الخدمات الطبية والعلاجية وواجب الشكر والتقدير

| عبدالنبي الشعلة

انقطعت‭ ‬عن‭ ‬الكتابة‭ ‬لأربعة‭ ‬أسابيع‭ ‬بسبب‭ ‬عارض‭ ‬صحي‭ ‬مقلق‭ ‬ألم‭ ‬بي‭ ‬فجأة،‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بجائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬اضطرني‭ ‬إلى‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬مركز‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬التخصصي‭ ‬لأمراض‭ ‬القلب؛‭ ‬ظنًا‭ ‬مني‭ ‬بأنني‭ ‬كنت‭ ‬أعاني‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬القلب‭. ‬وقد‭ ‬أُجريت‭ ‬لي‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬كل‭ ‬الفحوصات‭ ‬اللازمة‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬على‭ ‬إثرها‭ ‬تشخيص‭ ‬الداء،‭ ‬وتلقيت‭ ‬العلاج‭ ‬الصحيح‭ ‬وعدت‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬إلى‭ ‬حالتي‭ ‬الصحية‭ ‬الطبيعية‭.‬

وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬ألجأ‭ ‬فيها‭ ‬لمستشفى‭ ‬حكومي‭ ‬لإجراء‭ ‬فحوصات‭ ‬وتلقي‭ ‬العلاج،‭ ‬وأحببت‭ ‬أن‭ ‬أشارك‭ ‬القرّاء‭ ‬الأعزاء‭ ‬بإيجاز‭ ‬شديد‭ ‬تجربتي،‭ ‬وأن‭ ‬أدلي‭ ‬بشهادتي،‭ ‬امتثالًا‭ ‬لقول‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ (‬ولا‭ ‬تكتموا‭ ‬الشهادة‭ ‬ومن‭ ‬يكتمها‭ ‬فإنه‭ ‬آثم‭ ‬قلبه‭)‬؛‭ ‬وذلك‭ ‬ردًّا‭ ‬على‭ ‬الأصوات‭ ‬التي‭ ‬ترتفع‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ ‬منتقدة‭ ‬ومشككة‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬الخدمات‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬الدولة‭ ‬بسخاء‭.‬

إن‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأصوات‭ ‬ترتفع‭ ‬ضمن‭ ‬أجندة‭ ‬تسيّس‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬والأخرى‭ ‬ترتفع‭ ‬كعادتها‭ ‬لتُنكر‭ ‬وتتنكر‭ ‬للإيجابيات‭ ‬وتفتش‭ ‬عن‭ ‬الأخطاء‭ ‬والسلبيات‭ ‬أو‭ ‬تختلقها،‭ ‬أصوات‭ ‬تلتفت‭ ‬عن‭ ‬المساحات‭ ‬المضيئة‭ ‬وتبحث‭ ‬عن‭ ‬الزوايا‭ ‬المظلمة،‭ ‬أصوات‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬منها‭ ‬أي‭ ‬مجتمع،‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬بالضرورة‭ ‬سيئة‭ ‬أو‭ ‬مضرة،‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬مفيدة‭ ‬ونافعة‭ ‬لكشف‭ ‬الثغرات،‭ ‬ولضمان‭ ‬بقاء‭ ‬حالة‭ ‬الانضباط‭ ‬واليقظة،‭ ‬ولاستمرار‭ ‬جهود‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالأداء،‭ ‬والرصد‭ ‬والمتابعة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المسؤولين‭ ‬المعنيين‭.‬

لقد‭ ‬بهرني‭ ‬المستوى‭ ‬الرفيع‭ ‬للخدمات‭ ‬اللوجستية‭ ‬والطبية‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬الدولة‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬الطيب‭ ‬المعطاء،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬كل‭ ‬المعدات‭ ‬والأجهزة‭ ‬المطلوبة‭ ‬لجميع‭ ‬أنواع‭ ‬الفحوصات‭ ‬والعلاجات‭ ‬متوافرة‭ ‬وبأدق‭ ‬وأحدث‭ ‬المبتكرات‭ ‬والطرز،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬توافر‭ ‬الكفاءات‭ ‬البشرية‭ ‬والأطقم‭ ‬الطبية‭ ‬الوطنية‭ ‬والوافدة‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬التشخيص‭ ‬والعلاج‭ ‬بكل‭ ‬كفاءة‭ ‬واقتدار،‭ ‬وبأسلوب‭ ‬راق‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المرضى‭ ‬مفعم‭ ‬بالحنان‭ ‬واللطف‭ ‬والاحترام‭ ‬عاكسًا‭ ‬ثقافة‭ ‬المؤسسة‭ ‬ومستوى‭ ‬التدريب‭ ‬والتوجيه‭. ‬شاهدت‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬فيه‭ ‬الطواقم‭ ‬الطبية‭ ‬والمنظومة‭ ‬الصحية‭ ‬برمتها‭ ‬واقعة‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬الضغوط‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وتدفق‭ ‬موجاتها‭ ‬وتحوراتها‭ ‬المختلفة،‭ ‬حيث‭ ‬أثبتت‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬كفاءتها‭ ‬ومقدرتها‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬والتصدي‭ ‬والنجاح‭.‬

