زبدة القول

المنظمات المشبوهة وابتزاز الدول

| د. بثينة خليفة قاسم

ستظل‭ ‬المنظمات‭ ‬المشبوهة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تمويلها‭ ‬بأساليب‭ ‬غير‭ ‬واضحة‭ ‬وسيلة‭ ‬ابتزاز‭ ‬وضغط‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬البحرين،‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬تبنى‭ ‬على‭ ‬أشخاص‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬ويتمتعون‭ ‬بكل‭ ‬وسائل‭ ‬الرفاهية،‭ ‬ويعيشون‭ ‬في‭ ‬مساكن‭ ‬فاخرة‭ ‬ويركبون‭ ‬السيارات‭ ‬الفارهة‭ ‬مقابل‭ ‬إعداد‭ ‬التقارير‭ ‬المفبركة‭ ‬والمحرفة‭ ‬عن‭ ‬بلادهم‭.‬

والتقارير‭ ‬السلبية‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تتبناها‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬مجهولة‭ ‬التمويل‭ ‬ولا‭ ‬سبيل‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬لتبني‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬إيجابي‭ ‬عن‭ ‬دولنا،‭ ‬لكن‭ ‬كلما‭ ‬كان‭ ‬التقرير‭ ‬مسيئا‭ ‬كلما‭ ‬ارتفعت‭ ‬درجة‭ ‬صاحب‭ ‬التقرير‭ ‬وكلما‭ ‬زاد‭ ‬المقابل‭ ‬المادي‭ ‬لصاحب‭ ‬التقرير،‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬تعيش‭ ‬وينعم‭ ‬أفرادها‭ ‬بالرفاهية‭ ‬مقابل‭ ‬سب‭ ‬بلادهم‭ ‬طوال‭ ‬الوقت‭ ‬وتوفير‭ ‬وسائل‭ ‬الضغط‭ ‬والابتزاز‭ ‬التي‭ ‬يريدها‭ ‬الراغبون‭ ‬في‭ ‬تعطيل‭ ‬تقدمنا‭.‬

وعندما‭ ‬تقوم‭ ‬الصحف‭ ‬الأجنبية‭ ‬بنشر‭ ‬التقارير‭ ‬الحقوقية‭ ‬المسيئة‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬البحرين،‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬منظمة‭ ‬“س”‭ ‬قالت‭ ‬كذا‭ ‬ومنظمة‭ ‬“ص”‭ ‬قالت‭ ‬كذا‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬القراء‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬تعنيه‭ ‬منظمة‭ ‬“س”‭ ‬أو‭ ‬“ص”‭ ‬أو‭ ‬أين‭ ‬توجد‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬التي‭ ‬وفرت‭ ‬بدورها‭ ‬خبرا‭ ‬ولقمة‭ ‬خبز‭ ‬لكاتب‭ ‬الخبر‭ ‬أو‭ ‬المقال،‭ ‬وكلنا‭ ‬يعرف‭ ‬أن‭ ‬الأخبار‭ ‬المسيئة‭ ‬والفضائح‭ ‬هي‭ ‬الأكثر‭ ‬رواجا‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬يبحث‭ ‬عنها‭ ‬الجمهور‭ ‬والتي‭ ‬بالتالي‭ ‬تحقق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الإعلانات‭ ‬والأرباح‭ ‬للصحف‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الوسائل‭.‬

هذا‭ ‬بالضبط‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بمعهد‭ ‬البحرين‭ ‬للحقوق‭ ‬والديمقراطية‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬لندن،‭ ‬والذي‭ ‬يتم‭ ‬تمويله‭ ‬من‭ ‬منظمات‭ ‬تسمى‭ ‬خيرية‭ ‬غامضة‭ ‬الهدف،‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المعهد‭ ‬المزعوم‭ ‬بتوفير‭ ‬التقارير‭ ‬الحافلة‭ ‬بالأكاذيب‭ ‬والمغالطات‭. ‬

من‭ ‬السهل‭ ‬جدا‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬كاتب‭ ‬تقرير‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬صحافي‭ ‬ينقل‭ ‬عنه‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بوضع‭ ‬شخص‭ ‬محكوم‭ ‬عليه‭ ‬بالإعدام‭ ‬في‭ ‬مأساة‭ ‬معينة‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬أو‭ ‬غيرها،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬مفهوم‭ ‬لأن‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه‭ ‬بالإعدام‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬لديه‭ ‬شيء‭ ‬سوى‭ ‬الخوف‭ ‬والرعب‭ ‬هو‭ ‬وكل‭ ‬أهله،‭ ‬هذا‭ ‬بالضبط‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬المعهد‭ ‬المذكور‭ ‬به‭ ‬ويقدمه‭ ‬لوسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬ضد‭ ‬البحرين‭ ‬ويتجاهل‭ ‬مسألة‭ ‬الجناية‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬ويتجاهل‭ ‬الحكم‭ ‬القضائي‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬بحقه،‭ ‬وكأن‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬قد‭ ‬أعدم‭ ‬بقرار‭ ‬سياسي‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قضاء‭ ‬معروف‭ ‬بالنزاهة‭.‬