هُما عقدان مزهران

| مشعل العبسي

لم‭ ‬أجد‭ ‬مقدمة‭ ‬تفي‭ ‬ما‭ ‬سيُكتب‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬السامي‭ ‬لسيدي‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى،‭ ‬أفضل‭ ‬مما‭ ‬سمعت‭ ‬ورأيت‭ ‬من‭ ‬سعادة‭ ‬الدكتور‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬–‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬مركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬والطاقة‭ ‬“دراسات”‭ ‬أمام‭ ‬جلالته،‭ ‬اقتباسا‭ ‬“فهذه‭ ‬المملكة‭ ‬التي‭ ‬أسستموها‭ ‬على‭ ‬التقوى‭ ‬والتسامح‭ ‬والمنعة،‭ ‬ستظل‭ ‬راسخة‭ ‬شامخة،‭ ‬تقبل‭ ‬ولا‭ ‬تدبر،‭ ‬تكر‭ ‬ولا‭ ‬تفر،‭ ‬تصد‭ ‬وترد‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬رماها‭ ‬بشر،‭ ‬العروبة‭ ‬هويتها،‭ ‬والإسلام‭ ‬السمح‭ ‬المتسامح‭ ‬دينها‭.‬

إننا‭ ‬شعبٌ‭ ‬نفاخر‭ ‬أمام‭ ‬الملأ‭ ‬بقائدنا،‭ ‬ونحمل‭ ‬على‭ ‬عاتقنا‭ ‬المضي‭ ‬قدماً‭ ‬إيماناً‭ ‬وطاعةً‭ ‬للسير‭ ‬بخطى‭ ‬ثابتة‭ ‬نحو‭ ‬تطلعات‭ ‬ورؤى‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة،‭ ‬وتأتي‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬تعزيز‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬وثقافة‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان،‭ ‬ليبقى‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬وطناً‭ ‬للجميع‭.‬

وما‭ ‬منح‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬الفخرية‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬موسكو‭ ‬تقديراً‭ ‬لدور‭ ‬جلالته‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعايش‭ ‬والحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والثقافات‭ ‬إلا‭ ‬تأكيداً‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬جلالته‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬ونمو‭ ‬هذا‭ ‬الفكر،‭ ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬وليد‭ ‬اللحظة،‭ ‬فجلالته‭ ‬غرس‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬في‭ ‬عقول‭ ‬وقلوب‭ ‬شعبه،‭ ‬وقد‭ ‬أطلق‭ ‬جلالته‭ ‬المبادرات‭ ‬الدولية‭ ‬وأهمها‭: ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬وكرسي‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬سابينزا‭ ‬الإيطالية،‭ ‬وتوجت‭ ‬بالقرار‭ ‬التاريخي‭ ‬بإعلان‭ ‬تأييد‭ ‬السلام‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬والتوقيع‭ ‬على‭ ‬اتفاق‭ ‬مبادئ‭ ‬إبراهيم،‭ ‬والمطلع‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬سيرى‭ ‬ترجمة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬فعلاً‭ ‬وقولاً‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬قبل‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬بسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬وقد‭ ‬سبق‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬بهذا‭ ‬الفكر‭ ‬النير‭ ‬وعقلية‭ ‬القائد‭ ‬الحكيم‭.‬

وكما‭ ‬صدح‭ ‬صاحب‭ ‬المعالي‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬–‭ ‬وزير‭ ‬الديوان‭ ‬الملكي،‭ ‬بأبيات‭ ‬نتغنى‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬قصيدته‭ ‬“عهدك‭ ‬يا‭ ‬حمد”‭ ‬حين‭ ‬كتب‭.. ‬عقدان‭ ‬والإصلاح‭ ‬يروي‭ ‬زهره‭.. ‬حتى‭ ‬جنت‭ ‬من‭ ‬زهره‭ ‬الأفكار‭.‬

وختاماً،‭ ‬وكما‭ ‬بدأتها‭ ‬بكلمات‭ ‬لسعادة‭ ‬الدكتور‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬نقتبس‭ ‬ختامها‭ ‬بالمعنى‭ ‬والمقصد‭ ‬والدعاء‭ ‬“نسأل‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬أن‭ ‬يظللكم‭ ‬بظله،‭ ‬وأن‭ ‬يهبكم‭ ‬من‭ ‬لدنه‭ ‬الحكمة‭ ‬والإيمان‭ ‬والقدرة،‭ ‬إنه‭ ‬سميع‭ ‬مجيب‭.. ‬سيدي”‭.‬