فجر جديد

المواطن ومحدودية الخيارات

| إبراهيم النهام

تابعت‭ ‬باهتمام‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬مقاطع‭ ‬الفيديو‭ ‬التي‭ ‬انتشرت‭ ‬كالنار‭ ‬في‭ ‬الهشيم،‭ ‬بشبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لمواطنين‭ ‬كرام‭ ‬يناشدون‭ ‬النظر‭ ‬باهتمام‭ ‬أكبر‭ ‬للحال‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬تعيشه‭ ‬الأسرة‭ ‬البحرينية‭ ‬اليوم،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تنامي‭ ‬الغلاء‭ ‬المعيشي،‭ ‬والقروض،‭ ‬والظروف‭ ‬التي‭ ‬أوجدتها‭ ‬الجائحة،‭ ‬والتي‭ ‬صعبت‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير‭.‬

هذه‭ ‬المطالب‭ ‬الكريمة،‭ ‬لها‭ ‬جوانب‭ ‬مهمة،‭ ‬يجب‭ ‬التوقف‭ ‬والتمعن‭ ‬بها‭ ‬جيداً،‭ ‬أولها‭ ‬أن‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬مخول‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬رأيه‭ ‬كيفما‭ ‬يشاء،‭ ‬طالما‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬القوانين‭ ‬النظامية،‭ ‬وهي‭ ‬حرية‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬لنفسها‭ ‬طريقاً‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬ولا‭ ‬بقدر‭ ‬رأس‭ ‬الإبرة‭.‬

الأمر‭ ‬الثاني،‭ ‬القصور‭ ‬الفاضح‭ ‬والواضح‭ ‬لدى‭ ‬التجار‭ ‬وأصحاب‭ ‬الأموال‭ ‬والشركات،‭ ‬والذين‭ ‬يتمرغون‭ ‬في‭ ‬خيرات‭ ‬البحرين‭ ‬ونعيمها‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬طويلة،‭ ‬لكنهم‭ ‬لا‭ ‬يصرفون‭ - ‬في‭ ‬المقابل‭ - ‬فلساً‭ ‬على‭ ‬المواطن،‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬قريب،‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬بعيد‭.‬

الأمر‭ ‬الثالث،‭ ‬الحلقة‭ ‬المفقودة‭ ‬بين‭ ‬النواب‭ ‬والإعلام‭ ‬والجهات‭ ‬الأهلية‭ ‬الراعية‭ ‬لعمل‭ ‬الخير،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬هناك‭ ‬صورة‭ ‬واضحة‭ ‬يستطيع‭ ‬المواطن‭ ‬أن‭ ‬يتحرك‭ ‬خلالها‭ ‬بطريق‭ ‬“الشورت‭ ‬كت”‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬الأزمات‭ ‬والظروف‭ ‬الطارئة‭ ‬لحل‭ ‬أزمته‭.‬

الأمر‭ ‬الرابع،‭ ‬ضبابية‭ ‬بعض‭ ‬الجمعيات‭ ‬والصناديق‭ ‬الخيرية‭ ‬في‭ ‬آليات‭ ‬صرف‭ ‬أموال‭ ‬التبرعات،‭ ‬وإصرار‭ ‬البعض‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬مشاريع‭ ‬الخارج،‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬أهل‭ ‬الداخل‭ ‬هم‭ ‬الأحق‭ ‬باللفتة‭ ‬منهم‭.‬

الواقع‭ ‬الجديد‭ ‬يتطلب‭ ‬الكثير،‭ ‬قبالة‭ ‬توحش‭ ‬الغلاء‭ ‬المعيشي‭ ‬وارتفاع‭ ‬الأسعار،‭ ‬ومحدودية‭ ‬الخيارات‭ ‬لرب‭ ‬الأسرة،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬جدال‭ ‬فيه،‭ ‬ودمتم‭ ‬بخير‭.‬