عنفوان

... وترجلت الدكتورة الأم

| جاسم اليوسف

ما‭ ‬إن‭ ‬تسأل‭ ‬بحرينيا‭ ‬عن‭ ‬العيادة‭ ‬التي‭ ‬أجرت‭ ‬العملية‭ ‬الجراحية‭ ‬الناجحة‭ ‬لعينه‭ ‬وتخلص‭ ‬على‭ ‬إثرها‭ ‬من‭ ‬النظارة‭ ‬التي‭ ‬لسبب‭ ‬أو‭ ‬لآخر‭ ‬تُسبب‭ ‬تشوها‭ ‬للملامح‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬الوجه،‭ ‬حتى‭ ‬يقفز‭ ‬مسرعا‭ ‬ويجيبك‭ ‬مفتخرا‭ ‬“دكتورة‭ ‬هيفاء”‭.‬

دكتورة‭ ‬هيفاء‭ ‬المحمود‭ ‬تلك‭ ‬المحرقية‭ ‬السنعة،‭ ‬وافاها‭ ‬الأجل‭ ‬المحتوم‭ ‬دون‭ ‬سابق‭ ‬إنذار‭ ‬أمس،‭ ‬لتجعل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬عرفها‭ ‬يترحم‭ ‬عليها‭ ‬وينثر‭ ‬على‭ ‬جسدها‭ ‬الطاهر‭ ‬المشموم،‭ ‬ويستذكر‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬صفاتها‭ ‬العطرة‭ ‬التي‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬أصالة‭ ‬هذه‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬أعادت‭ ‬تصحيح‭ ‬البصر‭ ‬لمئات‭ ‬وربما‭ ‬لآلاف‭ ‬الناس‭.‬

تذكرت‭ ‬قصة‭ ‬النبي‭ ‬عيسى‭ ‬الذي‭ ‬منّ‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬بمعجزة‭ ‬إحياء‭ ‬الموتى،‭ ‬وأنا‭ ‬أرى‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬منّ‭ ‬على‭ ‬الدكتورة‭ ‬هيفاء‭ ‬موهبة‭ ‬إرجاع‭ ‬تصحيح‭ ‬البصر‭ ‬لأولئك‭ ‬الذين‭ ‬سلموا‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬بصر‭ ‬يسير‭ ‬لديهم‭ ‬تحت‭ ‬تصرف‭ ‬أجهزة‭ ‬المغفور‭ ‬لها‭ ‬المتطورة‭ ‬واثقين‭ ‬من‭ ‬قدرتها‭ ‬العجيبة‭ ‬على‭ ‬العلاج‭. ‬

كانت‭ ‬كلمة‭ ‬“امي”‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬الطبيبة‭ ‬الأم‭ ‬تسمعني‭ ‬إياها‭ ‬بلهجتها‭ ‬المحرقية‭ ‬الموسيقية،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬أقصد‭ ‬مستشفاها‭ ‬بغرض‭ ‬المراجعة،‭ ‬تشعرني‭ ‬بالألفة‭ ‬وأنني‭ ‬محاط‭ ‬بأمي‭ ‬الحقيقية‭ ‬وليست‭ ‬طبيبة‭ ‬كانت‭ ‬تود‭ ‬فقط‭ ‬إفراغ‭ ‬جيبي‭ ‬من‭ ‬الأموال‭.‬

رحم‭ ‬الله‭ ‬الدكتورة‭ ‬هيفاء‭ ‬التي‭ ‬أحسبها‭ ‬في‭ ‬الجنة‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬تحب،‭ ‬وخالص‭ ‬تعازينا‭ ‬لعائلتها‭ ‬الكريمة‭.‬