ومضة قلم

سيرة رجل نبيل

| محمد المحفوظ

في‭ ‬قناعتي‭ ‬أنّ‭ ‬كتابة‭ ‬السيرة‭ ‬الذاتية‭ ‬فن‭ ‬عظيم‭ ‬لا‭ ‬يتقنه‭ ‬إلا‭ ‬القلّة،‭ ‬وكقارئ‭ ‬لعشرات‭ ‬السير‭ ‬من‭ ‬كتّاب‭ ‬وروائيين‭ ‬وسياسيين‭ ‬لم‭ ‬تستوقفن‭ ‬وتبقى‭ ‬عالقة‭ ‬في‭ ‬الذهن‭ ‬إلاّ‭ ‬قلة‭ ‬منها‭ ‬لسبب‭ ‬يبدو‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية،‭ ‬ويتمثل‭ ‬في‭ ‬افتقادها‭ ‬عنصر‭ ‬الموضوعية‭ ‬والصدق‭. ‬

كثيرون‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬السير‭ ‬الذاتية‭ ‬جنحوا‭ ‬إلى‭ ‬المبالغة‭ ‬وإضفاء‭ ‬هالات‭ ‬أسطورية‭ ‬على‭ ‬ذواتهم،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬ثمة‭ ‬سير‭ ‬حرص‭ ‬أصحابها‭ ‬على‭ ‬الأمانة‭ ‬والموضوعية،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬استحقت‭ ‬الإعجاب‭ ‬والثناء،‭ ‬وسيرة‭ ‬المحامي‭ ‬الكبير‭ ‬الدكتور‭ ‬حسن‭ ‬رضي‭ ‬واحدة‭. ‬لم‭ ‬ألتقِ‭ ‬بالدكتور‭ ‬والمحاميّ‭ ‬حسن،‭ ‬لكنّ‭ ‬الذي‭ ‬عرفته‭ ‬أنه‭ ‬يتمتع‭ ‬بمناقبية‭ ‬عالية،‭ ‬وعلى‭ ‬امتداد‭ ‬صفحات‭ ‬الكتاب‭ ‬الذي‭ ‬وثقته‭ ‬الكاتبة‭ ‬“باسمة‭ ‬القصاب”‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سبعين‭ ‬عاماً،‭ ‬لم‭ ‬يزعم‭ ‬د‭. ‬حسن‭ ‬رضي‭ ‬أنه‭ ‬اجترح‭ ‬البطولات‭ ‬بخلاف‭ ‬الكثيرين‭ ‬ممن‭ ‬اعتبروا‭ ‬أنفسهم‭ ‬“كاملي‭ ‬الأوصاف”،‭ ‬لكنه‭ ‬كأي‭ ‬إنسان‭ ‬بسيط‭ ‬عانى‭ ‬الإحباطات‭ ‬والانكسارات‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬حياته‭ ‬المبكرة،‭ ‬ويكمن‭ ‬الفارق‭ ‬أنه‭ ‬واجه‭ ‬أقداره‭ ‬الصعبة‭ ‬بإصرار‭ ‬وشجاعة‭ ‬قل‭ ‬نظيرها‭ ‬وبأمل‭ ‬وعزيمة‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬لها‭.‬

