رؤيا مغايرة

وقفات مع مسألة التعميم

| فاتن حمزة

انتشرت‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬مقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬عديدة،‭ ‬لشاب‭ ‬أميركي‭ ‬وهو‭ ‬يتلقى‭ ‬حكم‭ ‬السجن‭ ‬المطول،‭ ‬الشاب‭ ‬هو‭ ‬كاميرون‭ ‬هيرين،‭ ‬وقد‭ ‬تسبب‭ ‬بمقتل‭ ‬أم‭ ‬وطفلتها‭ ‬قبل‭ ‬أعوام،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬دهسهما‭ ‬بسيارته‭ ‬بسرعة‭ ‬160‭ ‬كيلومتر‭ ‬في‭ ‬الساعة،‭ ‬خلال‭ ‬سباقه‭ ‬بسيارته‭ ‬مع‭ ‬صديق‭ ‬له،‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬مدينة‭ ‬تامبا‭ ‬الأميركية‭ ‬بولاية‭ ‬فلوريدا‭.‬

وأصدرت‭ ‬المحكمة‭ ‬حكما‭ ‬على‭ ‬هيرين‭ ‬بالسجن‭ ‬24‭ ‬عاما،‭ ‬في‭ ‬أبريل،‭ ‬بسبب‭ ‬جريمة‭ ‬“القتل‭ ‬بمركبة”‭ ‬للأم‭ ‬وطفلتها‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬النزعات‭ ‬الانفعالية‭ ‬قد‭ ‬تخرج‭ ‬أصحابها‭ ‬عن‭ ‬الحيادية‭ ‬والإنصاف،‭ ‬ومما‭ ‬يزيد‭ ‬الطينة‭ ‬بلة‭ ‬المنهج‭ ‬الانتقائي‭ ‬والتعميم‭.. ‬فقد‭ ‬أطل‭ ‬علينا‭ ‬بعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬والمشايخ‭ ‬الكرام‭ ‬مستنكرين‭ ‬تعاطف‭ ‬النساء‭ ‬مع‭ ‬مرتكب‭ ‬الحادثة‭ ‬بحجة‭ ‬أنه‭ ‬وسيم،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أننا‭ ‬ننكر‭ ‬هذا‭ ‬التعاطف‭ ‬بأية‭ ‬صورة‭ ‬كانت،‭ ‬لكن‭ ‬أن‭ ‬تغلب‭ ‬على‭ ‬الشيخ‭ ‬مسألة‭ ‬الانفعال‭ ‬والتعميم‭ ‬فهذا‭ ‬أمر‭ ‬يستحق‭ ‬التوقف‭ ‬بعض‭ ‬الشيء،‭ ‬وذلك‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭ ‬منها‭ ‬عدم‭ ‬نشر‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬حتى‭ ‬تموت‭ ‬في‭ ‬مهدها‭ ‬ولا‭ ‬تتسع‭ ‬دائرة‭ ‬التعاطف‭ ‬معه‭ ‬حسب‭ ‬منطق‭ ‬الشيخ‭.‬

والأمر‭ ‬الثاني‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬بسبب‭ ‬قلة‭ ‬من‭ ‬المتعاطفين‭ ‬ممن‭ ‬لهم‭ ‬قناعاتهم‭ ‬الخاصة،‭ ‬فالمسألة‭ ‬لم‭ ‬تبن‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬استقصائية،‭ ‬فإن‭ ‬تعاطف‭ ‬معه‭ ‬ألف‭ ‬فهناك‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬ملايين‭ ‬آخرون‭ ‬يدينونه‭.‬

والأمر‭ ‬الأخير،‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬تعميم‭ ‬ثقافات‭ ‬الآخرين‭ ‬على‭ ‬مطلق‭ ‬النساء،‭ ‬فثقافة‭ ‬الغرب‭ ‬ليست‭ ‬بالضرورة‭ ‬تمثلنا‭ ‬وإن‭ ‬وجدت‭ ‬من‭ ‬البعض‭ ‬شيئاً‭ ‬من‭ ‬التأييد‭.‬

 

فلو‭ ‬كانت‭ ‬الحادثة‭ ‬عندنا‭ ‬ووجدنا‭ ‬حجم‭ ‬التعاطف‭ ‬يفوق‭ ‬حجم‭ ‬الإدانة،‭ ‬حينها‭ ‬فقط‭ ‬وفقط‭ ‬سندعوا‭ ‬إلى‭ ‬دراسة‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬جوانبها‭.‬