من جديد

نصف الكون وأساسه

| د. سمر الأبيوكي

سمراء‭ ‬شقراء‭ ‬سافرة‭ ‬أو‭ ‬محجبة‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬احترامها،‭ ‬هي‭ ‬نصف‭ ‬الكون‭ ‬وأساسه،‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عيون‭ ‬جذابة‭ ‬أو‭ ‬ملامح‭ ‬جسد‭ ‬متمايل،‭ ‬هي‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عظيم‭ ‬حملته‭ ‬في‭ ‬رحمها،‭ ‬وهي‭ ‬أحن‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬صغير‭ ‬ربته‭ ‬ورعته،‭ ‬ستظل‭ ‬المرأة‭ ‬سرا‭ ‬محيرا‭ ‬للجميع،‭ ‬لا‭ ‬تهاب‭ ‬الزمن‭ ‬أو‭ ‬الظروف‭ ‬بل‭ ‬تزداد‭ ‬صلابة‭ ‬عند‭ ‬الأزمات‭ ‬رغم‭ ‬رقة‭ ‬مشاعرها‭ ‬وعذوبة‭ ‬عواطفها‭.‬

لا‭ ‬تسأل‭ ‬امرأة‭ ‬عن‭ ‬عمرها‭ ‬لكن‭ ‬اسألها‭ ‬ما‭ ‬قدمت،‭ ‬ستجد‭ ‬كثيرات‭ ‬ممن‭ ‬أفنين‭ ‬حياتهن‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬إسعاد‭ ‬الجميع‭ ‬وراحة‭ ‬الجميع‭ ‬وحب‭ ‬الجميع،‭ ‬فعمر‭ ‬المرأة‭ ‬لا‭ ‬يحسب‭ ‬بالأيام‭ ‬ولا‭ ‬التقويم‭ ‬أيا‭ ‬كان،‭ ‬بل‭ ‬يحسب‭ ‬بالحب،‭ ‬بالعطاء،‭ ‬باللحظة‭ ‬السعيدة،‭ ‬فالمرأة‭ ‬دوما‭ ‬متشوقة‭ ‬للحب‭ ‬والعاطفة،‭ ‬تعطف‭ ‬على‭ ‬الصغير‭ ‬والكبير،‭ ‬هكذا‭ ‬هي‭ ‬ملامح‭ ‬الأنوثة‭ ‬التي‭ ‬تربينا‭ ‬عليها‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬التشويش‭ ‬الحاصل‭ ‬حاليا‭ ‬والذي‭ ‬حصر‭ ‬الأنوثة‭ ‬في‭ ‬الشكل‭ ‬الجميل‭ ‬والمظهر،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬مشاعر‭ ‬العطاء،‭ ‬بل‭ ‬وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬قد‭ ‬تجد‭ ‬البعض‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬الجفاء‭ ‬والجفاف‭ ‬كنقاط‭ ‬قوة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أختلف‭ ‬فيه،‭ ‬فلا‭ ‬تأتي‭ ‬القوة‭ ‬بصخب‭ ‬الصراخ‭ ‬والجفاء،‭ ‬بل‭ ‬تربينا‭ ‬على‭ ‬نموذج‭ ‬للقوة‭ ‬الناعمة‭ ‬التي‭ ‬تستطيع‭ ‬باللين‭ ‬والطيب‭ ‬أن‭ ‬تحتوي‭ ‬كل‭ ‬المواقف‭ ‬وأن‭ ‬تذلل‭ ‬الصعاب‭ ‬كلها‭.‬

 

ومضة

دعونا‭ ‬نرفع‭ ‬القبعة‭ ‬لكل‭ ‬امرأة‭ ‬أدت‭ ‬واجباتها‭ ‬نحو‭ ‬نفسها‭ ‬ومحيطها‭ ‬ومجتمعها‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه،‭ ‬دعونا‭ ‬جميعا‭ ‬نصفق‭ ‬لكل‭ ‬أم‭ ‬وأخت،‭ ‬لكل‭ ‬ابنة،‭ ‬لكل‭ ‬فتاة‭ ‬أيا‭ ‬كان‭ ‬موقعها‭ ‬أو‭ ‬ظروفها،‭ ‬خلقها‭ ‬الله‭ ‬أنثى‭ ‬لتعطي‭ ‬الكثير‭ ‬وتتحمل‭ ‬الكثير‭ ‬وتحنو‭ ‬على‭ ‬الصغير‭ ‬والكبير،‭ ‬وفي‭ ‬عصر‭ ‬الفضاء‭ ‬الحر‭ ‬والإعلام‭ ‬الجديد‭ ‬وجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ننبه‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬احتضان‭ ‬الفتيات‭ ‬وتربيتهن‭ ‬على‭ ‬الفطرة‭ ‬وتقويم‭ ‬سلوكهن‭ ‬بين‭ ‬الفينة‭ ‬والأخرى‭ ‬حتى‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نصل‭ ‬بهن‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭.‬