صحيح‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬مبهورًا‭ ‬وفخورًا‭ ‬بما‭ ‬شاهدت،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مفاجئا،‭ ‬فأنا،‭ ‬مثل‭ ‬كل‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬على‭ ‬إدراك‭ ‬تام‭ ‬بأن‭ ‬الدولة‭ ‬كانت‭ ‬ومازالت‭ ‬تضع‭ ‬“العناية‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية”‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬أولويات‭ ‬برامجها‭ ‬التنموية،‭ ‬وأن‭ ‬المستوى‭ ‬العالي‭ ‬الذي‭ ‬بلغته‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭ ‬إنما‭ ‬جاء‭ ‬نتيجة‭ ‬طبيعية‭ ‬ومتوقعة‭ ‬للبذور‭ ‬وللجهود‭ ‬التي‭ ‬بذلها‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد‭ ‬من‭ ‬قادتنا‭ ‬من‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬مبادرات‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آلِ‭ ‬خليفة‭ ‬الذي‭ ‬حكم‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬1869‭ ‬إلى‭ ‬1932م‭ ‬والذي‭ ‬عرفت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬عهده،‭ ‬قبل‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬الحديثة‭ ‬عندما‭ ‬افتتح‭ ‬أول‭ ‬مركز‭ ‬طبي‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1892،‭ ‬كما‭ ‬أنشأ‭ ‬في‭ ‬عهده‭ ‬مستشفى‭ ‬الإرسالية‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1903،‭ ‬وبعده‭ ‬مستشفى‭ ‬فيكتوريا‭ ‬البريطاني،‭ ‬مدشنًا‭ ‬بذلك‭ ‬مسيرة‭ ‬زاخرة‭ ‬بالعطاء‭ ‬والإنجازات‭ ‬الحكومية‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬الدولة‭ ‬مجانًا‭ ‬لكل‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬والتي‭ ‬ظلت‭ ‬مستمرة‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬وتوجت،‭ ‬قبل‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬ببناء‭ ‬مجمع‭ ‬مستشفى‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬الجامعي‭ ‬بالمحرق،‭ ‬والملحق‭ ‬به‭ ‬الكلية‭ ‬الملكية‭ ‬للجراحين‭ ‬الأيرلندية،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أشهر‭ ‬وأعرق‭ ‬الجامعات‭ ‬الطبية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مركز‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬سينتقل‭ ‬قريبًا‭ ‬إلى‭ ‬المبنى‭ ‬الضخم‭ ‬الجديد‭ ‬المخصص‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬عوالي‭ ‬والمجهز‭ ‬بأفضل‭ ‬الأنظمة‭ ‬والأجهزة‭ ‬والمعدات‭ ‬والمرافق‭ ‬والذي‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬أحدث‭ ‬المراكز‭ ‬المتخصصة‭ ‬لأمراض‭ ‬القلب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

وقد‭ ‬اهتمت‭ ‬الدولة‭ ‬بتوفير‭ ‬مرافق‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬الطبي‭ ‬لخلق‭ ‬جيل‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬البحرينيين‭ ‬المؤهلين،‭ ‬وابتعثت‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬لدراسة‭ ‬الطب‭ ‬أو‭ ‬للتخصص‭ ‬إلى‭ ‬أفضل‭ ‬الجامعات‭ ‬والكليات‭ ‬الطبية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬كما‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬اجتذاب‭ ‬أفضل‭ ‬الخبرات‭ ‬والكفاءات‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬والاستشاريين‭.‬

