سوالف

سيدي جلالة الملك المفدى ودروس بليغة لشعوب الأرض

| أسامة الماجد

إن‭ ‬منح‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬الدكتوراه‭ ‬الفخرية‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬جامعة‭ ‬موسكو‭ ‬الحكومية‭ ‬للعلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬تقديراً‭ ‬لدور‭ ‬جلالته‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والثقافات‭ ‬قصة‭ ‬يروق‭ ‬للعالم‭ ‬أن‭ ‬يسمعها‭ ‬ويعيها‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬تحتاج‭ ‬فيه‭ ‬شعوب‭ ‬الأرض‭ ‬قاطبة‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الدروس‭ ‬البليغة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استكمال‭ ‬طريقها‭ ‬وإتمام‭ ‬رسالتها‭.‬

لقد‭ ‬مزقت‭ ‬السياسة‭ ‬الذات‭ ‬الإنسانية‭ ‬أشد‭ ‬تمزيق‭ ‬وأبعدتها‭ ‬عن‭ ‬ميادين‭ ‬الخير‭ ‬التي‭ ‬عرفتها‭ ‬حتى‭ ‬غدت‭ ‬المتصرفة‭ ‬في‭ ‬شؤونها،‭ ‬لكن‭ ‬سيدي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬وبمواقفه‭ ‬العبقرية‭ ‬التاريخية‭ ‬مهد‭ ‬الأرض‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬للحب‭ ‬والصداقة‭ ‬والأخوة،‭ ‬وكون‭ ‬مع‭ ‬شعبه‭ ‬الوفي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬الجميل‭ ‬رابطة‭ ‬وكيانا‭ ‬شامخا‭ ‬يسير‭ ‬بخطوات‭ ‬ثابتة‭ ‬نحو‭ ‬السلام‭ ‬والمحبة‭ ‬والتعايش‭ ‬والإخاء،‭ ‬وقوة‭ ‬مستعدة‭ ‬لأن‭ ‬تعلم‭ ‬الجميع‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬الخير‭ ‬والعيش‭ ‬في‭ ‬صلات‭ ‬طيبة‭ ‬دون‭ ‬تفرقة‭ ‬أو‭ ‬تمييز،‭ ‬قوة‭ ‬تسمع‭ ‬البشر‭ ‬موسيقى‭ ‬الحقول‭ ‬وأناشيد‭ ‬السلام‭ ‬والمستقبل،‭ ‬وترش‭ ‬عليهم‭ ‬عطر‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬خلقوا‭ ‬منها‭ ‬وإليها‭ ‬يعودون‭.‬

إن‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والحوار‭ ‬وصون‭ ‬السلام‭ ‬ليس‭ ‬نزهة‭ ‬نستروح‭ ‬فيها‭ ‬نسمات‭ ‬المجد،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬العناء‭ ‬والمشقة‭ ‬والكدح‭ ‬العظيم‭ ‬للغرض‭ ‬العظيم،‭ ‬واستطاعت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬سيدي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬واحة‭ ‬للتعايش‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬ووطنا‭ ‬لجميع‭ ‬الطوائف،‭ ‬وتميزت‭ ‬بشحذ‭ ‬قوى‭ ‬الإخاء‭ ‬وتدمير‭ ‬طاقات‭ ‬الشر‭ ‬والبغض،‭ ‬وأحرزت‭ ‬نجاحا‭ ‬عظيما‭ ‬وحققت‭ ‬أمنيات‭ ‬سامية‭ ‬ملأت‭ ‬قلب‭ ‬البشرية‭ ‬شجاعة‭ ‬وأملا،‭ ‬كيف‭ ‬لا‭ ‬وقد‭ ‬اقترن‭ ‬اسم‭ ‬مملكتنا‭ ‬بالسلام‭ ‬والصداقة‭ ‬والمحبة‭ ‬بين‭ ‬الشعوب،‭ ‬وترسيخ‭ ‬الصداقة‭ ‬والتعاون‭ ‬والاحترام،‭ ‬وهذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬التاريخي‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬سجل‭ ‬الإنجازات‭ ‬الكثيرة‭ ‬والمتعددة‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬سيدي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬ستظل‭ ‬الشعوب‭ ‬تتداوله‭ ‬دون‭ ‬انقطاع،‭ ‬لأن‭ ‬جلالته‭ ‬يعطي‭ ‬العالم‭ ‬درسا‭ ‬مستمرا‭ ‬لا‭ ‬ينقطع‭ ‬في‭ ‬الاحترام‭ ‬والتسامح‭ ‬والصدق‭ ‬والتآزر‭ ‬والحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والثقافات‭.‬