سوالف

النهج البليغ للسياسة الخارجية لمملكة البحرين

| أسامة الماجد

من‭ ‬يتابع‭ ‬الصحافة‭ ‬الأجنبية‭ ‬المتزنة‭ ‬وآراء‭ ‬الدوائر‭ ‬السياسية‭ ‬الدولية‭ ‬يلاحظ‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬للثوابت‭ ‬الأساسية‭ ‬للسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ودورها‭ ‬الرائد‭ ‬حيال‭ ‬القضايا‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة،‭ ‬ويوم‭ ‬أمس‭ ‬الأول‭ ‬أطلعنا‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬عبداللطيف‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬الزياني‭ ‬خلال‭ ‬اجتماعه‭ ‬الدوري‭ ‬مع‭ ‬رجال‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام‭ ‬“وهو‭ ‬اجتماع‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬مثيل‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬دولة”‭ ‬على‭ ‬الثوابت‭ ‬والمبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬للسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ومنها‭ ‬الالتزام‭ ‬بالقوانين‭ ‬الدولية،‭ ‬وبناء‭ ‬علاقات‭ ‬ودية‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬المحبة‭ ‬للسلام،‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬وحل‭ ‬الخلافات‭ ‬بالطرق‭ ‬السلمية،‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وكذلك‭ ‬استعرض‭ ‬معاليه‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والتحديات‭ ‬الكبيرة‭ ‬والمتصاعدة‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬الإرهاب‭ ‬والحروب‭ ‬الأهلية‭ ‬والصراعات‭ ‬الطائفية،‭ ‬والتي‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬تشريد‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬العربي‭ ‬وحرمانهم‭ ‬من‭ ‬أبسط‭ ‬الحقوق‭ ‬كالتعليم‭ ‬مثلا،‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬منا‭ ‬كما‭ ‬بين‭ ‬زرع‭ ‬الأمل‭ ‬لأولئك‭ ‬الشباب‭ ‬عبر‭ ‬التفكير‭ ‬بأسلوب‭ ‬آخر‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬المواقف‭ ‬والوقائع‭ ‬تعكس‭ ‬بوضوح‭ ‬المنهج‭ ‬الذي‭ ‬تسير‭ ‬عليه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسلام،‭ ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬الضمانة‭ ‬الوحيدة‭ ‬للإنسانية،‭ ‬حيث‭ ‬ذكر‭ ‬الوزير‭ ‬خلال‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬السلام‭ ‬أن‭ ‬“السلام‭ ‬الذي‭ ‬نسعى‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬يشمل‭ ‬إيران‭ ‬الدولة‭ ‬الجارة‭ ‬المسلمة‭ ‬وذات‭ ‬الحضارة،‭ ‬ومن‭ ‬واجبها‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة”‭.‬

هذه‭ ‬هي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ونهجها‭ ‬البليغ‭ ‬ومبادؤها‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية،‭ ‬والتي‭ ‬حظيت‭ ‬كما‭ ‬ذكرنا‭ ‬في‭ ‬مناسبة‭ ‬سابقة‭ ‬باحترام‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬لأنها‭ ‬مبادئ‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬الحكمة‭ ‬والتعقل‭ ‬والهدوء‭ ‬والاتزان‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للغير،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أعطاها‭ ‬وأكسبها‭ ‬المصداقية‭ ‬التي‭ ‬نشاهد‭ ‬آثارها‭ ‬الإيجابية‭ ‬بكل‭ ‬وضوح‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بقعة‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬فخلال‭ ‬50‭ ‬عاما‭ ‬عملت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رخاء‭ ‬البشرية‭ ‬وأمنها‭ ‬ورقيها،‭ ‬وذلك‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬للبحرين‭ ‬هيبة‭ ‬ومكانة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬فالجميع‭ ‬يحترم‭ ‬أهدافها‭ ‬ويأخذ‭ ‬وجهات‭ ‬نظرها‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار،‭ ‬حتى‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬يشعر‭ ‬بالفخر‭ ‬أينما‭ ‬ذهب‭ ‬نتيجة‭ ‬زيادة‭ ‬هيبة‭ ‬دولته‭ ‬ومكانتها‭.‬