وعندما‭ ‬زرت‭ ‬مركز‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬خليفة،‭ ‬كما‭ ‬ذكرت،‭ ‬التقيت‭ ‬بأخصائي‭ ‬أمراض‭ ‬القلب‭ ‬الدكتور‭ ‬القدير‭ ‬بدران‭ ‬ريسان،‭ ‬مدير‭ ‬المركز،‭ ‬والذي‭ ‬أعرفه‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬فقام‭ ‬مشكورًا‭ ‬بترتيب‭ ‬الفحوصات‭ ‬المطلوبة‭ ‬ولقاء‭ ‬الأطباء‭ ‬المختصين‭ ‬ومتابعة‭ ‬حالتي‭ ‬باهتمامه‭ ‬المعهود‭ ‬والمعروف‭ ‬للجميع‭. ‬

والدكتور‭ ‬بدران‭ ‬بحريني‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬عراقي‭ ‬تم‭ ‬اجتذابه‭ ‬للبحرين‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬سنة‭ ‬كواحد‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬المرشحين‭ ‬وقتها،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬كلية‭ ‬الطب‭ ‬بجامعة‭ ‬غلاسكو‭ ‬بأسكتلندا‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أعرق‭ ‬الجامعات‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وحاصل‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬الشهادات‭ ‬والدرجات‭ ‬في‭ ‬تخصصه،‭ ‬وعمل‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬عامًا‭ ‬في‭ ‬أكبر‭ ‬مستشفيات‭ ‬بريطانيا‭ ‬قبل‭ ‬قدومه‭ ‬للبحرين‭.‬

لقد‭ ‬خدم‭ ‬الدكتور‭ ‬بدران‭ ‬البحرين‭ ‬بكل‭ ‬ولاء‭ ‬وإخلاص‭ ‬طيلة‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬وما‭ ‬يزال،‭ ‬وساهم‭ ‬في‭ ‬الارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وعمل‭ ‬على‭ ‬تأهيل‭ ‬وإعداد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الكوادر‭ ‬الطبية‭ ‬المتخصصة‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬أمراض‭ ‬القلب‭ ‬من‭ ‬البحرينيين‭.‬

ويحق‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نفخر‭ ‬ونعتز‭ ‬ونزهو‭ ‬بهذه‭ ‬الكوكبة،‭ ‬وهذا‭ ‬العدد‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬البحرينيين‭ ‬المرموقين‭ ‬والأكفاء‭ ‬الذين‭ ‬أنفقت‭ ‬الدولة‭ ‬بسخاء‭ ‬على‭ ‬تعليمهم‭ ‬وتأهيلهم‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬التطور‭ ‬والتخصص‭ ‬لهم،‭ ‬والذين‭ ‬أصبحوا‭ ‬الآن‭ ‬يعملون‭ ‬ويؤدون‭ ‬واجبهم‭ ‬المقدس‭ ‬بكل‭ ‬تفان‭ ‬وإخلاص‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المهام‭ ‬والمواقع‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المستشفيات‭ ‬والعيادات‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬البلاد،‭ ‬وكانوا‭ ‬ومازالوا‭ ‬يقفون‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الأمامية‭ ‬لحماية‭ ‬البلاد‭ ‬والتصدي‭ ‬لجائحة‭ ‬كورونا‭ ‬الفتاكة‭.‬

لقد‭ ‬التقيت‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة‭ ‬أثناء‭ ‬ترددي‭ ‬اليومي‭ ‬على‭ ‬مستشفى‭ ‬قوة‭ ‬الدفاع‭ ‬ومركز‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬خليفة،‭ ‬ولولا‭ ‬ضيق‭ ‬المساحة‭ ‬لذكرت‭ ‬أسماءهم‭ ‬جميعًا،‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬محفورة‭ ‬في‭ ‬الضمير‭ ‬والوجدان‭ ‬الوطني،‭ ‬لكنني‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أتجاوز‭ ‬هذا‭ ‬المحور‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أذكر‭ ‬نجمين‭ ‬منهم‭ ‬فقط‭ ‬متخصصين‭ ‬ولامعين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬أمراض‭ ‬وجراحة‭ ‬القلب‭ ‬وهما‭ ‬الدكتور‭ ‬حبيب‭ ‬طريف‭ ‬والدكتور‭ ‬حسام‭ ‬نور؛‭ ‬طبيبان‭ ‬بحرينيان‭ ‬متخصصان‭ ‬يتمتعان‭ ‬بمهارات‭ ‬وقدرات‭ ‬عالية‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬مهارات‭ ‬وقدرات‭ ‬أكبر‭ ‬وأشهر‭ ‬وألمع‭ ‬الأطباء‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬نفسه،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬لهما‭ ‬مكانة‭ ‬مرموقة‭ ‬وسمعة‭ ‬طيبة‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬الطبية‭ ‬وفي‭ ‬قلوب‭ ‬وأفئدة‭ ‬البحرينيين‭ ‬وتمتد‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭.‬