ولو‭ ‬جاز‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أختزل‭ ‬حياته‭ ‬بالغة‭ ‬الثراء‭ ‬وعظيمة‭ ‬الأهمية‭ ‬لقلت‭ ‬إنه‭ ‬محام‭ ‬كبير‭ ‬كرس‭ ‬حياته‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬بسطاء‭ ‬الناس،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬“حسن‭ ‬رضي”‭ ‬منذ‭ ‬التحاقه‭ ‬بأول‭ ‬وظيفة‭ ‬وانتقاله‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬قد‭ ‬تكبد‭ ‬العناء‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬واصطدم‭ ‬بالمدراء‭ ‬الأجانب‭ ‬فإنه‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬ربح‭ ‬الأفضل‭ ‬بالتأكيد،‭ ‬فـ‭ ‬“الرجال‭ ‬الكبار‭ ‬يربحون‭ ‬ولا‭ ‬يخسرون،‭ ‬يتقدمون‭ ‬ولا‭ ‬يتراجعون،‭ ‬يسقطون‭ ‬ثم‭ ‬ينهضون،‭ ‬أما‭ ‬الصغار‭ ‬فليست‭ ‬لهم‭ ‬أقدام‭ ‬تساعدهم‭ ‬على‭ ‬الوقوف”،‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬عمله‭ ‬الوظيفي‭ ‬لم‭ ‬يمارس‭ ‬النفاق‭ ‬الوظيفي‭ ‬كما‭ ‬يفعل‭ ‬البعض،‭ ‬وكأنّه‭ ‬يقول‭ ‬إنني‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬بسطاء‭ ‬الناس‭ ‬وأنا‭ ‬وفيّ‭ ‬للتربة‭ ‬التي‭ ‬ترعرت‭ ‬عليها،‭ ‬وفيّ‭ ‬لتاريخيّ‭ ‬أحمله‭ ‬معي‭ ‬إلى‭ ‬أيّة‭ ‬مدينة‭ ‬أسافر‭ ‬إليها،‭ ‬يقول‭ ‬د‭. ‬حسن‭ ‬في‭ ‬الصفحة‭ ‬182‭ ‬“طلب‭ ‬منيّ‭ ‬مسؤوليّ‭ ‬أن‭ ‬أعتذر‭ ‬منه،‭ ‬قلت‭ ‬مستحيل،‭ ‬وقلت‭ ‬لو‭ ‬اعتذر‭ ‬منيّ‭ ‬ما‭ ‬قبلت،‭ ‬فهو‭ ‬يحتقر‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬وسأرد‭ ‬عليه‭ ‬دون‭ ‬هوادة،‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬يرق‭ ‬ذلك‭ ‬له‭ ‬فليقبل‭ ‬استقالتي”‭. ‬

قرأ‭ ‬الدكتور‭ ‬المحامي‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬وفي‭ ‬مختلف‭ ‬الاتجاهات‭ ‬من‭ ‬قومية‭ ‬ويسارية‭ ‬وإسلامية‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬منسجما‭ ‬مع‭ ‬تراثه‭ ‬وجذوره‭.‬

في‭ ‬قناعتي‭ ‬أنّ‭ ‬كتابة‭ ‬السيرة‭ ‬الذاتية‭ ‬فن‭ ‬عظيم‭ ‬لا‭ ‬يتقنه‭ ‬إلا‭ ‬القلّة،‭ ‬وكقارئ‭ ‬لعشرات‭ ‬السير‭ ‬من‭ ‬كتّاب‭ ‬وروائيين‭ ‬وسياسيين‭ ‬لم‭ ‬تستوقفن‭ ‬وتبقى‭ ‬عالقة‭ ‬في‭ ‬الذهن‭ ‬إلاّ‭ ‬قلة‭ ‬منها‭ ‬لسبب‭ ‬يبدو‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية،‭ ‬ويتمثل‭ ‬في‭ ‬افتقادها‭ ‬عنصر‭ ‬الموضوعية‭ ‬والصدق‭. ‬

كثيرون‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬السير‭ ‬الذاتية‭ ‬جنحوا‭ ‬إلى‭ ‬المبالغة‭ ‬وإضفاء‭ ‬هالات‭ ‬أسطورية‭ ‬على‭ ‬ذواتهم،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬ثمة‭ ‬سير‭ ‬حرص‭ ‬أصحابها‭ ‬على‭ ‬الأمانة‭ ‬والموضوعية،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬استحقت‭ ‬الإعجاب‭ ‬والثناء،‭ ‬وسيرة‭ ‬المحامي‭ ‬الكبير‭ ‬الدكتور‭ ‬حسن‭ ‬رضي‭ ‬واحدة‭. ‬لم‭ ‬ألتقِ‭ ‬بالدكتور‭ ‬والمحاميّ‭ ‬حسن،‭ ‬لكنّ‭ ‬الذي‭ ‬عرفته‭ ‬أنه‭ ‬يتمتع‭ ‬بمناقبية‭ ‬عالية،‭ ‬وعلى‭ ‬امتداد‭ ‬صفحات‭ ‬الكتاب‭ ‬الذي‭ ‬وثقته‭ ‬الكاتبة‭ ‬“باسمة‭ ‬القصاب”‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سبعين‭ ‬عاماً،‭ ‬لم‭ ‬يزعم‭ ‬د‭. ‬حسن‭ ‬رضي‭ ‬أنه‭ ‬اجترح‭ ‬البطولات‭ ‬بخلاف‭ ‬الكثيرين‭ ‬ممن‭ ‬اعتبروا‭ ‬أنفسهم‭ ‬“كاملي‭ ‬الأوصاف”،‭ ‬لكنه‭ ‬كأي‭ ‬إنسان‭ ‬بسيط‭ ‬عانى‭ ‬الإحباطات‭ ‬والانكسارات‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬حياته‭ ‬المبكرة،‭ ‬ويكمن‭ ‬الفارق‭ ‬أنه‭ ‬واجه‭ ‬أقداره‭ ‬الصعبة‭ ‬بإصرار‭ ‬وشجاعة‭ ‬قل‭ ‬نظيرها‭ ‬وبأمل‭ ‬وعزيمة‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬لها‭.‬

