لو كنت حاضرًا هذا الاجتماع
| أحمد البحر
على غير عادته، تقدم عضو مجلس الإدارة باقتراح ما أدهش الحضور، فالجميع يعرف أسلوب هذا العضو أثناء حضوره اجتماعات المجلس. فهو لا يعد شيئًا مسبقًا قبل انعقاد الاجتماع وإنما يقوم أثناء الجلسة بتدوين بعض ما يقوله زملاؤه من مداخلات وآراء وأسئلة ومن ثم يكوّن له مداخلة أو رأيا أو سؤالا يشارك به في المناقشات. هكذا هو أسلوب هذا العضو. ولكن أن يأتي باقتراح جديد فهذا أمر مستغرب، فماذا كان هذا الاقتراح؟
كان المجلس يناقش التقرير المالي للمؤسسة وكيفية العمل مستقبلا على تفادي الخسائر والمحافظة على الربحية. كانت المداخلات والآراء تركز على بناء استراتيجية مستحدثة تمكن المؤسسة من التعامل مع ظروف السوق الحالية. تحدث الجميع عن الخطط والسيناريوهات التي يجب وضعها والحلول لها لتحجيم عامل المفاجآت التي قد تحدث. وبينما كان الجميع منهمكًا في تلك النقاشات واقتراح البدائل وابتكار أساليب مستحدثة وقف صاحبنا العضو ليقدم اقتراحه.
بنبرات صوت عالية قال صاحبنا: لدي اقتراح أرجو دراسته وإمكان الأخذ به، فهو نتاج خبرة طويلة وتجارب. اقتراحي ببساطة هو، توقف للحظات ليرى مدى اهتمام الحضور بما سيقوله ثم تابع: الاقتراح هو أن تعلق المؤسسة جميع أنشطتها وأعمالها لمدة محددة، لنقل مثلًا 6 أشهر، يقوم المجلس والإدارة التنفيذية بالتعاون مع أحد بيوت الخبرة أثناء هذه الفترة بوضع استراتيجية جديدة وخطة عمل مستحدثة وتوظيف عدد من الكوادر الجديدة وبعدها تعود المؤسسة في ممارسة نشاطها وأعمالها في حلة جديدة.
تبادل الأعضاء نظرات الاستغراب وبدأ الهمس، قال أحدهم: هل صاحبنا يتحدث عن مقهى أو مطعم؟ هل نسي أننا مؤسسة اقتصادية معروفة؟ وقال الآخر بصوت مسموع: ذكرني العضو الكريم واقتراحه بمقولة لعالم الإدارة هيرمان كين تعليقًا على وضع ربما مشابه عايشه، إذ يقول كين: كان اقتراحه نسف المبنى لكي يصلح التسرب في السقف!
ما رأيك سيدي القارئ في هذا الموقف؟ لوكنت موجودًا في ذاك الاجتماع ماذا سيكون ردك على الاقتراح وصاحبه؟