رؤيا مغايرة

رسوم التوصيل... إلى أين؟!

| فاتن حمزة

شهدت‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مؤخرًا‭ ‬حملات‭ ‬بشأن‭ ‬ما‭ ‬وصفوه‭ ‬بـ‭ ‬“الارتفاع‭ ‬الجنوني‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬التوصيل”،‭ ‬واعتبروا‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬والمحال‭ ‬ومندوبي‭ ‬التوصيل‭ ‬رفعوا‭ ‬أسعارهم‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬الإغلاق‭ ‬الجزئي‭ ‬الذي‭ ‬أعلنت‭ ‬عنه‭ ‬الحكومة،‭ ‬وذلك‭ ‬استغلالا‭ ‬للأوضاع‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬تمرّ‭ ‬بها‭ ‬المملكة‭.‬

وأكد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬أن‭ ‬“رسوم‭ ‬التوصيل”‭ ‬باتت‭ ‬تشكّل‭ ‬عبئًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬على‭ ‬مشترياتهم،‭ ‬لاسيّما‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬توجّه‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬إلى‭ ‬الالتزام‭ ‬بالجلوس‭ ‬في‭ ‬المنازل‭ ‬وعدم‭ ‬الخروج‭ ‬إلا‭ ‬للضرورة،‭ ‬والاعتماد‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬خدمات‭ ‬التوصيل‭ ‬إلى‭ ‬المنازل،‭ ‬وقال‭ ‬المواطنون‭ ‬إن‭ ‬أسعار‭ ‬التوصيل‭ ‬كانت‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬500‭ ‬فلس‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬سابقة،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭ - ‬19‭) ‬واضطرار‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليها‭ ‬بدأت‭ ‬الأسعار‭ ‬بالتزايد،‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬دنانير‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المحال،‭ ‬كما‭ ‬وصل‭ ‬السعر‭ ‬إلى‭ ‬دينارين‭ ‬لإيصال‭ ‬وجبة‭ ‬طعام‭.‬

نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الرقابة‭ ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬باستغلال‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬لرفع‭ ‬الأسعار‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مبرر‭ ‬لا‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬المسافات‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬الأماكن‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬فكلّنا‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬مساحة‭ ‬المملكة‭ ‬صغيرة،‭ ‬وأغلب‭ ‬التوصيلات‭ ‬للمنازل‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬بضعة‭ ‬كيلومترات،‭ ‬فلماذا‭ ‬هذه‭ ‬الأسعار‭ ‬المبالغ‭ ‬فيها؟‭! ‬اعتمادنا‭ ‬على‭ ‬التوصيل‭ ‬أصبح‭ ‬أمراً‭ ‬ضرورياً،‭ ‬وما‭ ‬نمر‭ ‬به‭ ‬اليوم‭ ‬يحتم‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬التكاتف‭ ‬والتعاون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تمر‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬علينا‭ ‬بسلام‭ ‬بدل‭ ‬استغلال‭ ‬الوضع،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬توجه‭ ‬الناس‭ ‬للتوصيل‭ ‬أصبح‭ ‬أمراً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬حاجتنا‭ ‬للتوصيل‭ ‬اليوم‭ ‬جاءت‭ ‬التزاماً‭ ‬بتعليمات‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الطبي‭ ‬الذي‭ ‬يفضل‭ ‬عدم‭ ‬الخروج‭ ‬إلا‭ ‬للضرورة‭ ‬وذلك‭ ‬لاحتواء‭ ‬الفيروس‭ ‬بشكل‭ ‬أسرع‭.‬

نأمل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬داعما‭ ‬للقرارات‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬تستغل‭ ‬حاجة‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬الجميع‭ ‬وتماشياً‭ ‬مع‭ ‬خطط‭ ‬الدولة‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المرض،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬تغير‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬سياستها،‭ ‬نأمل‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بوضع‭ ‬تسعيرات‭ ‬محددة‭ ‬لكل‭ ‬منطقة‭ ‬وتحفيز‭ ‬روح‭ ‬المنافسة‭ ‬لفتح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬المواطنين‭ ‬لتأسيس‭ ‬شركات‭ ‬مماثلة‭ ‬منافسة‭ ‬بأسعار‭ ‬أقل،‭ ‬فالوضع‭ ‬لا‭ ‬يحتمل‭ ‬جشع‭ ‬هؤلاء‭ ‬التجار‭ ‬واستغلال‭ ‬حاجة‭ ‬المواطن‭.‬