فجر جديد

تكسب غير مشروع

| إبراهيم النهام

يقدم‭ ‬بعض‭ ‬أعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر،‭ ‬على‭ ‬استغلال‭ ‬اجتماعاتهم‭ ‬الدورية‭ ‬مع‭ ‬مسؤولي‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني،‭ ‬والتي‭ ‬تعرض‭ ‬خلالها‭ ‬مشاريع‭ ‬الوزارة‭ ‬المستقبلية‭ ‬بدوائرهم،‭ ‬عبر‭ ‬اقتناص‭ ‬المشاريع‭ ‬المُهمة‭ ‬والجاذبة‭ ‬منها،‭ ‬ونشرها‭ ‬بحساباتهم‭ ‬في‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ونسبها‭ ‬لأنفسهم‭ ‬أمام‭ ‬المواطنين،‭ ‬هكذا‭ ‬بكل‭ ‬بساطة‭.‬

بلديون‭ ‬آخرون،‭ ‬يقومون‭ ‬وعلى‭ ‬مدار‭ ‬الساعة،‭ ‬بتوثيق‭ ‬كل‭ ‬المشاريع‭ ‬التطويرية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬“فرجان”‭ ‬دوائرهم،‭ ‬من‭ ‬فتح‭ ‬منافذ،‭ ‬وطرق،‭ ‬ورصف‭ ‬للأرصفة،‭ ‬ونشرها‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬حساباتهم‭ ‬الشخصية،‭ ‬مع‭ ‬إضافة‭ ‬“كومنتات”،‭ ‬تحمل‭ ‬تلميحات‭ ‬ورسائل‭ ‬بأنهم‭ ‬أصحاب‭ ‬الفضل‭ ‬الأول‭ ‬والأخير‭ ‬بما‭ ‬يحدث‭.‬

وأذكر‭ ‬أنه‭ ‬حدثني‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬أحد‭ ‬الأعضاء‭ ‬البلديين‭ ‬السابقين،‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭ ‬ضاحكاً،‭ ‬عضو‭ ‬بلدي‭ ‬ينشر‭ ‬في‭ ‬حساباته‭ ‬تطوير‭ ‬الشارع‭ ‬“الفلاني”‭ ‬وفتح‭ ‬الحديقة‭ ‬“الفلانية”‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬أنا‭ ‬من‭ ‬بادرت‭ ‬بتقديم‭ ‬مقترحاتها‭ ‬حين‭ ‬كنت‭ ‬عضوا‭ ‬قبل‭ ‬عدة‭ ‬سنوات،‭ ‬وهي‭ ‬تنفذ‭ ‬الآن‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فلماذا‭ ‬هذا‭ ‬الاقتناص‭ ‬غير‭ ‬المشروع؟‭ ‬ولم‭ ‬لا‭ ‬ينسب‭ ‬الفضل‭ ‬لأصحابه؟‭ ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬هذا‭ ‬العضو‭ ‬ويجتهد‭ ‬ويعمل،‭ ‬مثله‭ ‬مثل‭ ‬غيره‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التكسب‭ ‬غير‭ ‬المشروع؟

وبرأيي،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬ببساطة‭ ‬هو‭ ‬محاولة‭ ‬يائسة‭ ‬لدغدغة‭ ‬مشاعر‭ ‬الناخبين،‭ ‬وإقناعهم‭ ‬بجدوى‭ ‬عملهم‭ ‬البلدي،‭ ‬وإنتاجيتهم،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬من‭ ‬يعملون‭ ‬الليل‭ ‬والنهار‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال،‭ ‬خدمة‭ ‬للوطن‭ ‬والمواطنين‭.‬

هذا‭ ‬التكسب‭ ‬غير‭ ‬المشروع،‭ ‬سيتفاقم‭ ‬مع‭ ‬تنامي‭ ‬العد‭ ‬التنازلي‭ ‬للانتخابات‭ ‬المقبلة،‭ ‬والتي‭ ‬يطمح‭ ‬بها‭ ‬بعض‭ ‬البلديين‭ ‬لإعادة‭ ‬ترشحهم‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬سيسعى‭ ‬لدخول‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬نفسها،‭ ‬ومحاولة‭ ‬إعادة‭ ‬تكرار‭ ‬تجربة‭ ‬وصول‭ ‬البلديين‭ ‬للبرلمان،‭ ‬وهو‭ ‬مشروع‭ ‬لن‭ ‬ينجح‭ ‬إلا‭ ‬بوجود‭ ‬إرث‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬للناس،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬جهد‭ ‬وعمل‭ ‬الآخرين‭.‬