فجر جديد

الجمعيات الخيرية وعلامة “الاستفهام الكبيرة”

| إبراهيم النهام

‭ ‬نظمت‭ ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬ندوة‭ ‬مهمة‭ ‬عن‭ ‬كبائن‭ ‬الصلاة‭ ‬الخشبية،‭ ‬بمشاركة‭ ‬برلمانية‭ ‬وبلدية‭ ‬وحكومية،‭ ‬حيث‭ ‬أشار‭ ‬المتحدثون‭ ‬بوضوح‭ ‬لمواضع‭ ‬الخلل،‭ ‬والاحتياجات‭ ‬والتوصيات‭ ‬اللازمة،‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬22‭ ‬كبينة‭ ‬صلاة‭ ‬خشبية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬حمد‭ ‬وحدها‭.‬

وفي‭ ‬خضم‭ ‬الأحداث‭ ‬المتلاحقة‭ ‬لهذا‭ ‬الملف،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬آخرها‭ ‬احتراق‭ ‬كبينة‭ ‬بمدينة‭ ‬حمد‭ ‬مؤخرا،‭ ‬وافتقار‭ ‬البقية‭ ‬لأبسط‭ ‬إجراءات‭ ‬الأمن‭ ‬والسلامة‭ ‬المطلوبة،‭ ‬وخطورة‭ ‬استمرارها‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل،‭ ‬خصوصاً‭ ‬بذروة‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة،‭ ‬أو‭ ‬بذروة‭ ‬موسم‭ ‬الشتاء‭ ‬مع‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار،‭ ‬يتساءل‭ ‬المواطن،‭ ‬لماذا‭ ‬تستمر‭ ‬بعض‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬في‭ ‬صرف‭ ‬أموال‭ ‬المتبرعين‭ ‬لبناء‭ ‬المساجد‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬والداخل‭ ‬أحق‭ ‬بها‭ ‬وأولى؟

وكنت‭ ‬قد‭ ‬تحدثت‭ ‬قبل‭ ‬وهلة‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬القياديين‭ ‬بجمعية‭ ‬خيرية‭ ‬معروفة‭ ‬ومحسنة‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬الخير‭ ‬عن‭ ‬ذات‭ ‬الأمر،‭ ‬حيث‭ ‬أجابني‭ ‬بأن‭ ‬بناء‭ ‬المساجد‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬يكون‭ ‬بطلب‭ ‬المحسنين‭ ‬والمتبرعين،‭ ‬وليس‭ ‬للجمعية‭ ‬أي‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاختيار،‭ ‬وأن‭ ‬كلفة‭ ‬بناء‭ ‬المساجد‭ ‬بالخارج‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭ ‬جداً‭ ‬من‭ ‬بنائها‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬تصل‭ ‬كلفتها‭ ‬بالخارج‭ ‬إلى‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬فقط‭ ‬ببعض‭ ‬الحالات،‭ ‬وربما‭ ‬أقل‭.‬

هذا‭ ‬التبرير،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬قائماً،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الأخذ‭ ‬به‭ ‬كشماعة‭ ‬تصدر‭ ‬بها‭ ‬الجمعيات‭ ‬المبالغ‭ ‬الطائلة‭ ‬من‭ ‬التبرعات‭ ‬للخارج‭ ‬والداخل‭ ‬البحريني‭ ‬أحوج‭ ‬بها‭.‬

والحل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يمارس‭ ‬المسؤولون‭ ‬بالجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬والمشايخ‭ ‬المحسوبون‭ ‬عليها‭ ‬دوراً‭ ‬توعوياً‭ ‬للمتبرعين،‭ ‬بأن‭ ‬الأجر‭ ‬قائم‭ ‬بكل‭ ‬الحالات،‭ ‬ولو‭ ‬بدينار‭ ‬واحد،‭ ‬وأن‭ ‬بناء‭ ‬المسجد‭ ‬بأكمله‭ ‬لن‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬بناء‭ ‬جزء‭ ‬منه،‭ ‬لا‭ ‬بالأجر‭ ‬ولا‭ ‬برضى‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬لكنهم‭ ‬لا‭ ‬يفعلون‭ ‬ذلك،‭ ‬بتأثير‭ ‬طال‭ ‬مصداقيتهم‭ ‬عند‭ ‬المحسنين‭ ‬المحليين‭.‬

من‭ ‬المؤسف‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬بيوت‭ ‬الله‭ ‬وهي‭ ‬تعمر‭ ‬بالخارج‭ ‬بأموال‭ ‬تبرعات‭ ‬بحرينية،‭ ‬والنواب‭ ‬والبلديون‭ ‬والصحافيون‭ ‬والمسؤولون‭ ‬مشغولون‭ ‬هنا‭ ‬بمشاكل‭ ‬كبائن‭ ‬الصلاة‭ ‬الخشبية،‭ ‬وما‭ ‬لها‭ ‬وما‭ ‬عليها‭.‬