سِمــات المبتكِـرين

| م. نبيل بن عبدالرحمن آل محمود

للمبتكِرين‭ ‬سِمات‭ ‬تميّزهم‭ ‬عن‭ ‬سواهم،‭ ‬سِمات‭ ‬تهيّئ‭ ‬لهم‭ ‬التفكير‭ ‬المختلف‭ ‬عن‭ ‬النمطيين،‭ ‬سِمات‭ ‬تُعبّد‭ ‬لهم‭ ‬طريق‭ ‬الابتكار‭. ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬السّمات‭ ‬التي‭ ‬يتحلّى‭ ‬بها‭ ‬المبتكِر‭ ‬أو‭ ‬يتعيّن‭ ‬أن‭ ‬تتحلّى‭ ‬بها‭ ‬إن‭ ‬كنت‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬تطوير‭ ‬عقليتك‭ ‬من‭ ‬عقلية‭ ‬نمطية‭ ‬إلى‭ ‬عقلية‭ ‬ابتكارية‭ ‬هي‭:‬

كُن‭ ‬قارئاً‭ ‬نهِماً‭ ‬ومتعلّماً‭ ‬شرِهاً‭ ‬باستمرار‭: ‬تعمّق‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمتّ‭ ‬لمجال‭ ‬عملك‭ ‬الأساسي‭ ‬بصلة،‭ ‬واطّلع‭ ‬على‭ ‬مجالات‭ ‬أخرى‭ ‬فرعية‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬معرفتك‭ ‬وتوسّع‭ ‬مداركك‭ ‬وتفتح‭ ‬لك‭ ‬آفاقا‭ ‬رحِبة،‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬تبحّرك‭ ‬فيها‭ ‬قد‭ ‬يتحوّل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬فرعي‭ ‬لأساسي‭ ‬بالنسبة‭ ‬لك‭ ‬حيث‭ ‬تجد‭ ‬فيه‭ ‬ما‭ ‬يُمكن‭ ‬تطويره‭ ‬وتجربته‭ ‬كابتكار‭.‬

اطرح‭ ‬أسئلة‭ ‬مستحيلة‭: ‬لا‭ ‬تخجل‭ ‬أمام‭ ‬أيّ‭ ‬كان‭ ‬مِن‭ ‬طرح‭ ‬أي‭ ‬سؤال‭ ‬يخطر‭ ‬ببالك‭ ‬ولا‭ ‬تتردد‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬أي‭ ‬استفسار‭ ‬يُوضّح‭ ‬لك‭ ‬ماهيّة‭ ‬الأمور‭ ‬وتفاصيلها‭ ‬وخباياها،‭ ‬فالخجل‭ ‬يُنقص‭ ‬المعلومة‭ ‬ويُحجّم‭ ‬المعرفة‭ ‬ويُعرقل‭ ‬تكوين‭ ‬أفكار‭ ‬متكاملة‭ ‬عما‭ ‬تبحث‭ ‬عنه‭.‬

حوِّل‭ ‬“لا‭ ‬يُمكن”‭ ‬إلى‭ ‬“يُمكن‭ ‬إذا”‭: ‬لا‭ ‬تُحدّث‭ ‬نفسك‭ ‬أبداً‭ ‬باستحالة‭ ‬أو‭ ‬صعوبة‭ ‬تنفيذ‭ ‬أمر‭ ‬ما‭ ‬بتكرار‭ ‬“لا‭ ‬يُمكن”‭ ‬واستبدلها‭ ‬بـ”يُمكن‭ ‬إذا”‭ ‬توافر‭ ‬كذا‭ ‬وكذا‭ ‬وحدّد‭ ‬متطلبات‭ ‬تنفيذها‭ ‬وأدواتها‭ ‬ومواردها‭.‬

اسعَ‭ ‬بعقلية‭ ‬مبتدئ‭ ‬ورؤية‭ ‬خبير‭: ‬انتهج‭ ‬ما‭ ‬يقودك‭ ‬لهدفك‭  ‬بعقلية‭ ‬مبتدئ‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬المعلومات‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬الأساسية‭ ‬حتى‭ ‬المعقدة‭ ‬إنما‭ ‬برؤية‭ ‬خبير‭ ‬يُدرك‭ ‬أين‭ ‬يقف‭ ‬وأين‭ ‬يود‭ ‬الوصول‭ ‬وكيفية‭ ‬وصوله‭ ‬هناك،‭ ‬ولا‭ ‬تترفّع‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬وسيلة‭ ‬قد‭ ‬توصلك‭ ‬لضالتك‭ ‬من‭ ‬المعرفة‭.‬