ولو‭ ‬جاز‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أختزل‭ ‬حياته‭ ‬بالغة‭ ‬الثراء‭ ‬وعظيمة‭ ‬الأهمية‭ ‬لقلت‭ ‬إنه‭ ‬محام‭ ‬كبير‭ ‬كرس‭ ‬حياته‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬بسطاء‭ ‬الناس،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬“حسن‭ ‬رضي”‭ ‬منذ‭ ‬التحاقه‭ ‬بأول‭ ‬وظيفة‭ ‬وانتقاله‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬قد‭ ‬تكبد‭ ‬العناء‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬واصطدم‭ ‬بالمدراء‭ ‬الأجانب‭ ‬فإنه‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬ربح‭ ‬الأفضل‭ ‬بالتأكيد،‭ ‬فـ‭ ‬“الرجال‭ ‬الكبار‭ ‬يربحون‭ ‬ولا‭ ‬يخسرون،‭ ‬يتقدمون‭ ‬ولا‭ ‬يتراجعون،‭ ‬يسقطون‭ ‬ثم‭ ‬ينهضون،‭ ‬أما‭ ‬الصغار‭ ‬فليست‭ ‬لهم‭ ‬أقدام‭ ‬تساعدهم‭ ‬على‭ ‬الوقوف”،‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬عمله‭ ‬الوظيفي‭ ‬لم‭ ‬يمارس‭ ‬النفاق‭ ‬الوظيفي‭ ‬كما‭ ‬يفعل‭ ‬البعض،‭ ‬وكأنّه‭ ‬يقول‭ ‬إنني‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬بسطاء‭ ‬الناس‭ ‬وأنا‭ ‬وفيّ‭ ‬للتربة‭ ‬التي‭ ‬ترعرت‭ ‬عليها،‭ ‬وفيّ‭ ‬لتاريخيّ‭ ‬أحمله‭ ‬معي‭ ‬إلى‭ ‬أيّة‭ ‬مدينة‭ ‬أسافر‭ ‬إليها،‭ ‬يقول‭ ‬د‭. ‬حسن‭ ‬في‭ ‬الصفحة‭ ‬182‭ ‬“طلب‭ ‬منيّ‭ ‬مسؤوليّ‭ ‬أن‭ ‬أعتذر‭ ‬منه،‭ ‬قلت‭ ‬مستحيل،‭ ‬وقلت‭ ‬لو‭ ‬اعتذر‭ ‬منيّ‭ ‬ما‭ ‬قبلت،‭ ‬فهو‭ ‬يحتقر‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬وسأرد‭ ‬عليه‭ ‬دون‭ ‬هوادة،‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬يرق‭ ‬ذلك‭ ‬له‭ ‬فليقبل‭ ‬استقالتي”‭. ‬

قرأ‭ ‬الدكتور‭ ‬المحامي‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬وفي‭ ‬مختلف‭ ‬الاتجاهات‭ ‬من‭ ‬قومية‭ ‬ويسارية‭ ‬وإسلامية‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬منسجما‭ ‬مع‭ ‬تراثه‭ ‬وجذوره‭.‬