الاعتراف العالمي بجهود البحرين العظيمة للقضاء على الاتجار بالبشر

| د. عبدالقادر ورسمه

تناولنا‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬المنصرم‭ ‬إشادة‭ ‬تقرير‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية‭ ‬بجهود‭ ‬البحرين‭ ‬المتواصلة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬والقضاء‭ ‬عليه‭ ‬تماما‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬ووفق‭ ‬هذا‭ ‬التقرير،‭ ‬فإن‭ ‬البحرين‭ ‬حافظت‭ ‬على‭ ‬وضعها‭ ‬في‭ ‬“الفئة‭ ‬الأولى”‭ ‬للعام‭ ‬الرابع‭ ‬على‭ ‬التوالى،‭ ‬وهذا‭ ‬يعتبر‭ ‬مفخرة‭ ‬للبحرين‭ ‬ولسياستها‭ ‬الثابتة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬احترامًا‭ ‬للإنسان‭ ‬الذي‭ ‬كرمه‭ ‬المولى‭ ‬جل‭ ‬وعلا‭. ‬وسياسة‭ ‬البحرين‭ ‬الصائبة،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص،‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬إيمانها‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬نوعه‭ ‬أو‭ ‬جنسه‭ ‬أو‭ ‬عرقه‭. ‬وهذه‭ ‬الحقوق‭ ‬مصانة‭ ‬بقوة‭ ‬القوانين‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬أصدرتها‭ ‬البحرين‭ ‬والتزاما‭ ‬بالمواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬اعترفت‭ ‬بها‭ ‬البحرين‭ ‬وجعلتها‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬المنظومة‭ ‬التشريعية‭ ‬الوطنية‭.‬

وما‭ ‬نود‭ ‬التأكيد‭ ‬عليه،‭ ‬وبالاطلاع‭ ‬على‭ ‬تقارير‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة،‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬العام،‭ ‬فإن‭ ‬إطار‭ ‬قضايا‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬توسع‭ ‬في‭ ‬دائرته‭ ‬وشمل‭ ‬اتهام‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬وحجز‭ ‬رواتب‭ ‬العمال‭ ‬ومستحقاتهم‭ ‬بدون‭ ‬مبرر،‭ ‬والتحريض‭ ‬أو‭ ‬المساعدة‭ ‬على‭ ‬الفجور‭ ‬والقبض‭ ‬أو‭ ‬الحجز‭ ‬أو‭ ‬الحرمان‭ ‬من‭ ‬الحرية‭ ‬بدون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭. ‬والقضايا‭ ‬تجاوزت‭ ‬العشرات‭ ‬وشملت‭ ‬كل‭ ‬النشاطات‭ ‬الإجرامية‭ ‬المذكورة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بتنفيذها‭ ‬عشرات‭ ‬المتهمين‭. ‬وصدرت‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬الماضية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأحكام‭ ‬القضائية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬النتنة‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬الإنسان‭ ‬ضد‭ ‬أخيه‭ ‬الإنسان‭ ‬الضعيف‭ ‬أو‭ ‬المحتاج‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬وعديمي‭ ‬العمل‭. ‬وإضافة‭ ‬للأحكام‭ ‬القضائية،‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬السيكولوجي‭ ‬النفسي‭ ‬للضحايا‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الجنسيات‭ ‬والأعمار‭ ‬والنوع‭ ‬عبر‭ ‬صندوق‭ ‬رعاية‭ ‬ضحايا‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬ومركز‭ ‬إيواء‭ ‬ضحايا‭ ‬الاتجار‭. ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬المتواصل‭ ‬وبهمة‭ ‬عالية‭ ‬ومقدرات‭ ‬فائقة‭ ‬وإمكانيات‭ ‬متطورة،‭ ‬جعل‭ ‬البحرين‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬مكانتها‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وذلك‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬تقديس‭ ‬الشرائع‭ ‬السماوية‭ ‬السمحة‭ ‬والثقافة‭ ‬التراكمية‭ ‬الممتدة‭ ‬عبر‭ ‬القرون‭ ‬والتي‭ ‬تتجذر‭ ‬في‭ ‬“تايلوس”‭ ‬البحرين‭.‬

ومن‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر،‭ ‬أن‭ ‬التقرير‭ ‬أشاد‭ ‬بالتعاون‭ ‬التام‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬ووقوفها‭ ‬في‭ ‬صف‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭. ‬وبالطبع‭ ‬فإن‭ ‬لمثل‭ ‬هذا‭ ‬التعاون‭ ‬الآثار‭ ‬القوية‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تطويق‭ ‬الحلقة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الجهات‭ ‬ضد‭ ‬الجريمة‭ ‬ومن‭ ‬يرتكبها‭. ‬ولولا‭ ‬هذا‭ ‬التكاتف‭ ‬والوقفة‭ ‬الواحدة‭ ‬لما‭ ‬تحقق‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز،‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الإشادة‭ ‬بالدور‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بأقسامها‭ ‬ىالمختلفة‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬المحاكم‭ ‬والنيابة‭ ‬العامة‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وهيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬واللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تكوينها‭ ‬لمكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬حيث‭ ‬هناك‭ ‬“الجندي‭ ‬المجهول”‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬من‭ ‬الخلف‭ ‬وفي‭ ‬صمت‭ ‬تام،‭ ‬ولدوره‭ ‬أثر‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬دحر‭ ‬الجريمة‭ ‬والقضاء‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬مهدها‭ ‬بكل‭ ‬السبل‭.‬

من‭ ‬الواضح،‭ ‬أن‭ ‬دور‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لم‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬البحرين‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬تعداها‭ ‬لخدمة‭ ‬العالم‭ ‬وخاصة‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬حيث‭ ‬يأتي‭ ‬الكثير‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬الرزق‭ ‬الحلال‭. ‬ويتمثل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬المركز‭ ‬الإقليمي‭ ‬للتدريب‭ ‬وبناء‭ ‬القدرات‭ ‬لمكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لمكافحة‭ ‬المخدرات‭ ‬والجريمة‭ ‬والمنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للهجرة‭. ‬وهكذا‭ ‬يستفيد‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬البحرين‭ ‬الثرة‭.‬

كل‭ ‬هذه‭ ‬الخطوات‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬من‭ ‬فراع،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬سياسة‭ ‬ثابتة‭ ‬راسخة‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬واحد‭ ‬ومبدأ‭ ‬واحد‭ ‬أساسه‭ ‬احترام‭ ‬للإنسان‭ ‬وكينونته،‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬الإمكان‭ ‬أحسن‭ ‬مما‭ ‬كان‭..‬