موقفان ثابتان يستحقان التأمل.. “الداخلية” و”الخارجية”

| عادل عيسى المرزوق

بحكمة‭ ‬بالغة‭ ‬الأثر،‭ ‬بالإمكان‭ ‬أن‭ ‬نقيس‭ ‬مدى‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬تحققه‭ ‬سياسة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لعاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬بيت‭ ‬القصيد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬وددت‭ ‬إن‭ ‬سمح‭ ‬لي‭ ‬القارئ‭ ‬الكريم،‭ ‬أن‭ ‬أطرحهما‭ ‬للتأمل،‭ ‬ومن‭ ‬نقطة‭ ‬التأمل‭ ‬هذه‭ ‬ننطلق‭ ‬إلى‭ ‬فهم‭ ‬ما‭ ‬تعنيه‭ ‬قدرة‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأكفاء‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مجريات‭ ‬الأمور‭ ‬المثيرة‭ ‬للجدل‭ ‬والمؤثرة‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الجبهة‭ ‬الداخلية‭.. ‬هنا‭ ‬نتكلم‭ ‬عن‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الفريق‭ ‬الركن‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ووزير‭ ‬الخارجية‭ ‬عبداللطيف‭ ‬الزياني،‭ ‬وبين‭ ‬أيدينا‭ ‬موقفان‭ ‬لنتأملهما‭:‬

‭*‬الموقف‭ ‬الأول‭: ‬يرسم‭ ‬فيه‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الخطوات‭ ‬بوضوح‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأصوات‭ ‬المؤججة‭ ‬والمخطورة‭ ‬في‭ ‬أثرها‭ ‬على‭ ‬السلم‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نتجاوز‭ ‬هنا‭ ‬أو‭ ‬نفكر‭ ‬في‭ ‬أخطر‭ ‬مما‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬قناة‭ ‬الجزيرة‭ ‬في‭ ‬تماديها‭ ‬واستمرارها‭ ‬الممنهج‭ ‬للإساءة‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬فمع‭ ‬ملف‭ ‬موجع‭ ‬لاستهداف‭ ‬الصيادين‭ ‬البحرينيين‭ ‬والإضرار‭ ‬بأرزاقهم،‭ ‬هناك‭ ‬ملف‭ ‬آخر‭ ‬“تطرب‭ ‬لها‭ ‬الجزيرة‭ ‬والنظام‭ ‬القطري‭ ‬يطرب‭ ‬له”،‭ ‬وهو‭ ‬نشر‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬وإثارة‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الإرباك‭ ‬والخوف‭ ‬والقلق‭ ‬بين‭ ‬الأهالي‭ ‬على‭ ‬أوضاع‭ ‬النزلاء‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل،‭ ‬وبيت‭ ‬القصيد‭ ‬هنا،‭ ‬أو‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬وفريقه‭ ‬تعاملوا‭ ‬بصورة‭ ‬وضعت‭ ‬تميز‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ومبادراتها‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬كبوابة‭ ‬تتصدى‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الإساءات‭ ‬المتكررة،‭ ‬ودحضها،‭ ‬ولكن،‭ ‬ما‭ ‬المفيد‭ ‬هنا؟

الجواب‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬تعامل‭ ‬أيضًا‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬“المعلومات‭ ‬المفخخة”‭ ‬بحذر‭ ‬وذكاء‭ ‬ومتابعة‭ ‬للجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬ومنها،‭ ‬وأوردت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬بياناتها‭ ‬فضح‭ ‬زيف‭ ‬“قناة‭ ‬الجزيرة،‭ ‬وإصرارها‭ ‬على‭ ‬التضليل‭ ‬والخداع،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬تجاهلها‭ ‬لقيم‭ ‬إنسانية‭ ‬وإسلامية‭ ‬وعربية‭ ‬وخليجية‭ ‬إن‭ ‬جاز‭ ‬لنا‭ ‬التعبير،‭ ‬في‭ ‬تجنيب‭ ‬المجتمعات‭ ‬الأفعال‭ ‬الشيطانية‭ ‬للإعلام‭ ‬المريض‭.‬

موقف‭ ‬آخر‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬نتأمله،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬تناولنا‭ ‬ملفًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬متشعبًا‭ ‬يتعلق‭ ‬بسيل‭ ‬من‭ ‬الإساءات‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬القطري‭ ‬عبر‭ ‬قناة‭ ‬الجزيرة،‭ ‬وخلصنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حكمة‭ ‬قيادتنا‭ ‬ومسؤولينا‭ ‬في‭ ‬التعامل،‭ ‬لنأتي‭ ‬إلى‭ ‬موقف‭ ‬يعني‭ ‬بالسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬لبلادنا،‭ ‬ونحن‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬برعاية‭ ‬كبرى‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬المغفور‭ ‬لهما‭ ‬بإذن‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وسمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراهما،‭ ‬وتسير‭ ‬على‭ ‬منهج‭ ‬مستنير‭ ‬الرؤى‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لجلالة‭ ‬العاهل‭ ‬المفدى‭.. ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬السياسة‭ ‬البحرينية‭ ‬متفردة‭ ‬في‭ ‬بنائها‭ ‬الهيكلي‭ ‬ولا‭ ‬تتلاقفها‭ ‬الأهواء،‭ ‬كيف؟‭ ‬والجواب‭: ‬تابعنا‭ ‬بيان‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تداولت‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وبعض‭ ‬المواقع‭ ‬الصحفية‭ ‬والإعلامية‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬باسم‭ ‬“عدالة”‭ ‬للتحقيق‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬ليأتي‭ ‬مؤكدًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لها‭ ‬مبادئ‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬يخالفها‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬ختامًا،‭ ‬جوهر‭ ‬وخلاصة‭ ‬هذين‭ ‬الموقفين،‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات‭ ‬أيها‭ ‬السادة‭.‬