زبدة القول

القضاء البحريني خط أحمر

| د. بثينة خليفة قاسم

دعت‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬الوطني‭ ‬بمجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب‭ ‬البريطانيين‭ ‬الموقعين‭ ‬على‭ ‬عريضة‭ ‬تتضمن‭ ‬مطالبتهم‭ ‬بإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬أحد‭ ‬نزلاء‭ ‬مؤسسة‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل،‭ ‬إلى‭ ‬تحري‭ ‬الدقة‭ ‬والموضوعية‭ ‬في‭ ‬استقاء‭ ‬المعلومات‭ ‬من‭ ‬مصادرها‭ ‬الرسمية‭ ‬ذات‭ ‬المصداقية‭.‬

السؤال‭ ‬هو‭ ‬هل‭ ‬سيلتزم‭ ‬النواب‭ ‬البريطانيون‭ ‬بالفعل‭ ‬باستقاء‭ ‬المعلومات‭ ‬من‭ ‬مصادرها‭ ‬الصحيحة‭ ‬وسيحترمون‭ ‬قدسية‭ ‬القضاء‭ ‬في‭ ‬دولنا؟‭ ‬أنا‭ ‬شخصيا‭ ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬سيتحقق‭ ‬في‭ ‬المدى‭ ‬القريب‭ ‬طالما‭ ‬بقيت‭ ‬العاصمة‭ ‬البريطانية‭ ‬لندن‭ ‬مأوى‭ ‬لشذاذ‭ ‬الآفاق‭ ‬والخارجين‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وليس‭ ‬البحرين‭ ‬وحدها،‭ ‬وطالما‭ ‬بقي‭ ‬النواب‭ ‬والناشطون‭ ‬السياسيون‭ ‬والإعلاميون‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬ينظرون‭ ‬بعين‭ ‬الشك‭ ‬لمؤسساتنا‭ ‬المحترمة‭ ‬وأهمها‭ ‬مؤسسة‭ ‬القضاء‭.‬

الإعلام‭ ‬البريطاني‭ ‬والناشطون‭ ‬البريطانيون‭ ‬والبرلمانيون‭ ‬الراغبون‭ ‬في‭ ‬إرضاء‭ ‬الناخبين‭ ‬يستمعون‭ ‬إلى‭ ‬روايات‭ ‬الخارجين‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬ويميلون‭ ‬إلى‭ ‬تصديقهم‭ ‬بفعل‭ ‬مخزون‭ ‬عدم‭ ‬الثقة‭ ‬الموجود‭ ‬لديهم‭ ‬عن‭ ‬منطقتنا‭ ‬برمتها‭ ‬وليست‭ ‬البحرين‭ ‬بالضرورة‭ ‬لأنهم‭ ‬يسقطون‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬وخلاصة‭ ‬القول‭ ‬هنا‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لنا‭ ‬وقفة‭ ‬قوية‭ ‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالقضاء‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭.‬

يجب‭ ‬أن‭ ‬نمارس‭ ‬كل‭ ‬وسائل‭ ‬الرفض‭ ‬والاحتجاج‭ ‬لدى‭ ‬الجانب‭ ‬البريطاني‭ ‬لأن‭ ‬التشكيك‭ ‬في‭ ‬أحكام‭ ‬القضاء‭ ‬والسعي‭ ‬لإسقاط‭ ‬قدسيته‭ ‬وهيبته‭ ‬ليس‭ ‬أمرا‭ ‬سهلا،‭ ‬فالتشكيك‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬مسألة‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الخطورة،‭ ‬وإذا‭ ‬قبلنا‭ ‬بالتشكيك‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬فلنا‭ ‬أن‭ ‬نقبل‭ ‬بالتشكيك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.‬

 

لابد‭ ‬من‭ ‬فتح‭ ‬مسألة‭ ‬احترام‭ ‬القضاء‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬البريطانية‭ ‬ذاتها‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬توجيه‭ ‬رسالة‭ ‬لبعض‭ ‬النواب‭ ‬أو‭ ‬غيرهم‭.‬