سوالف

تبرعوا لإخوانكم في الدولة الفلانية... النصب عن طريق البنفت

| أسامة الماجد

رموز‭ ‬وغموض‭ ‬وحشو‭ ‬نستلمه‭ ‬في‭ ‬رسائل‭ ‬نصية‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬المساهمة‭ ‬بأي‭ ‬مبلغ‭ ‬لإخواننا‭ ‬في‭ ‬“الدولة‭ ‬الفلانية”‭ ‬كما‭ ‬يطلقون‭ ‬عليهم،‭ ‬وتحويل‭ ‬المبلغ‭ ‬على‭ ‬البنفت،‭ ‬والمحتالون‭ ‬فقط‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يفهمون‭ ‬تلك‭ ‬الرموز‭ ‬والإشارات‭ ‬التي‭ ‬تتدفق‭ ‬كالشلالات‭ ‬الهادرة‭ ‬على‭ ‬الهواتف‭ ‬النقالة‭ ‬للمواطنين،‭ ‬ولا‭ ‬نعرف‭ ‬كيف‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬أرقامنا‭ ‬والجهة‭ ‬التي‭ ‬تساعدهم‭ ‬على‭ ‬الترتيل‭ ‬بمزامير‭ ‬النصب‭ ‬والاحتيال‭. ‬في‭ ‬السابق‭ ‬عانينا‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬النصية‭ ‬الدعائية‭ ‬المزعجة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬المكالمات‭ ‬المجهولة‭ ‬التي‭ ‬تأتينا‭ ‬من‭ ‬محلات‭ ‬وشركات‭ ‬وأشخاص‭ ‬بغية‭ ‬الترويج‭ ‬لسلعة‭ ‬معينة‭ ‬أو‭ ‬لطرح‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬لعمل‭ ‬بحث‭ ‬أو‭ ‬استبيان‭ ‬وإلى‭ ‬آخر‭ ‬القصة،‭ ‬واليوم‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬يتاجر‭ ‬باسم‭ ‬الدين‭ ‬والصدقة‭ ‬عبر‭ ‬تضليل‭ ‬عامة‭ ‬الناس‭ ‬واللبيب‭ ‬يفهم‭.‬

لقد‭ ‬وجدوها‭ ‬طريقة‭ ‬سهلة‭ ‬في‭ ‬النصب‭ ‬والاحتيال‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلا‭ ‬لجملة‭ ‬مثل‭ ‬“تبرعوا‭ ‬لإخوانكم‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬الفلانية،‭ ‬فهم‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬نائية‭ ‬ويحتاجون‭ ‬لمسجد‭ ‬للصلاة،‭ ‬أو‭ ‬لبئر‭ ‬ماء‭ ‬أو‭ ‬ملابس‭ ‬أو‭...‬”،‭ ‬ويبدأ‭ ‬التبرع‭ ‬بدينار‭ ‬واحد‭ ‬وفوق،‭ ‬ولكم‭ ‬أن‭ ‬تتخيلوا‭ ‬كم‭ ‬دينارا‭ ‬سيكسب‭ ‬هؤلاء‭ ‬من‭ ‬البسطاء‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬بالنية‭ ‬بأوسع‭ ‬معانيها‭ ‬ويتصورون‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬عمل‭ ‬نزيه‭ ‬وأن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬يرسلون‭ ‬الرسائل‭ ‬النصية‭ ‬يقومون‭ ‬برسالة‭ ‬سامية‭ ‬وأنهم‭ ‬بعيدون‭ ‬عن‭ ‬الانحراف‭ ‬وهدفهم‭ ‬الوحيد‭ ‬هو‭ ‬فعل‭ ‬الخير‭ ‬ومساعدة‭ ‬المحتاجين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭.‬

المسألة‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬فطنة‭ ‬ومعرفة‭ ‬والكل‭ ‬يدرك‭ ‬الحق‭ ‬ومعنى‭ ‬الباطل،‭ ‬فهناك‭ ‬جمعيات‭ ‬خيرية‭ ‬معتمدة‭ ‬لدى‭ ‬الدولة‭ ‬ومن‭ ‬يريد‭ ‬التبرع‭ ‬يعرف‭ ‬الطريق،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬أشخاص‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المال‭ ‬عبر‭ ‬البنفت‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬وبعضهم‭ ‬يدعي‭ ‬أنه‭ ‬يمثل‭ ‬جمعية‭ ‬خيرية‭ ‬ويقيم‭ ‬جسرا‭ ‬من‭ ‬الأكاذيب،‭ ‬ويحشو‭ ‬حساباته‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بفيديوهات‭ ‬وصور‭ ‬مؤثرة‭ ‬“جميعها‭ ‬متشابهة‭ ‬تقريبا‭ ‬وفي‭ ‬مكان‭ ‬واحد”‭ ‬في‭ ‬متاجرة‭ ‬واضحة‭ ‬باسم‭ ‬الإسلام‭ ‬وعظة‭ ‬هذا‭ ‬الدين‭.‬

السؤال‭.. ‬إلى‭ ‬متى‭ ‬سيترك‭ ‬هؤلاء‭ ‬يجولون‭ ‬ويصولون‭ ‬في‭ ‬الضحك‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬دون‭ ‬مراقبة‭ ‬ومساءلة‭.‬