مُلتقطات

ساحل المعابد الذي “أنعشته” ريادة المجتمع

| د. جاسم المحاري

تتحدث‭ ‬الأدبيات‭ ‬المعاصرة‭ ‬عن‭ ‬بروز‭ ‬المساعي‭ ‬الأهلية‭ ‬وجهودها‭ ‬المتنامية‭ ‬التي‭ ‬تُسهم‭ - ‬في‭ ‬أيّة‭ ‬بقعة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬هذه‭ ‬البسيطة‭ - ‬في‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬وتطوير‭ ‬الخطط‭ ‬وتنفيذ‭ ‬البرامج‭ ‬وتمكين‭ ‬الأفراد‭ ‬وتوظيف‭ ‬التفكير‭ ‬وتعزيز‭ ‬القدرات‭ ‬على‭ ‬طرق‭ ‬التعامل‭ ‬بفعالية‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬المجتمع‭ ‬المختلفة‭ ‬وعونها‭ ‬على‭ ‬حلّ‭ ‬مشكلاته‭ ‬وتذليل‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬تواجهه‭ ‬وتقديم‭ ‬الإرشادات‭ ‬له‭ ‬وتطبيق‭ ‬الممارسات‭ ‬التي‭ ‬تُمكن‭ ‬أفراده‭ ‬وجماعاته‭ ‬من‭ ‬إحداث‭ ‬التغييرات‭ ‬المجتمعية‭ ‬الهادفة‭ ‬وتكوين‭ ‬العلاقات‭ ‬الفعّالة‭ ‬التي‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬حيويته‭ ‬وتعزيز‭ ‬معارفه‭ ‬وتأكيد‭ ‬نموه‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ومسؤوليته‭ ‬الإنتاجية‭ ‬المستديمة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬المجتمع‭ ‬وطبيعة‭ ‬قضاياه‭ ‬العامة‭ ‬وترابط‭ ‬جميع‭ ‬أقطابه‭ ‬بصورة‭ ‬وثيقة‭.‬

اتخذت‭ ‬هذه‭ ‬الريادة‭ ‬ميدانها‭ ‬بحرينياً‭ ‬بشكل‭ ‬لافت‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬المعابد‭ ‬–‭ ‬قرية‭ ‬باربار‭ ‬الواقعة‭ ‬شمال‭ ‬غرب‭ ‬البحرين‭ - ‬وتحديداً‭ ‬على‭ ‬ساحلها‭ ‬التاريخي‭ ‬الذي‭ ‬يقترب‭ ‬امتداده‭ ‬لنحو‭ ‬نصف‭ ‬كيلومتر‭ ‬طولاً،‭ ‬حيث‭ ‬برزت‭ ‬فيه‭ ‬الإسهامات‭ ‬الفردية‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬المبادرات‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬تعبئة‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬العاملة‭ ‬وتفاعل‭ ‬الجهود‭ ‬المحلية‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬أطراف‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الصالح‭ ‬العام،‭ ‬باعتبارها‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬صنوف‭ ‬التشاركية‭ ‬الأهلية‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬بأهمية‭ ‬متواكبة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المجتمعية‭ ‬المأمولة‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬المسؤولية‭ ‬المجتمعية‭ ‬في‭ ‬أبهى‭ ‬صورها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المسارات‭ ‬التنموية‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الفعاليات‭ ‬الأهلية‭ ‬داخل‭ ‬هذه‭ ‬القرية‭ ‬الوادعة‭.‬

تأتي‭ ‬الحملة‭ ‬التطوعية‭ ‬لتنظيف‭ ‬ساحل‭ ‬القرية‭ ‬التي‭ ‬نظمتها‭ ‬الفعاليات‭ ‬الأهلية‭ ‬في‭ ‬القرية‭ ‬مطلع‭ ‬الأسبوع‭ ‬الجاري،‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المساعي‭ ‬الريادية‭ ‬المجتمعية‭ ‬التي‭ ‬حققت‭ ‬أثرها‭ ‬الاجتماعي‭ ‬العميق‭ ‬في‭ ‬استثمار‭ ‬المبادرات‭ ‬الجماعية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المشتركة‭ ‬وترسيخ‭ ‬مبدأ‭ ‬الشراكة‭ ‬الأهلية‭ ‬التي‭ ‬عزّزت‭ ‬أهمية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬النظافة‭ ‬العامة‭ ‬ونشر‭ ‬الوعي‭ ‬بأهمية‭ ‬البيئة‭ ‬الآمنة‭ ‬التي‭ ‬تمهّد‭ ‬لبناء‭ ‬وعي‭ ‬ثقافي‭ ‬بيئي‭ ‬عالي‭ ‬المستوى‭ ‬بين‭ ‬مرتادي‭ ‬الساحل‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬عبر‭ ‬حملات‭ ‬التنظيف‭ ‬التطوعية‭ ‬التي‭ ‬تنظمها‭ ‬هذه‭ ‬الفعاليات‭ ‬بين‭ ‬الفنية‭ ‬والأخرى‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬المتنوعة‭ ‬طوال‭ ‬أيام‭ ‬السنة‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬المختلفة‭ ‬بكل‭ ‬أرجاء‭ ‬القرية‭. ‬

نافلة

ترجم‭ ‬الحضور‭ ‬المبكر‭ ‬في‭ ‬الحملة‭ ‬التطوعية‭ ‬البيئية‭ ‬لتنظيف‭ ‬ساحل‭ ‬قرية‭ ‬باربار‭ ‬الدّور‭ ‬الفاعل‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬الفعاليات‭ ‬الأهلية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القرية‭ ‬كما‭ ‬بقية‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬البحرين‭ ‬الواقعة‭ ‬على‭ ‬الواجهات‭ ‬البحرية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحملات‭ ‬الوطنية‭ ‬المخلصة،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭ ‬وتبيان‭ ‬أهمية‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الطبيعة‭ ‬الشاطئية‭ ‬نظيفة‭ ‬وإبعاد‭ ‬شبح‭ ‬التّعدي‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬الساحلية‭ ‬ودرء‭ ‬مخاطر‭ ‬المخلفات‭ ‬المُشوّهة‭ ‬بأنواعها‭ ‬عبر‭ ‬تعزيز‭ ‬الأهمية‭ ‬العامة‭ ‬المتعاظمة‭ ‬للواجهات‭ ‬الساحلية‭ ‬كمتنفس‭ ‬للترفيه‭ ‬والترويح‭ ‬وما‭ ‬قد‭ ‬يلحق‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬أضرار‭ ‬بالكائنات‭ ‬البحرية،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬تشجيع‭ ‬ممارسات‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬الواعي‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬مبدأ‭ ‬الشراكة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خدمة‭ ‬بحريننا‭ ‬الحبيبة‭.‬