زبدة القول

منظمة العفو مرة أخرى

| د. بثينة خليفة قاسم

إلى‭ ‬متى‭ ‬ستظل‭ ‬التقارير‭ ‬الأممية‭ ‬وتقارير‭ ‬منظمات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬تتجاهل‭ ‬الأحكام‭ ‬القضائية‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬ضد‭ ‬متهمين،‭ ‬وتتدخل‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬القضاء‭ ‬والمحاكم‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭.‬

هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬تعادي‭ ‬قوانين‭ ‬وسلطات‭ ‬الدول‭ ‬عندما‭ ‬تحاول‭ ‬تشويه‭ ‬أحكام‭ ‬القضاء‭ ‬وتستخدم‭ ‬اتهامات‭ ‬مكررة‭ ‬فضفاضة‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الحالات‭ ‬طالما‭ ‬أرادت‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬تشويه‭ ‬الأحكام‭ ‬القضائية‭.‬

هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬تعترض‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أحكام‭ ‬الإعدام‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬أسباب‭ ‬هذه‭ ‬الأحكام‭ ‬وبالتالي‭ ‬فهي‭ ‬تعترض‭ ‬على‭ ‬قوانين‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬كعرب‭ ‬ومسلمين،‭ ‬لأن‭ ‬القصاص‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬ديننا‭ ‬وفي‭ ‬قوانيننا،‭ ‬ولا‭ ‬سبيل‭ ‬لوقف‭ ‬هذا‭ ‬القصاص‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬روحا‭ ‬أزهقت‭ ‬وأسرة‭ ‬فقدت‭ ‬عزيزا‭ ‬أو‭ ‬عائلا،‭ ‬ومن‭ ‬يقتل‭ ‬متعمدا‭ ‬لا‭ ‬جزاء‭ ‬له‭ ‬سوى‭ ‬القتل‭ ‬بقوة‭ ‬القانون‭ ‬وبأحكام‭ ‬القضاء‭ ‬العادل‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬ينطق‭ ‬بحكم‭ ‬الإعدام‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬مراحل‭ ‬وتحقيقات‭ ‬وشهادات‭ ‬وإجراءات‭ ‬تجعل‭ ‬ضمير‭ ‬القاضي‭ ‬مستريحا‭ ‬عندما‭ ‬ينطق‭ ‬بهذا‭ ‬الحكم‭.‬

منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬لا‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬القتيل‭ ‬الذي‭ ‬قتل‭ ‬ولا‭ ‬تشغل‭ ‬نفسها‭ ‬بالجريمة‭ ‬التي‭ ‬وقعت،‭ ‬وكأن‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬خلقت‭ ‬فقط‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬المتهمين‭ ‬والمحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وكأن‭ ‬الضحية‭ ‬الذي‭ ‬قتل‭ ‬على‭ ‬يدي‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه‭ ‬لا‭ ‬حقوق‭ ‬له‭. ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعوض‭ ‬عائلة‭ ‬الشرطي‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬قتل‭ ‬بيد‭ ‬الإرهاب‭ ‬المجرمة؟‭ ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬الشرطي‭ ‬قتل‭ ‬نفسه‭ ‬أم‭ ‬نزلت‭ ‬عليه‭ ‬صاعقة‭ ‬من‭ ‬السماء‭ ‬فقتلته؟‭ ‬هناك‭ ‬قاتل‭ ‬حتما‭ ‬ارتكب‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة،‭ ‬وعمل‭ ‬القضاء‭ ‬الوصول‭ ‬لهذا‭ ‬القاتل‭ ‬طبقا‭ ‬للقانون‭ ‬وتطبيق‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬عليه‭.‬

معنى‭ ‬أن‭ ‬نستمع‭ ‬لما‭ ‬تقوله‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬فيما‭ ‬تزعمه‭ ‬أن‭ ‬نغير‭ ‬قوانيننا‭ ‬ونلغي‭ ‬قضاءنا‭ ‬لكي‭ ‬ترضى‭ ‬عنا‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭!.‬