لا‭ ‬تُقلل‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬الأفكار‭ ‬المجنونة‭: ‬غالباً‭ ‬أفكارك‭ ‬غير‭ ‬النمطية‭ ‬التي‭ ‬سيضحك‭ ‬عليها‭ ‬البعض‭ ‬وينتقدها‭ ‬البعض‭ ‬ويُعيبها‭ ‬البعض‭.. ‬هي‭ ‬ما‭ ‬سيُحقق‭ ‬نجاحك‭ ‬فيما‭ ‬ترتجيه‭ ‬من‭ ‬ابتكاراتك،‭ ‬لذا‭ ‬أطلق‭ ‬العنان‭ ‬لأفكارك‭ ‬ولا‭ ‬تحجُبها‭ ‬عن‭ ‬رؤية‭ ‬النور‭ ‬والتجارب‭ ‬التطبيقية‭.‬

ضَع‭ ‬قيودًا‭ ‬على‭ ‬نفسك‭: ‬الزم‭ ‬نفسك‭ ‬بقراءة‭ ‬جزئية‭ ‬معينة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬محدد‭ ‬يوميًّا‭ ‬والبحث‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬معيّن‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬محدد‭ ‬يوميًّا‭ ‬وحدد‭ ‬ما‭ ‬تود‭ ‬تطبيقه‭ ‬عملياً‭ ‬كابتكار‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬محدد‭ ‬ولا‭ ‬تترك‭ ‬العملية‭ ‬للصدفة‭ ‬ولا‭ ‬للمزاج‭ ‬ولا‭ ‬تتراخ‭ ‬وتستسلم‭ ‬للتسويف‭.‬

تأقلم‭ ‬مع‭ ‬هاجس‭ ‬الفشل‭: ‬عوّد‭ ‬نفسك‭ ‬على‭ ‬تقبُّل‭ ‬الفشل‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬ممهّد‭ ‬لنجاح‭ ‬ابتكاراتك‭ ‬ومفتاح‭ ‬تجاوز‭ ‬حواجز‭ ‬تحقيق‭ ‬ما‭ ‬تصبو‭ ‬له،‭ ‬وتأقلم‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الهاجس‭ ‬بحيث‭ ‬تحوّل‭ ‬تأثيره‭ ‬عليك‭ ‬من‭ ‬سلبي‭ ‬مُثبّط‭ ‬إلى‭ ‬إيجابي‭ ‬مُحفّز‭. ‬

احِط‭ ‬نفسك‭ ‬بأشخاصٍ‭ ‬ملهمين‭: ‬الأشخاص‭ ‬الملهمون‭ ‬ينشرون‭ ‬الإيجابية‭ ‬من‭ ‬حولك‭ ‬ويفتحون‭ ‬لك‭ ‬آفاقاً‭ ‬ملهمة‭ ‬للأفكار‭ ‬الإبداعية‭ ‬ويُحفّزون‭ ‬البيئة‭ ‬الابتكارية‭ ‬المواتية‭ ‬لك،‭ ‬وتجنّب‭ ‬مخالطة‭ ‬المُتسخّطين‭ ‬والمُحبطين‭ ‬لئلاّ‭ ‬يُطفئون‭ ‬أفكارك‭ ‬المتوقّدة‭. ‬

ابحث‭ ‬عن‭ ‬الفرص‭: ‬لا‭ ‬تترقب‭ ‬الفرص‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إليك،‭ ‬ابحث‭ ‬أنت‭ ‬عنها‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬دائرتك‭ ‬المعتادة،‭ ‬ابحث‭ ‬فيما‭ ‬تقرأه‭ ‬وتطّلع‭ ‬عليه‭ ‬وتبحث‭ ‬فيه‭ ‬وتُعايشه‭ ‬وتعاني‭ ‬منه‭ ‬وتتعثر‭ ‬بسببه‭ ‬وعند‭ ‬من‭ ‬تخالطه‭ ‬وتتعامل‭ ‬معهز

كُن‭ ‬مُوجَّهاً‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭: ‬اجعل‭ ‬أفكارك‭ ‬وإبداعاتك‭ ‬وابتكاراتك‭ ‬مستقبلية‭ ‬في‭ ‬ماهيّتها‭ ‬ومفاهيمها‭ ‬وتأثيرها‭ ‬وحلولها‭.. ‬لتُغيّر‭ ‬منتجات‭ ‬وخدمات‭ ‬حالية‭ ‬بقيمة‭ ‬مستقبلية‭ ‬تسبق‭ ‬واقعها‭ ‬وتتجاوز‭ ‬ما‭ ‬يتوقعه‭ ‬المستفيد‭ ‬منها‭.‬