ذكرت‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬ألجأ‭ ‬فيها‭ ‬لمستشفى‭ ‬حكومي‭ ‬لإجراء‭ ‬فحوصات‭ ‬أو‭ ‬لتلقي‭ ‬العلاج،‭ ‬وأنا‭ ‬الآن‭ ‬أعبر‭ ‬العقد‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬عمري،‭ ‬فقد‭ ‬اعتدت‭ ‬عندما‭ ‬أكون‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬إجراء‭ ‬فحوصات‭ ‬أو‭ ‬تلقي‭ ‬علاج‭ ‬أن‭ ‬أتجه،‭ ‬على‭ ‬نفقتي،‭ ‬إلى‭ ‬المستشفيات‭ ‬أو‭ ‬العيادات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬أو‭ ‬خارجها؛‭ ‬تعودت‭ ‬ذلك‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬فترة‭ ‬عضويتي‭ ‬بمجلس‭ ‬الشورى‭ ‬وفترة‭ ‬تقلدي‭ ‬للمنصب‭ ‬الوزاري‭ ‬وما‭ ‬قبل‭ ‬وما‭ ‬بعد‭ ‬الفترتين،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يمكن‭ ‬التدقيق‭ ‬فيه‭ ‬والتأكد‭ ‬منه‭ ‬بالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬سجلات‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬وهي‭ ‬حقيقة‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يصدقها‭ ‬الذين‭ ‬يتهمون‭ ‬الوزراء‭ ‬وكبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬ومن‭ ‬يسمونهم‭ ‬بالمتنفذين‭ ‬باستغلال‭ ‬مراكزهم‭ ‬ومناصبهم‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬المنافع‭ ‬والمزايا‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الآخرين،‭ ‬وإنني‭ ‬لست‭ ‬المسؤول‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يتصرف‭ ‬بهذا‭ ‬الأسلوب،‭ ‬ولو‭ ‬جاز‭ ‬لي‭ ‬لقمت‭ ‬بسرد‭ ‬أسماء‭ ‬العشرات‭ ‬أو‭ ‬المئات‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬وكلهم‭ ‬يدركون‭ ‬وعلى‭ ‬قناعة‭ ‬وثقة‭ ‬تامة‭ ‬بجودة‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬والعلاجية‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬الدولة‭ ‬وبقدرات‭ ‬وكفاءات‭ ‬الأطباء‭ ‬والأطقم‭ ‬الطبية‭ ‬كافة‭ ‬وبإخلاص‭ ‬وتفاني‭ ‬كل‭ ‬المسؤولين‭ ‬والقائمين‭ ‬على‭ ‬القطاع،‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬ربما‭ ‬يفضلون‭ ‬إعطاء‭ ‬الفرصة‭ ‬لغيرهم‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭.‬

الحمد‭ ‬والشكر‭ ‬لله‭ ‬أولًا‭ ‬وأخيرًا،‭ ‬وقد‭ ‬قال‭ ‬الرسول‭ ‬الأعظم‭ ‬محمد‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وصحبه‭ ‬وسلم‭: ‬“من‭ ‬لا‭ ‬يشكر‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬يشكر‭ ‬الله”،‭ ‬فشكرًا‭ ‬للدكتور‭ ‬بدران‭ ‬ولكل‭ ‬الأطباء‭ ‬والعاملين‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬قوة‭ ‬الدفاع‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬لقيته‭ ‬من‭ ‬عناية‭ ‬ورعاية‭ ‬واهتمام،‭ ‬وشكرًا‭ ‬لكل‭ ‬أطباء‭ ‬البحرين‭ ‬وطواقمها‭ ‬الطبية،‭ ‬وفوق‭ ‬وقبل‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬التقدير‭ ‬والشكر‭ ‬والامتنان‭ ‬أرفعها‭ ‬إلى‭ ‬مقام‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬وصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر،‭ ‬حفظهما‭ ‬الله‭ ‬ورعاهما،‭ ‬على‭ ‬متابعتهما‭ ‬وعلى‭ ‬ما‭ ‬يبذلانه‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬وجهد‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الرفيع‭ ‬للخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬وتوجيه‭ ‬المسؤولين‭ ‬المعنيين‭ ‬للارتقاء‭ ‬بها،‭ ‬و”لئن‭ ‬شكرتم‭ ‬لأزيدنكم”،‭ ‬صدق‭ ‬الله‭ ‬العظيم‭.‬