حلم طال به التمني

| د.حورية الديري

من‭ ‬أعظم‭ ‬لحظات‭ ‬الفخر‭ ‬التي‭ ‬يشعر‭ ‬بها‭ ‬الإنسان‭ ‬عندما‭ ‬تتوالى‭ ‬عليه‭ ‬السنون‭ ‬ويتعاظم‭ ‬معها‭ ‬الإنجاز‭ ‬تلو‭ ‬الإنجاز،‭ ‬ويرسخ‭ ‬ثروة‭ ‬تتفاخر‭ ‬بها‭ ‬الأجيال‭ ‬التي‭ ‬تتعاقب‭ ‬على‭ ‬التاريخ‭ ‬لتحذو‭ ‬حذوه‭ ‬في‭ ‬القدرة‭ ‬ذاتها‭.‬

تلك‭ ‬القصة‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬صغير‭ ‬ضم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬المهتمين‭ ‬بتطوير‭ ‬أنفسهم،‭ ‬اجتهدوا‭ ‬بأعمالهم‭ ‬التطوعية‭ ‬ووضعوا‭ ‬منهجية‭ ‬أساسها‭ ‬دعم‭ ‬التوجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬لتطوير‭ ‬العنصر‭ ‬البشري‭ ‬ليكون‭ ‬الأول‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬الخيارات‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬وكبر‭ ‬هذا‭ ‬البيت‭ ‬الصغير‭ ‬بدفء‭ ‬وعطاء‭ ‬أبنائه،‭ ‬وأصبح‭ ‬المركز‭ ‬التنموي‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬الذي‭ ‬يلجأ‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬يتطلع‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬ذاته‭ ‬شخصيًا‭ ‬واجتماعيًا‭ ‬ومهنيًا‭.. ‬هل‭ ‬تعلمون‭ ‬أعزائي‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬البيت‭ ‬الدافئ‭ ‬هو‭ ‬بيت‭ ‬لكل‭ ‬مواطن‭ ‬بحريني؟‭ ‬هل‭ ‬تعلمون‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬هو‭ ‬“بيت‭ ‬الثروة‭ ‬البشرية”‭ ‬وبناء‭ ‬الإنسان؟

لقد‭ ‬شهد‭ ‬هذا‭ ‬البيت‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬“جمعية‭ ‬البحرين‭ ‬للتدريب‭ ‬وتنمية‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية”‭ ‬باعتباره‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬المؤسسات‭ ‬المهنية‭ ‬غير‭ ‬الربحية‭ - ‬وما‭ ‬زال‭ - ‬تحقيق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬التنموية‭ ‬التي‭ ‬ركزت‭ ‬على‭ ‬أطروحات‭ ‬وقضايا‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬القيادي‭ ‬والإداري‭ ‬والمؤسسي‭ ‬كرست‭ ‬جهودها‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬الطاقات‭ ‬البشرية‭ ‬المحلية،‭ ‬وتدعيم‭ ‬منهجية‭ ‬الخبرة‭ ‬وتبادلها‭ ‬عبر‭ ‬استضافة‭ ‬شخصيات‭ ‬عالمية‭ ‬وثقت‭ ‬قصص‭ ‬نجاح‭ ‬رفعت‭ ‬اسم‭ ‬البحرين‭ ‬عاليًا‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭.‬

ومن‭ ‬هنا‭ ‬زادت‭ ‬التطلعات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬صرح‭ ‬جديد‭ ‬يحتضن‭ ‬أولئك‭ ‬الأبناء‭ ‬وإبداعاتهم‭ ‬ومبادراتهم،‭ ‬ليكون‭ ‬المؤسسة‭ ‬التطوعية‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬البحرين‭ ‬إقليميًا‭ ‬وعالميًا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التدريب‭ ‬والتنمية‭ ‬البشرية‭.‬

وكما‭ ‬تعلمون،‭ ‬لكل‭ ‬قصة‭ ‬نجاح‭ ‬تحديات‭ ‬تصغر‭ ‬وتكبر‭ ‬حسب‭ ‬الظروف‭ ‬والمؤثرات،‭ ‬حيث‭ ‬تعثر‭ ‬الأبناء‭ ‬خلال‭ ‬مراحلهم‭ ‬النهائية‭ ‬لاستكمال‭ ‬الصرح‭ ‬التنموي،‭ ‬بسبب‭ ‬نقص‭ ‬الإيرادات‭ ‬التمويلية‭ ‬للمشروع‭ ‬جراء‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬لجائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬هذا‭ ‬الصرح‭ ‬التنموي‭ ‬اليوم‭ ‬يناشد‭ ‬الجهات‭ ‬العليا،‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬يسعى‭ ‬لتحقيق‭ ‬استدامة‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬العنصر‭ ‬البشري،‭ ‬ليضعوا‭ ‬أيديهم‭ ‬بأيدينا‭ ‬للنهوض‭ ‬بهذا‭ ‬الصرح‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬واجبنا‭ ‬الوطني‭ ‬وشغفنا‭ ‬بهذا‭ ‬الكيان‭ ‬الذي‭ ‬منه‭ ‬انطلقنا‭ ‬بعقولنا‭ ‬وإمكانياتنا،‭ ‬نريدها‭ ‬مؤسسة‭ ‬إقليمية‭ ‬للتنمية‭ ‬البشرية‭ ‬بمواصفات‭ ‬عالية،‭ ‬أعزائي‭.. ‬إن‭ ‬ذاك‭ ‬البناء‭ ‬الهيكلي‭ ‬بتصميمه‭ ‬الفذ‭ ‬المعاصر‭ ‬يترقب‭ ‬النور‭ ‬والأيادي‭ ‬البيضاء‭ ‬وأصداء‭ ‬النجاحات‭ ‬التي‭ ‬يصنعها‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني،‭ ‬فهو‭ ‬الإرث‭ ‬الحقيقي‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬وخير‭ ‬من‭ ‬نضع‭ ‬فيه‭ ‬بصماتنا‭ ‬واستثماراتنا‭ ‬لعمل‭ ‬الخير،‭ ‬وعلنا‭ ‬نحتفل‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بأبهج‭ ‬عرس‭ ‬للحلم‭ ‬الذي‭ ‬طال‭ ‬به‭ ‬التمني‭.‬