منهج السلام العالمي في فكر جلالة الملك

| عادل عيسى المرزوق

على‭ ‬مدى‭ ‬قرون‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬وعبر‭ ‬حضارات‭ ‬متتابعة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تذكره‭ ‬كتب‭ ‬التاريخ‭ ‬والإنسانيات،‭ ‬تفردت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بسمات‭ ‬مجتمعها‭ ‬الضام‭ ‬لكل‭ ‬الأجناس‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬تعايش‭ ‬وسلام‭ ‬وأمن،‭ ‬وهذا‭ ‬العطاء‭ ‬الإنساني‭ ‬العظيم‭ ‬يستمد‭ ‬وجوده‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة،‭ ‬ويفرض‭ ‬احترام‭ ‬العالم،‭ ‬لهذا،‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬باختصار‭ ‬أن‭ ‬منح‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الدكتوراة‭ ‬الفخرية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬جامعة‭ ‬موسكو‭ ‬الحكومية‭ ‬للعلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬مصداق‭ ‬لنظرة‭ ‬العالم‭ ‬لبلادنا‭ ‬وقيادتنا‭ ‬وتاريخنا‭ ‬وتراثنا‭.‬

العالم‭ ‬ينظر‭ ‬بإعجاب‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬باعتبارها‭ ‬نموذجًا‭ ‬“متفردًا”‭ ‬كما‭ ‬قلنا‭ ‬للسلام‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والاعتدال‭ ‬والوسطية،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬المعتقدات‭ ‬والأديان‭ ‬وحرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير،‭ ‬رغم‭ ‬صغر‭ ‬مساحتها‭ ‬ومحدودية‭ ‬مواردها،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬عظيمة‭ ‬وملهمة‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬نموذجًا‭ ‬للدول‭ ‬الأخرى‭ ‬وتتجاوز‭ ‬كل‭ ‬الخطوط‭ ‬المانعة‭ ‬للتلاقي‭ ‬بين‭ ‬الأعراق‭ ‬والأديان‭ ‬والطوائف‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬يسوده‭ ‬الوئام،‭ ‬والأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬حين‭ ‬تتقدم‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬كنموذج‭ ‬يحتذى‭ ‬به،‭ ‬فذلك‭ ‬لأن‭ ‬العالم‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬أرض‭ ‬البحرين،‭ ‬وبحكمة‭ ‬جلالة‭ ‬العاهل،‭ ‬هي‭ ‬أيقونة‭ ‬سلام‭ ‬واستقرار،‭ ‬ومأوى‭ ‬الأجاويد‭ ‬الذي‭ ‬يرحب‭ ‬بالقاصي‭ ‬والداني‭.‬

وفي‭ ‬الحقيقة،‭ ‬أجاد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬عبداللطيف‭ ‬بوصفه‭ ‬لدور‭ ‬جلالة‭ ‬العاهل‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والثقافات‭ ‬المختلفة،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬رعاية‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬وتلاقي‭ ‬الأديان‭ ‬والثقافات،‭ ‬والجهود‭ ‬الصادقة‭ ‬لتعزيز‭ ‬مبادئ‭ ‬السلام‭ ‬لشعوب‭ ‬العالم‭ ‬كافة‭.‬

مبادرات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬مشهودة‭ ‬عالميًّا،‭ ‬من‭ ‬إنشاء‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬وكرسي‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬سابينزا‭ ‬الإيطالية،‭ ‬وإعلان‭ ‬البحرين،‭ ‬كلها‭ ‬مسجلة‭ ‬في‭ ‬سجل‭ ‬بلادنا،‭ ‬ونذكر‭ ‬أيضًا‭ ‬جهود‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬ومداها‭ ‬العالمي،‭ ‬ومنها‭ ‬مبادرة‭ ‬يوم‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬لتجدد‭ ‬غرس‭ ‬مبادئ‭ ‬البحرين‭ ‬الكبيرة‭ ‬بمكانتها‭ ‬على‭ ‬خريطة‭ ‬العالم‭.‬

زاوية‭ ‬أخرى‭ ‬ندرجها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬وهو‭ ‬الدور‭ ‬الفكري‭ ‬والثقافي‭ ‬والإعلامي‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬هذه‭ ‬القيم،‭ ‬فللإعلام‭ ‬دوره‭ ‬الحضاري‭ ‬الكبير،‭ ‬وقد‭ ‬تناول‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬رعايته‭ ‬وحديثه‭ ‬مع‭ ‬الصحافيين‭ ‬الفائزين‭ ‬بجائزة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬للصحافة‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭ ‬حول‭ ‬ريادة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام‭ ‬ومواكبة‭ ‬التطور‭ ‬والمستجدات،‭ ‬وإسهاماتها‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الوطن‭ ‬وحجم‭ ‬نتاجها‭ ‬ومخرجاتها‭ ‬عبر‭ ‬محطات‭ ‬التاريخ‭ ‬المختلفة،‭ ‬وما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬بشأن‭ ‬تعزيز‭ ‬إسهامات‭ ‬الصحفيين‭ ‬ضمن‭ ‬فريق‭ ‬البحرين‭ ‬بما‭ ‬يرفد‭ ‬المسيرة‭ ‬التنموية‭ ‬الشاملة‭ ‬بقيادة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭.‬