ما الخلفية التي دفعت إلى اختيار رئيسي لمنصب رئاسة الجمهورية؟ (2)

| نظام مير محمدي

إن‭ ‬العدد‭ ‬الفعلي‭ ‬للأصوات‭ ‬المدلى‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬صناديق‭ ‬الاقتراع‭ ‬كان‭ ‬6‭ ‬ملايين‭ ‬صوت،‭ ‬ومع‭ ‬الأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬3‭,‬720‭,‬000‭ ‬صوت‭ ‬منها‭ ‬باطلة‭ ‬حسبما‭ ‬أعلن‭ ‬نظام‭ ‬الملالي،‭ ‬فإن‭ ‬نسبة‭ ‬المصوتين‭ ‬لمرشحي‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الفاشي،‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬الإصلاحي‭ ‬والأصولي‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬ملايين‭ ‬صوت،‭ ‬وهو‭ ‬نفس‭ ‬الرقم‭ ‬الذي‭ ‬طرحه‭ ‬الحرسي‭ ‬قاليباف‭ ‬للنقاش‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬عام‭ ‬2017‭.‬

وبناءً‭ ‬عليه،‭ ‬حريٌ‭ ‬بنا‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬جيش‭ ‬الانتفاضة‭ ‬والحرية،‭ ‬مبتكر‭ ‬انتفاضة‭ ‬نوفمبر‭ ‬2019‭ ‬أظهر‭ ‬لمؤسسيه‭ ‬الـ‭ ‬5‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬دحر‭ ‬سیرك‭ ‬خامنئي‭ ‬وإضعاف‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬للجهل‭ ‬والجریمة‭ ‬برمته‭ ‬في‭ ‬تسجيل‭ ‬الأسماء‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭. ‬وكان‭ ‬قطاع‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬الاستثنائية‭ ‬الضخمة‭ ‬يضم‭ ‬1200‭ ‬مراسل‭ ‬لتلفزيون‭ ‬الحرية‭ ‬للمقاومة‭ ‬الإيرانية‭ (‬سيماي‭ ‬آزادي‭) ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭ ‬كانوا‭ ‬يقدمون‭ ‬تقارير‭ ‬عن‭ ‬مجريات‭ ‬مقاطعة‭ ‬الإيرانيين‭ ‬الانتخابات‭. ‬وبناءً‭ ‬عليه،‭ ‬لاشك‭ ‬أن‭ ‬خامنئي‭ ‬ورئيسي‭ ‬الجلاد‭ ‬خرجا‭ ‬من‭ ‬سيرك‭ ‬الانتخابات‭ ‬المزورة‭ ‬في‭ ‬2021‭ ‬أكثر‭ ‬ضعفًا،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬خامنئي‭ ‬اقتحم‭ ‬المشهد‭ ‬معتقدًا‭ ‬كما‭ ‬يمليه‭ ‬عليه‭ ‬عقله‭ ‬أنه‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬توحيد‭ ‬نظامه‭ ‬الفاشي‭ ‬وراء‭ ‬مرشحه‭ ‬السفاح‭ ‬المفضل‭ ‬له‭ ‬لمواجهة‭ ‬العواصف‭ ‬التي‭ ‬تطل‭ ‬عليه‭ ‬برأسها‭ ‬في‭ ‬الأفق،‭ ‬بيد‭ ‬أنه‭ ‬مهد‭ ‬الطريق‭ ‬بيديه‭ ‬للمزيد‭ ‬من‭ ‬إراقة‭ ‬الدماء‭ ‬داخل‭ ‬نظامه‭ ‬الفاشي‭ ‬وتعميق‭ ‬الصدع‭ ‬في‭ ‬مقره‭ (‬بيت‭ ‬العنكبوت‭) ‬وفي‭ ‬قوات‭ ‬حرس‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭.‬

الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬الاستقطاب‭ ‬تحت‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالإصلاحي‭ ‬والأصولي‭ ‬قد‭ ‬تلاشى‭ ‬تمامًا،‭ ‬وتعترف‭ ‬عناصر‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬الزمرة‭ ‬المغلوبة‭ ‬على‭ ‬أمرها‭ ‬بأنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يستحق‭ ‬البكاء‭ ‬عليه‭ ‬فقد‭ ‬خربت‭ ‬مالطة،‭ ‬وهي‭ ‬زمرة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إقصاء‭ ‬خامنئي‭ ‬لها‭ ‬وسيلة‭ ‬لتضليل‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬يستبدلها‭ ‬كالحذاء‭ ‬وقتما‭ ‬شاء‭.‬

نعم،‭ ‬تجلى‭ ‬واقع‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬الإيراني‭ ‬بوضوح‭ ‬هذه‭ ‬المرة،‭ ‬وهو‭ ‬مواجهة‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬ومقاومته‭ ‬الباسلة‭ ‬لنظام‭ ‬الملالي‭ ‬بأكمله،‭ ‬واقعٌ‭ ‬دفع‭ ‬مجاهدو‭ ‬خلق‭ ‬والمقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬الغالي‭ ‬والنفيس‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬42‭ ‬عامًا‭ ‬لإثباته‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬مخالب‭ ‬الخداع‭ ‬والاحتيال‭ ‬والارتزاق‭. ‬واقعٌ‭ ‬أكد‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬“الحدأة‭ ‬لا‭ ‬ترمي‭ ‬كتاكيت”‭ ‬باختيار‭ ‬جلاد‭ ‬مجزرة‭ ‬عام‭ ‬1988‭ ‬رئيسًا‭ ‬للجمهورية‭ ‬من‭ ‬صناديق‭ ‬مهزلة‭ ‬الانتخابات‭ ‬أمام‭ ‬أعين‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭. ‬“مجاهدين”‭.‬