ستة على ستة

الصندوق الأسود للرئيس الإيراني الجديد

| عطا السيد الشعراوي

ما‭ ‬إن‭ ‬أعلن‭ ‬فوزه‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬الرئاسة‭ ‬التي‭ ‬أجريت‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬وفي‭ ‬أول‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحافي‭ ‬له،‭ ‬ألبس‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭ ‬نفسه‭ ‬لباس‭ ‬المدافع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وحاول‭ ‬الظهور‭ ‬بمظهر‭ ‬الحريص‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬العدل‭ ‬والإنصاف‭ ‬خلال‭ ‬أدواره‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬القضاء،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬رئاسته‭ ‬الحالية‭ ‬لإيران،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أنه‭ ‬“فخور‭ ‬بكوني‭ ‬مدافعا‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وأمن‭ ‬الناس‭ ‬وراحتهم‭ ‬كمدع‭ ‬عام‭ ‬أينما‭ ‬كنت،‭ ‬كل‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬قمت‭ ‬بها‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬منصبي‭ ‬كانت‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.. ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬المنصب‭ ‬الرئاسي،‭ ‬أشعر‭ ‬بأن‭ ‬واجبي‭ ‬هو‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان”‭.‬

أكيد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خطأ‭ ‬في‭ ‬التعريف‭ ‬والمفاهيم‭ ‬والمقاصد،‭ ‬فحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬يدعي‭ ‬رئيسي‭ ‬أنه‭ ‬سيدافع‭ ‬عنها‭ ‬فقط‭ ‬لأولئك‭ ‬المرضي‭ ‬عنهم‭ ‬من‭ ‬المرشد‭ ‬والنظام‭ ‬الإيراني،‭ ‬وستتحول‭ ‬هذه‭ ‬الحقوق‭ ‬إلى‭ ‬صنوف‭ ‬من‭ ‬العذاب‭ ‬“المسموح‭ ‬به”‭ ‬والتنكيل‭ ‬“المباح”‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يعارض‭ ‬أو‭ ‬ينتقد‭ ‬أو‭ ‬يحاول‭ ‬مس‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬بكلمة‭. ‬ولأن‭ ‬تاريخ‭ ‬الرئيس‭ ‬الجديد‭ ‬معروف‭ ‬لأبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني،‭ ‬فقد‭ ‬فتح‭ ‬تصريحه‭ ‬الغريب‭ ‬وتأكيده‭ ‬العجيب‭ ‬بخصوص‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬شهية‭ ‬صحيفة‭ ‬التايمز‭ ‬البريطانية‭ ‬لتتعرف‭ ‬على‭ ‬حقيقته‭ ‬وتقف‭ ‬على‭ ‬حجم‭ ‬تناقض‭ ‬ماضيه‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يدعيه‭. ‬

قامت‭ ‬“التايمز”‭ ‬باستطلاع‭ ‬آراء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإيرانيين‭ ‬وإجراء‭ ‬مقابلات‭ ‬مع‭ ‬شهود‭ ‬على‭ ‬انتهاكات‭ ‬تورط‭ ‬فيها‭ ‬رئيسي‭ ‬خلال‭ ‬حياته‭ ‬المهنية‭ ‬التي‭ ‬ترقى‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬مدع‭ ‬عام‭ ‬شاب‭ ‬“متشدد”‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬أكبر‭ ‬قاضٍ‭ ‬إيراني،‭ ‬وأكد‭ ‬الشهود‭ ‬أن‭ ‬رئيسي‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬مدعيا‭ ‬شابا‭ ‬في‭ ‬الثمانينات،‭ ‬ترأس‭ ‬عمليات‭ ‬الضرب‭ ‬والرجم‭ ‬بالحجارة‭ ‬والاغتصاب،‭ ‬وكذلك‭ ‬الأمر‭ ‬بالإعدام‭ ‬الجماعي‭ ‬للسجناء‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬شنقهم‭ ‬أو‭ ‬رميهم‭ ‬من‭ ‬الأجراف،‭ ‬مشيرين‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬“لجان‭ ‬الموت”‭ ‬سيئة‭ ‬السمعة‭ (‬كانت‭ ‬تهدف‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬المعارضة‭ ‬السياسية‭ ‬ومكونة‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬رجال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬محافظة‭ ‬إيرانية‭) ‬والمتهمة‭ ‬بقتل‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬5000‭ ‬سجين‭ ‬بأوامر‭ ‬من‭ ‬الخميني‭ ‬عام‭ ‬1988،‭ ‬وكانوا‭ ‬محتجزين‭ ‬في‭ ‬سجني‭ ‬إيفين‭ ‬وغوهاردشت‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬طهران‭ ‬لاتهامهم‭ ‬بدعم‭ ‬المعارضين‭ ‬للخميني‭.‬