سوالف

حرية الصحافة في إيران لا مثيل لها... مرحبا أيها الكذاب

| أسامة الماجد

الصحافة‭ ‬وكما‭ ‬نعرفها‭ ‬لسان‭ ‬الشعب‭ ‬الأوسع‭ ‬صدى‭ ‬ومن‭ ‬أقوى‭ ‬أسلحة‭ ‬الأمم‭ ‬التي‭ ‬تقرأ‭ ‬وتكتب،‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬شيء‭ ‬مختلف‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب‭ ‬لما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬انحراف‭ ‬وانحدار‭ ‬وأكاذيب،‭ ‬فأحد‭ ‬الأقلام‭ ‬التابعة‭ ‬للملالي‭ ‬كتب‭: ‬“إن‭ ‬نظرة‭ ‬متفحصة‭ ‬للواقع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والسياسي‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬الإسلامية‭ ‬تنبئ‭ ‬ببساطة‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬من‭ ‬أخطاء‭ ‬تتمتع‭ ‬بديمقراطية‭ ‬وتعددية‭ ‬وحرية‭ ‬صحافة‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المشرق‭ ‬أو‭ ‬عالم‭ ‬الجنوب‭. ‬إن‭ ‬إيران‭ ‬عصية‭ ‬على‭ ‬الانحراف‭ ‬عن‭ ‬ثوابت‭ ‬الإسلام‭ ‬الثورية،‭ ‬ليس‭ ‬لأن‭ ‬الحاكمين‭ ‬معصومون،‭ ‬بل‭ ‬لأن‭ ‬الآيديولوجيا‭ ‬تتمتع‭ ‬بالمصداقية‭ ‬نهجا‭ ‬وتطبيقا‭ ‬ومرونة،‭ ‬وحملتها‭ ‬من‭ ‬المراجع‭ ‬يتمتعون‭ ‬بنظافة‭ ‬اليد‭ ‬والفكر،‭ ‬وهما‭ ‬میزتان‭ ‬تعصمان‭ ‬من‭ ‬الانحدار‭ ‬والانحراف‭ ‬والانفصال‭ ‬عن‭ ‬الأمة‭ ‬وروحها،‭ ‬لهذا‭ ‬يظل‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جمهورية‭ ‬تحكمها‭ ‬مدرسة‭ ‬كهذه‭ ‬متصلا‭ ‬بنبض‭ ‬الجماهير،‭ ‬لأنه‭ ‬إن‭ ‬انفصل‭ ‬عنها‭ ‬فقد‭ ‬كونه‭ ‬مرجعا‭ ‬لها‭ ‬ومقرا‭ ‬لتقديسها‭ ‬لتمتعه‭ ‬بالأعلمية‭ ‬والنظافة،‭ ‬عندما‭ ‬ينفصل‭ ‬المرجع‭ ‬الحاكم‭ ‬انتهی‭ ‬كسمكة‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬حياتها،‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬للمرجع‭ ‬من‭ ‬الالتصاق‭ ‬بالناس‭.. ‬إيران‭ ‬ساحة‭ ‬فسيحة‭ ‬للحوار‭ ‬والمراقبة‭ ‬ودولة‭ ‬إسلامية‭ ‬حقيقية‭ ‬تعتنق‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والتعددية‭ ‬وتحمل‭ ‬في‭ ‬داخلها‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يعجبهم‭ ‬نهجها”‭.‬

أمثال‭ ‬هؤلاء‭ ‬وما‭ ‬يكتبونه‭ ‬يكونون‭ ‬أكثر‭ ‬عونا‭ ‬للعصابة‭ ‬الحاكمة‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬فاللص‭ ‬الكبير‭ ‬خامنئي‭ ‬الذي‭ ‬يصفه‭ ‬بنظافة‭ ‬اليد‭ ‬يمتلك‭ ‬146‭ ‬شركة‭ ‬وثروة‭ ‬تقدر‭ ‬بـ‭ ‬200‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬بينما‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬يموت‭ ‬جوعا‭ ‬وينام‭ ‬في‭ ‬المقابر،‭ ‬وحوالي‭ ‬60‭ % ‬من‭ ‬سكان‭ ‬إيران‭ ‬يعيشون‭ ‬تحت‭ ‬خط‭ ‬الفقر،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬خامنئي‭ ‬وجماعته‭ ‬أذاقوا‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬كل‭ ‬ألوان‭ ‬القهر‭ ‬والتنكيل،‭ ‬وأبشع‭ ‬الجرائم،‭ ‬وبنوا‭ ‬ترسانتهم‭ ‬العسكرية‭ ‬الإرهابية‭ ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يصفهم‭ ‬بالنظافة‭ ‬والمصداقية‭. ‬

الصحافيون‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬يعيشون‭ ‬القلق‭ ‬وكل‭ ‬القيود‭ ‬تفرض‭ ‬عليهم‭ ‬وتشل‭ ‬عقولهم‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬ويساقون‭ ‬إلى‭ ‬المشانق‭ ‬وكأنها‭ ‬دستور‭ ‬حياتهم،‭ ‬ثم‭ ‬يخرج‭ ‬علينا‭ ‬هذا‭ ‬الكذاب‭ ‬ويقول‭ ‬إن‭ ‬الحرية‭ ‬الصحافية‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬لها‭.‬

هذه‭ ‬الأغاني‭ ‬والشعارات‭ ‬والأكاذيب‭ ‬الرحم‭ ‬الذي‭ ‬ينجب‭ ‬اللصوص‭ ‬والإرهابيين‭ ‬والقتلة‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬على‭ ‬شاكلة‭ ‬خامنئي‭.‬