إدارة المخاطر الصحية

| عبدعلي الغسرة

يُشير‭ ‬مصطلح‭ ‬“المخاطر‭ ‬الصحية”‭ ‬إلى‭ ‬عوامل‭ ‬الخطر‭ ‬لمجموعة‭ ‬الإجراءات‭ ‬والمعدات‭ ‬والأدوات‭ ‬والظروف‭ ‬المتغيرة‭ ‬المرتبطة‭ ‬باحتمالات‭ ‬الإصابة‭ ‬الجسدية‭ ‬أو‭ ‬العضوية‭ ‬أو‭ ‬النفسية‭ ‬أو‭ ‬زيادتها،‭ ‬وتتعلق‭ ‬هذه‭ ‬الأخطار‭ ‬بالمرضى‭ ‬والعاملين‭ ‬بمختلف‭ ‬أماكن‭ ‬الاستشفاء‭ ‬أثناء‭ ‬تواجدهم‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬تعرضهم‭ ‬لخطر‭ ‬طبي،‭ ‬ونذكر‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المخاطر‭: ‬المضاعفات‭ ‬العلاجية،‭ ‬عدوى‭ ‬المستشفيات،‭ ‬سقوط‭ ‬المريض،‭ ‬الأخطاء‭ ‬الدوائية‭ ‬والطبية‭ ‬والإشعاعية،‭ ‬المخلفات‭ ‬الطبية‭ ‬الخطرة‭ ‬والمخاطر‭ ‬البيولوجية‭ ‬وغيرها‭.‬

وإدارة‭ ‬المخاطر‭ ‬نشاط‭ ‬إداري‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬التحكم‭ ‬بالمخاطر‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬المؤسسة‭ ‬الصحية‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تخفيضها‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬مقبولة،‭ ‬ويتطلب‭ ‬ذلك‭ ‬القيام‭ ‬بقياسها‭ ‬وتقييمها‭ ‬وتطوير‭ ‬استراتيجية‭ ‬إدارتها‭ ‬سواء‭ ‬بنقل‭ ‬المخاطر‭ ‬إلى‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬وبتجنبها‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬آثارها‭ ‬السلبية،‭ ‬حيث‭ ‬يكون‭ ‬الاهتمام‭ ‬الأول‭ ‬بخدمة‭ ‬ورعاية‭ ‬المريض‭ ‬وتجنيبه‭ ‬المخاطر‭ ‬أو‭ ‬الأزمات‭ ‬الصحية‭ ‬وكذلك‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الحقل‭ ‬الصحي،‭ ‬ويتم‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المخاطر‭ (‬بتجنبها‭ ‬ونقل‭ ‬أثرها،‭ ‬وتقليص‭ ‬حدوثها،‭ ‬وقبول‭ ‬المخاطرة‭ ‬حين‭ ‬يكون‭ ‬احتمال‭ ‬حدوثها‭ ‬قليلا‭ ‬وأثرها‭ ‬منخفضا‭).‬

وتسعى‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وإداراتها‭ ‬لتطوير‭ ‬قدراتها‭ ‬الفنية‭ ‬والبشرية‭ ‬لإدارة‭ ‬وتجنب‭ ‬المخاطر‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬أثناء‭ ‬ممارسة‭ ‬العمل‭ ‬الطبي‭ ‬ببناء‭ ‬قدرات‭ ‬صحية‭ ‬وكوادر‭ ‬وطنية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المخاطر‭ ‬وتجنبها،‭ ‬وبالمتابعة‭ ‬الإدارية‭ ‬والميدانية‭ ‬وبعقد‭ ‬الورشات‭ ‬الإرشادية‭ ‬والتطويرية‭ ‬للعاملين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الطبي،‭ ‬والأخطاء‭ ‬واردة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عمل،‭ ‬لكن‭ ‬أثرها‭ ‬البشري‭ ‬يختلف‭ ‬من‭ ‬مرفق‭ ‬لآخر،‭ ‬لذلك‭ ‬فهي‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬وقوع‭ ‬المخاطر‭ (‬بالتدريب‭ ‬الجيد‭ ‬لعناصرها،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الخبرات‭ ‬وتبادل‭ ‬المعرفة‭ ‬الصحية‭ ‬الخارجية،‭ ‬وتوفير‭ ‬العناية‭ ‬اللازمة‭ ‬للمرضى،‭ ‬وتوافر‭ ‬جاهزية‭ ‬مستدامة‭ ‬للتصدي‭ ‬للمخاطر،‭ ‬ووضع‭ ‬البرامج‭ ‬والخطط‭ ‬لتوعية‭ ‬جميع‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الصحي‭ ‬لهذه‭ ‬المخاطر‭ ‬ومتابعتها‭ ‬وتقييمها،‭ ‬وبسد‭ ‬النواقص‭ ‬والفجوات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المضمار‭ ‬وتنمية‭ ‬الكوادر‭ ‬الوطنية‭ ‬وزيادة‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬بشأنها‭)‬،‭ ‬وهذه‭ ‬تساهم‭ ‬بتجنب‭ ‬المخاطر‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬أضرارها‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الصحي‭ ‬والبيئي‭.‬

وكان‭ ‬للفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الطبي‭ ‬ووزارة‭ ‬الصحة‭ ‬والمواطنين‭ ‬الدور‭ ‬الفاعل‭ ‬والمشهود‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬تجاه‭ ‬مخاطر‭ ‬وتداعيات‭ ‬وباء‭ ‬كورونا،‭ ‬فقد‭ ‬وفرت‭ ‬الحكومة‭ ‬البحرينية‭ ‬الإمكانيات‭ ‬الإدارية‭ ‬والمادية‭ ‬والفنية‭ ‬والبشرية‭ ‬التي‭ ‬قللت‭ ‬أثر‭ ‬وتداعيات‭ ‬الوباء‭ ‬وأوقفت‭ ‬زحفه،‭ ‬وذلك‭ ‬بالتنسيق‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬والأهلية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬والتطوعية‭ ‬وبوعي‭ ‬المواطنين‭ ‬وحرصهم‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬الصحية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬استعدادات‭ ‬البحرين‭ ‬وجاهزيتها‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬المخاطر‭ ‬الصحية‭ ‬والكوارث‭ ‬ومنع‭ ‬أضرارها‭ ‬والحد‭ ‬منها‭.‬