ ‬على‭ ‬البال،‭ ‬ومع‭ ‬الأسف‭ ‬انتشرت‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬كثرت‭ ‬وزادت‭ ‬فيها‭ ‬“الحسابات‭ ‬التي‭ ‬تبرز‭ ‬الغباء‭ ‬والميوعة‭ ‬كقيمة‭ ‬فنية”‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬إنتاجنا‭ ‬الطعام‭.‬

إن‭ ‬إلقاء‭ ‬نظرة‭ ‬على‭ ‬واقع‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬يبين‭ ‬لنا‭ ‬شيئا‭ ‬استثنائيا‭ ‬يحدث‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬متوقع،‭ ‬وهو‭ ‬متابعة‭ ‬الحسابات‭ ‬التافهة‭ ‬والسطحية‭.‬