من جديد

“أريد خبزا وحنانا”

| د. سمر الأبيوكي

“أريد‭ ‬خبزا‭ ‬وحنانا”‭.. ‬العبارة‭ ‬الأشهر‭ ‬للممثلة‭ ‬سناء‭ ‬يونس‭ ‬في‭ ‬مسرحيتها‭ ‬الشهيرة‭ ‬“صك‭ ‬على‭ ‬بناتك”‭ ‬مع‭ ‬الراحل‭ ‬العظيم‭ ‬فؤاد‭ ‬المهندس،‭ ‬قالتها‭ ‬بشكل‭ ‬كوميدي‭ ‬فأضحكت‭ ‬الجمهور‭ ‬وأصبحت‭ ‬“إفيها”‭ ‬يوميا‭ ‬يقال‭ ‬في‭ ‬المسرحية،‭ ‬لكنني‭ ‬أراها‭ ‬رسالة‭ ‬أعمق‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬“أفيها”‭ ‬كوميديا،‭ ‬من‭ ‬منا‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬الخبز‭ ‬ليعيش،‭ ‬ومن‭ ‬لا‭ ‬يود‭ ‬أن‭ ‬يستطعم‭ ‬حلاوة‭ ‬الحنان،‭ ‬أريد‭ ‬خبزا‭ ‬وحنانا‭ ‬عبارة‭ ‬عميقة‭ ‬ذات‭ ‬شجن‭ ‬وملامح‭ ‬كثيرة،‭ ‬فكم‭ ‬منا‭ ‬يعيش‭ ‬الحياة‭ ‬بطولها‭ ‬وعرضها‭ ‬دون‭ ‬حنان،‭ ‬وغيرنا‭ ‬يعيش‭ ‬حنانا‭ ‬زائفا‭ ‬لمصلحة‭ ‬أو‭ ‬غرض،‭ ‬وقلة‭ ‬يعيشون‭ ‬أصل‭ ‬الحياة‭ ‬عندما‭ ‬تطاوعهم‭ ‬الدنيا‭ ‬وتعطيهم‭ ‬الخبز‭ ‬والحنان‭ ‬معا‭ ‬فتضحك‭ ‬أيامهم‭ ‬ويسعد‭ ‬حظهم‭ ‬ويكثر‭ ‬سعرهم‭.‬

“أريد‭ ‬خبزا‭ ‬وحنانا”‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مطلب‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدنيا،‭ ‬مترجما‭ ‬في‭ ‬الرزق‭ ‬الطيب‭ ‬والأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يطمح‭ ‬لها‭ ‬الجميع،‭ ‬فلا‭ ‬أستوعب‭ ‬من‭ ‬يعيشون‭ ‬نصف‭ ‬حياة‭ ‬دون‭ ‬طعم‭ ‬أو‭ ‬هناء،‭ ‬أو‭ ‬بهناء‭ ‬مزيف،‭ ‬كلمات‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬معنى‭ ‬وقس‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الكثير‭.‬

ومضة‭: ‬

نحن‭ ‬الإناث‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الحب‭ ‬والرزق‭ ‬والحنان‭ ‬والمراعاة،‭ ‬ولا‭ ‬أبرئ‭ ‬من‭ ‬ذاك‭ ‬الرجال،‭ ‬فهم‭ ‬كذلك‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬وأكثر،‭ ‬كم‭ ‬ستكون‭ ‬الحياة‭ ‬وردية‭ ‬وسعيدة‭ ‬إن‭ ‬استطعنا‭ ‬جميعا‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الخبز‭ ‬والحنان‭ ‬معا‭.. ‬هي‭ ‬دعوة‭ ‬للبحث‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬وذاتنا‭ ‬عن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخبز‭ ‬وسنرضى‭ ‬بقليل‭ ‬من‭ ‬الحنان‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يتوفر‭ ‬الكثير‭.‬