الدراسة بالخارج والبعثات من البدايات إلى الآن (2)

| د. حسين المهدي

على‭ ‬خلفية‭ ‬لقاء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬طلبة‭ ‬الدفعة‭ (‬22‭) ‬لبرنامج‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬للمنح‭ ‬الدراسية‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ (‬1/7/2021م‭)‬،‭ ‬سلطنا‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬بدايات‭ ‬برامج‭ ‬البعثات‭ ‬التي‭ ‬ربما‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ (‬1850م‭)‬،‭ ‬وفقاً‭ ‬للدكتور‭ ‬يوسف‭ ‬محمد‭ ‬إسماعيل،‭ ‬كما‭ ‬أضاف‭ ‬أنه‭ ‬“في‭ (‬1900م‭) ‬كان‭ ‬هناك‭ (‬5‭) ‬مبتعثين‭ ‬على‭ ‬حسابهم‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬عليكرة‭ ‬بالهند”،‭ ‬و”انطلاق‭ ‬أول‭ ‬بعثة‭ ‬دراسية‭ ‬حكومية‭ ‬للجامعة‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬كان‭ ‬في‭ (‬1928م‭)‬”‭.‬

اليوم‭ ‬نتابع‭ ‬التطور‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬بعثة‭ ‬الجامعة‭ ‬الأميركية‭ ‬ببيروت،‭ ‬من‭ ‬إشارة‭ ‬المستشار‭ ‬بلجريف‭: ‬“مضت‭ ‬سنتان‭ ‬–‭ ‬في‭ (‬1930م‭) - ‬منذ‭ ‬ابتعاث‭ ‬هؤلاء‭ ‬الطلاب‭ ‬إلى‭ ‬بيروت‭ ‬على‭ ‬نفقة‭ ‬الحكومة‭ ‬والتقارير‭ ‬الواردة‭ ‬عنهم‭ ‬جيدة”،‭ ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬“مقدرتهم‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬تطورت‭ ‬بصورة‭ ‬ملحوظة”،‭ ‬وأما‭ ‬عن‭ ‬الطالب‭ - ‬حسين‭ ‬يتيم‭ - ‬“الذي‭ ‬يتلقى‭ ‬تعليمه‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬إنجليزية‭ ‬في‭ ‬برايتون‭.. ‬فقد‭ ‬بلغني‭ ‬بطريق‭ ‬غير‭ ‬رسمي‭ ‬أنه‭ ‬ممتاز‭ ‬ومتقدم‭ ‬في‭ ‬دراسته”‭.‬

في‭ ‬أوائل‭ ‬الثلاثينات‭ ‬أرسلت‭ ‬الحكومة‭ ‬“عددا‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬المتفوقين‭ ‬إلى‭ ‬الكلية‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬لكنو‭ ‬بالهند‭ ‬لتلقي‭ ‬دراساتهم‭ ‬العليا”‭ ‬وفقاً‭ ‬لتقرير‭ ‬رسمي،‭ ‬وأشارت‭ ‬الشيخة‭ ‬مي‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬في‭ (‬1937م‭) ‬إلى‭ ‬إرسال‭ ‬بعض‭ ‬الأهالي‭ ‬“اثني‭ ‬عشر‭ ‬طالباً‭ ‬من‭ ‬أبنائهم‭ ‬إلى‭ ‬الهند”‭ ‬و”أرسلت‭ ‬أول‭ ‬فتاة‭ ‬للتعليم‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬المعلمات‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ (‬الكلية‭ ‬البريطانية‭)‬”‭ ‬وهي‭ ‬لولوة‭ ‬محمد‭ ‬الزياني‭ ‬ثم‭ ‬تم‭ ‬“إرسال‭ ‬اثنتين‭ ‬من‭ ‬البنات‭ ‬في‭ ‬العام‭ (‬1938م‭) ‬وهما‭ ‬شقيقتها‭ ‬شريفة‭ ‬محمد‭ ‬الزياني‭ ‬وزعفرانة‭ ‬سعيد”،‭ ‬وذكر‭ ‬بلجريف‭ ‬بتقريره‭ (‬مارس‭ ‬1937م‭ - ‬فبراير‭ ‬1938م‭) ‬“ابتعاث‭ ‬ابن‭ ‬القاضي‭ ‬السيد‭ ‬عدنان‭ ‬الموسوي‭ ‬للدراسة‭ ‬في‭ ‬الكلية‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬لكنو”،‭ ‬وابتعث‭ ‬“الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬إلى‭ ‬إنجلترا‭ ‬لتعلم‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬في‭ ‬أكسفورد”،‭ ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أيضا‭ ‬“عددا‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬والهند‭ ‬يتعلمون‭ ‬على‭ ‬نفقة‭ ‬أولياء‭ ‬أمورهم”‭ ‬وتم‭ ‬“ابتعاث‭ ‬ثلاثة‭ ‬طلاب‭ ‬إلى‭ ‬الهند‭ ‬لدراسة‭ ‬المساحة”‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يختص‭ ‬بتخطيط‭ ‬وتقسيم‭ ‬الأراضي،‭ ‬حسب‭ ‬تقريره‭ ‬بتاريخ‭ (‬مارس‭ ‬1938م‭ - ‬فبراير‭ ‬1939م‭)‬”‭.‬

الأستاذ‭ ‬أحمد‭ ‬العمران‭ ‬القائم‭ ‬بأعمال‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬التعليم‭ ‬آنذاك‭: ‬“في‭ (‬1944م‭) ‬ابتعث‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬16‭ ‬طالباً‭ ‬للدارسة،‭ ‬وهناك‭ ‬6‭ ‬آخرون،‭ ‬3‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬مدرسة‭ ‬الصناعة”،‭ ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬تم‭ ‬ابتعاث‭ ‬3‭ ‬طلاب‭ ‬إلى‭ ‬“كلية‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬للمعلمين”‭ ‬بأرض‭ ‬مصر‭ ‬الشقيقة”‭ ‬حسب‭ ‬تقرير‭ ‬رسمي‭. ‬للأعوام‭ ‬الدراسية‭ ‬من‭ (‬1946‭ - ‬1947م‭) ‬إلى‭ (‬1949‭ - ‬1950م‭)‬،‭ ‬بلغ‭ ‬إجمالي‭ ‬عدد‭ ‬المبتعثين‭ ‬للدراسة‭ ‬بالخارج‭ (‬56‭) ‬منهم‭ (‬30‭) ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الحكومة‭ ‬و‭(‬26‭) ‬على‭ ‬حسابهم‭ ‬الخاص،‭ ‬ولنا‭ ‬لقاء‭.‬